المنبرالحر

الفاشية والنازية ،...والفاشية الجديدة ؟ / صادق محمد عبد الكريم الدبش

اليوم التاسع من أيار !...وهو يوم ملحمي في حياة البشرية ، وما حملت هذه القوى ( النازية ..والفاشية ) وما ارتكبته من فواجع وكوارث ، وما خلفته من ضحايا والذي زاد عن ستون مليون من البشر ، ناهيك عن الثكالى والأرامل واليتامى والمعوزين ، وما دمرته الحرب البربرية التي فرضتها ألمانيا النازية وأيطاليا الفاشية وحلفائهم على الاتحاد السوفيتي .
ليس عبثا أن نستذكر هذا اليوم من كل عام بالنصر الذي حققته البشرية بقوة وجبروت وتضحيات الشعوب السوفيتية وجيشهم الأحمر ، بهزيمته لهذه القوى الشريرة ، وقدم في سبيل ذلك ما يزيد على سبعة وعشرون مليون نسمة نتيجة لهذه الحرب التي فرضت فرضا على شعوب الأتحاد السوفيتي خاصة والشعوب لبلدان التحالف المناهض للفاشية والنازية ، ونتيجة لهذه التضحيات الجسام تمكنت شعوب الأرض من الخلاص من هذه القوى المعادية للسلم والعدل الدوليين ، وحري بنا أن لا ننسى هذا الذي جرى قبل أكثر من سبعين عاما ، وبعد حرب ضروس أتت على كل شئ وأمتدت من عام 1939 م...وأنتهت في 9/5/1945م عندما تمكنت القوات السوفيتية من دخول برلين ورفع العلم الاحمر فوق بناية الراخشتاغ ( البرلمان الألماني ) وبذلك تكون قد اسدلت الستار عن حقبة مظلمة من حياة البشرية ، وعلى البشرية أن تبقى يقظة من شرور الفاشية والنازية والتصدي لها ولأفكارها وفلسفتها وعدم السماح بعودة الفاشية الجديدة ، من خلال تعزيز دور القوى الديمقراطية والتقدمية ، ومن أجل تعزيز السلام والتعايش الدوليين .
ان النزعات الفاشية والهتلرية الجديدة ، لتشكل الخطر الأكبر على السلام والأستقرار الدوليين ، والذي تقوده الرأسمالية وفلسفتها ونهجها ( الليبرالية المتوحشة ، من خلال خرق القوانين والأعراف الدوليين ، وأثارة النزعات العنصرية والحروب الظالمة التي تشنها وتحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الأنسان ، والحقيقة هي بأملاء سياساتها على الشعوب وأسقاط الأنظمة وتدمير دولها وتشريد الملايين من أبناء وبنات هذه المناطق ، والشواهد كثيرة ، فما حدث في أحتلال لأفغانستان والعراق وأسقاط النظام في ليبيا وخارج أطار مجلس الأمن ، والتدخل السافر في سوريا ، وأمداد القوى المتطرفة وخاصة الحركات الراديكالية والمتطرفة والأرهابية من ( الأسلام السياسي ...الأخوان في مصر وجبهة النصرة وما يسمى الدولة الأسلامية ..داعش في سوريا والعراق وليبيا ومناطق اخرى ، وهناك تواطئ مكشوف من قبل العالم الرأسمالي وبعض الأنظمة في المنطقة في عدم التصدي لهذه القوى الأرهابية والتي تعبث بأرواح شعوب المنطقة وتساهم بتدمير البنى التحتية وتشريد الملايين من أبناء هذه الشعوب ...في العراق وسوريا وليبيا واليمن ، وما يحدث في مصر ..فهو لا يختلف كثيرا عما يجتاح المنطقة من أرهاب وتخريب مدعوم من قبل الكثير من دول العالم ، ولسوف يكشف لنا التأريخ قذارة ودناءة ووساخة هذا التدخل المعادي لشعوب المنطقة وتطلعاتها .
