تتسم قوى اليسار بصفات عامة مشتركة بالرغم من تنوع وتعدد الاحزاب والمنظمات والشخصيات المستقلة التي تؤمن بالنهج اليساري، وعلى اساس الايمان بهذا النهج المستقيم الحضاري لابد من اتفاق واتحاد عام يجمع شتاتها لتكون قطبا موحدا ضد المحاصصة والفساد والطائفية والارهاب، لاسيما ونحن على اعتاب مرحلة الانتخابات. ومن الواضح ان الشعب العراقي قد ادرك جيدا مكامن الخطأ في الدورات الانتخابية السابقة عند انتخابه الذين اثبتوا فشلهم ... وخير دليل على ذلك الاعتصامات والمظاهرات السلمية المستمرة الى يومنا هذا، وكلنا يرى ويسمع الشعارات المتعددة التي يرفعها المتظاهرون منها:"بأسم الدين باكونه الحرامية" و "اين ذهبت المليارات يا مسؤولون" وغيرها كثير ..

ولابد من الاشارة الى صفات الفكر اليساري التي تتجلى في اهمها :

1-ان تكون الدولة مدنية ديمقراطية، على ان يتضح هذا النهج في جميع مناحي الحياة، وخاصة الاجتماعية والسياسية.

2-تحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع ثروات بلدنا وفي التعليم والصحة، وخاصة العدالة القضائية المتمثلة في كون جميع افراد الشعب متساوين امام القانون دون اسثناء لاي منهم .

3-رفع المستوى المعيشي ومعدل دخل الفرد اليومي للكادحين والفقراء، ومنهم الكثير دون خط الفقر.

4-الغاء جميع القوانين السابقة المجحفة في حق الشعب التي تتنافى مع حقوق الانسان ولا تتناسب مع المعايير القانونية الدولية .

5-المساواة بين افراد الشعب وعدم تمييزهم على اساس الدين او المذهب او القومية، وقد اكد دستورنا على هذا المبدأ، فمثلا العراقيون من الديانة المسيحية والصابئة المندائيون يعتبرون من اقدم سكان بلاد مابين النهرين، ويشهد تاريخ العراق القديم والحديث على وطنيتهم وسلوكهم القويم، ولم يظهر منهم مختلس او خائن لبلاده، بل على العكس من ذلك فمنهم الكثير من المناضلين والمثقفين والعلماء والمدافعين عن حقوق الانسان، مثل العالم العراقي من الصابئة المندائيين الدكتور عبد الجبار عبد الله، وسيدات فاضلات مثل : هناء ادور، وشميران مروكل، كما ان اول حزب عراقي لمكافحة الاستعمار والاستثمار اسسه مواطن عراقي مسيحي ضحى بحياته من اجل شعبه وحرية وطنه، فصورة هذا المناضل المسيحي كانت ومازالت وستبقى في قلوبنا وضمائرنا قبل ان نضعها على جدران بيوتنا .

6-حصر السلاح في يد الدولة فقط والمعاقبة القانونية لاي فرد مدني يمتلك السلاح .

7-القضاء على الفساد المالي والاداري وفتح ملفات اختلاس المال العام وبناء دولة المؤسسات وادارتها حصرا من قبل العناصر الكفؤة والنزيهة .

تلك هي بعض من صفات الفكر اليساري لمواطنين يعملون دون ملل لخدمة وطنهم ومصلحة شعبهم.