المنبرالحر

مسلسل الاختطاف الى اين؟ / احمد عبد مراد

في عهد البعث المقبور كنا نرى اختفاء العديد ممن يعارضون النظام ولو بكلمة، ونسمع العديد من قصص الذين اختطفوا واختفت آثارهم واخبارهم ،،كنا نستنكر وندين ونفضح ونعري نظام البعث المقبور وطاغيته صدام حسين ، ونطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان في الامم المتحدة واحرار العالم في الوقوف الى جانب هؤلاء المغيبين والكشف عن مصائرهم واعادتهم لاحضان اهاليهم.. ولكن القاسم المشترك لمن كان يعارض النظام السابق ان الكل متفقون على وحشية وهمجية وجبروت حكم البعث الفاشي وان الخلاص من كابوس البعث هو الحل الاوحد، حيث لا وجود لاي بارقة امل في تصحيح مسار ذلك الجحيم الاّ باسقاطه وعليه فقد سلكت القوى والاحزاب الوطنية مختلف اساليب النضال للخلاص من ذلك الكابوس الجاثم ليس على صدورالعراقيين فحسب بل انه تسبب في دمار الشعوب المجاورة للعراق كذلك.. ولكن المفارقة بين الامس واليوم هي ان البعث كان معروفا ومكشوفا والهدف واضح فلا بد من حسم المعركة واطاحة حكم البعث الصدامي.. اما اليوم فقد اختلط الحابل بالنابل واتسمت المواقف بالضبابية واختلفت الاراء في تحديد اولويات الاهداف..القضاء على داعش .. عودة النازحين والمهجرين..ما بعد الموصل..الاقاليم ..الحكم الذاتي .. حق تقرير المصير.. تعريف المكونات وحقول الاقليات ..فتاوى التكفير .. عسكرة المجتمع .. الميليشيات..الدولة المدنية وحقوق الانسان.. ولاية الفقيه..تدخل دول الجوار بشؤون العراق..وغير ذلك ، اذن ليس هناك حلا آنيا جاهزا لا باسقاط النظام ولا اتخاذ المواقف السلبية ولا الوقوف والتفرج على ما يحصل فالمسألة اكبر واعقد بكثير ومن غير الممكن معالجة كل تلك القضايا في مقال وليس هو قصدنا وانما هناك قضايا ملحة جدا يتطلب معالجتها والعمل من اجل حلها بالنضال المثابر باشتراك كل القوى والاحزاب والجماهير الخيرة ومن تلك القضايا الملحة هي حماية المواطن بالدرجة الاولى وحقه في العيش بامان وسلام وحفظ حقوقه وكرامته والتعبيرعن آرائه ومعتقداته وفق ما كفله الدستور.. فليس من الحق والانصاف والمعقول ان لا يستطيع المواطن ان ينام في داره آمنا مستقرا دون ان يفكر ويقلق على مصيره بعد ما كثرت اعمال الاختطاف والتغييب والتعذيب ومجهولية المصير على يد ميليشيات منفلته خارجة على القانون فالكثير الكثير من ناشطي التيار المدني المتظاهر في ساحة التحرير مغيبون ومصيرهم مجهول مثال على ذلك الناشط المدني الشحماني وزملائه او كما حصل للشبان السبعة الذين تعرضوا لابشع انواع التعذيب وكانوا معرضين لخطر محدق لولا ارادة وعزم ونضال وصيحات ووقفات المناضلين الخيرين التي ارعبت العصابات الاجرامية وزلزلة الارض من تحت اقدامهم مما نتج عن ذلك نجاة الابطال السبعة وعودتهم الى صفوف رفاقهم واحضان ذويهم
لقد شملت تلك الممارسات المستهجنة والمدانة جميع انحاء العراق فهناك العديد من الشهداء الابرياء الذين لم يرتكبوا ذنبا سوى مطالبتهم بالحق والمساواة والعدالة الاجتماعية .. اليوم هناك رأي عام يتساءل الى متى يستمر الحال على هالمنوال ومتى يتم وضع حد لتلك الميليشيات المتسترة وراء الحشد الشعبي , اوليس من مسؤولية الحكومة فض الوضع الملتبس بين الحشد الشعبي باعتباره مؤسسة امنية مرتبطة برئيس الوزراء وبين تلك الميليشيات المنفلتة ولماذا يغظ الطرف عن الاحزاب والمنظمات (الاسلامية) التي تمتلك اجنحة وميليشيات مسلحة ومن المسؤول عن استمرار هذا الوضع
ان على الحكومة المسؤولية الكاملة لانهاء هذه الاوضاع الشاذة وفرض القانون على الجميع وطمئنة المواطن العراقي على حياته وكرامته وامنه.