أن تصدي دول العالم والمتمثل بمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات ذات الصلة لهو ضرورة أنية وعاجلة ، والعمل على أيقاف هذا الدمار والموت المستمر ومنذ سنوات ، فعلى المجتمع الدولي ان يعمل على أجبار هذه الحكومات في هذه الدول ، وعلى المعارضة على حد سواء ، أجبارهم على الجلوس الى طاولة المفاوضات وبأشراف الأمين العام للأمم المتحدة وبتأييد ومباركة مجلس الأمن الدولي ، والعمل على أيقاف هذا الدمار فورا والمساعدة على عودة اللاجئين الى ديارهم وأعادة الحياة الى هذه البلدان ومساعدتها على أرساء دعائم النظام الديمقراطي وعلى أساس المواطنة والمساوات والعدل والتوزيع العادل للثروة وقيام دستور منصف ويصوت عليه الشعب في أقتراع تقوم وتشرف عليه المنظمات ذات الصلة ، وكذلك على المجتمع الدولي والدول الغنية ، أن تأخذ على عاتقها المساهمة النشيطة والفاعلة ومن خلال مشاريع عملية تهدف الى أعادة ما خربته الحرب الظالمة للسنوات العجاف التي مرت .
أن أيقاف الحرب هي ضرورة وطنية وقومية وأممية عاجلة ، وعلى القوى التقدمية والمحبة للسلام والتقدم ، والمناهضة للحرب والدمار والمنتصرة للأنسان وحقوقه ...وبالأخص حق الأنسان بالحياة والعيش الكريم ، على هذه القوى أن ترفع صوتها والمطالبة بأيقاف هذه الحروب العبثية والمدمرة لماضي وحاضر ومستقبل المنطقة وشعوبها ، وأن تضغط على القوى المؤثرة عالميا وأقليميا للأنتصار الى كل توجه يصب في صالح الأنظمة الديمقراطية والعدالة والمساوات والتقدم ، ومحاربة كل المنظومة القيمية للقوى الظلامية والراديكالية المتطرفة والمعادية للحياة والتقدم والحضارة الانسانية ، من قوى الأسلام السياسي المتطرف واللاغي لكل ما هو تقدمي والمصادر للحريات العامة والخاصة ، والمعادي لتطلعات المرأة ونيل حقوقها ومساواتها بأخيها الرجل ، والتصدي لكل ما ينتقص من أدميتها وحقها بالعيش الكريم .
ونحن نعيش يوم النصر على الفاشية ، هذا اليوم الأغر والتأريخي ، علينا ان نعزز روح التصدي للقيم والأفكار والمفاهيم والسلوكيات للفاشية الجديدة والتي تأخذ أشكال وصور شتى ، وترتدي عباءات وتتخفى خلف وجوه وعناوين كثيرة ولكن النتيجة واحدة والهدف واحد ، فيجب على قوى الخير والتقدم والديمقراطية والسلام ان تفضح هذه الأساليب ، وهذا النهج اللاغي لأنسانية الأنسان وحقه في العيش الكريم في ضل نظام عادل ومنصف ، وأولى هذه المصادرة لهذه الحقوق والمعوق والممانع لطموح بني البشر ...هي الليبرالية الجديدة ومن يتحالف معها ويتواطأ وبخنوع الذليل ...ليكون شرطيا ومنفذا لأرادة هذه القوى الشريرة ، والتي تمثل الوجه القبيح للفاشية والنازية الجديدتين ، ومطيتها القوى الدينية المتطرفة بكل أشكالها ومسمياتها وتلاوينها ومناطق نشاطها وتواجدها .
المجد كل المجد للذين أسترخصوا حياتهم وقدموها قرابين على مذبح الحرية والأنعتاق والتخلص من براثن الفاشية والنازية .
المجد لكل الحركات والمنظمات التي ساندت وقاتلت الفاشية والنازية .
المجد لحركة التحرر والأنعتاق والتقدم والديمقراطية في العالم .
لتتحد كل القوى الخيرة والنازعة نحو الغد المشرق الوضاء لبني البشر ، لدحر القوى الأرهابية ..والرأسمالية المتوحشة والسارقة لقوة الشعوب المعادية للحرية والديمقراطية والخلاص من الأستغلال والعسف ، ومن أجل الحياة الرخية والخالية من الجوع والخوف والحروب ، من أجل سلام شامل يسود العالم ...ومن أجل بيئة صحية وأمنة للكائنات الحية ومنها الأنسان .