المنبرالحر

مصائب المدنيين/ حميد حرّان

تُشنُ حملة مسعورة على القوى المدنية، هذه الأيام، وبشكل غير مسبوق على صفحات التواصل الإجتماعي، تحركها أبواق مشبوهة، تخرج بأتهاماتها عن المنطق السوي، ومن بين التهم التي تُلصق بها مسؤوليتها عن الفساد المستشري في العراق !
مصيبتنا بهذه الأبواق تابعيتها، وليس من الحكمة أن تحاجج تابعا لأنه يتحدث بأملاءات أسياده وتلقينهم له، وإلا كيف وجد هؤلاء (النابهين جداً) هذه الحلقة المفقودة التي تربط بين المدنيين والفساد المالي وهم خارج السلطة؟
مما لاشك فيه إن كل مراقب محايد للساحة العراقية لن يصعب عليه تشخيص أسباب ما يعانيه البلد، ومن البديهي أن تكون المحاصصه ومانتج عن فرضها على الشارع هي أس البلاء، وبديهي أيضاً إن الخطاب المدني أبعد مايكون عن الطوئفة وكل أسباب الأحتقانات .... لذا فالقوى المدنية بالضرورة أبعد ماتكون عن الفساد بأعتباره وليد مسخ أنتجته الطائفية من بين ما أنجبت من مواليد غير مُرَحب بها، كما أن إبعاد ذوي المشروع المدني عن مفاصل الأدارة، ينأى بهم تماماً عن مثل هذه التهم.
يبدو إن القضية لا تعدو أن تكون هروبا للأمام، فرضته حالة قلق، تستشعره قوى السلطة الحالية، من مستقبل قريب سيشهد هبوطا واضحا في رصيدها الجماهيري من جهه، وإتساع رقعة الأصوات التي تطالب بمحاسبة المفسدين من جهةٍ أخرى.
(سويلم) دائما ما يواجه مشاكل في مجريات حياته اليوميه، لكنه يُعفي نفسه من كل ما يواجهه من إحباط وفشل، وينحى باللائمة على شقيقه الأصغر (ريسان)، فكل صغيرة وكبيرة من محبطات الشقيق الفاشل سببها (ريسان).
ذات ليلة كان الشقيقان يتداولان أمرا من أمورهما اليومية و(سويلم) يحرك حبات مسبحته بشيء من الأنفعال ويضغط على خيطها، فانقطع الخيط وتناثرت حباتها فصرخ لا إراديا :
- (الله ينتقم منك ريسان شسويت بيه إنكطعت السبحه شيلم خرزها بهالظلمه ؟) ... ضحك الشقيق المبتلى وقال :
- (خويه شو سبحتك بيدك وأنت الكطعت خيطها وطشرت خرزها شبيدي عليك)
- (يكول شبيدي ههه ولك انت كل الضيم منك حتى سنة لوعه صارت من عرضتك الكشره )
- (خويه سويلم سمعتها من أمي سنة لوعه هي سنة ولادتك وولادتي وراها بسنتين شجابني على لوعه وانه بعدني ماجاي للدنيه ) ؟.