المنبرالحر

الشمس لا تستحق الرجم والتشهير !/ صادق محمد عبد الكريم الدبش

وأصبحت هذه القوى ترمي بحجارتهم على الأخرين ! ليس في عتمة الليل ووحشته كما عودونا ؟
بل يتقاذفونها في وضح النهار ، وعلى مرأى ومسمع الأشهاد ، وفي لقاءاتهم الصحفية وخطبهم الدينية ، وعبر شاشات التلفاز التي يمتلكونها ، وهي بالعشرات ، ولا نعلم بمصادر تمويلها ؟
وهنا لابد لنا أن نسأل الدولة ومجلس النواب والقضاء الأعلى والنزاهة عن أمر ر غاية بالأهمية ؟
لماذا لا يتم تفعيل قانون ( من أين لك هذا ) ... والتي ستكشف لنا المخفي والمستور!!... ، والتي ستكشف للجميع كل الفضائح والسرقات للمال العام .
وهذه الأبواق النشاز التي نراها ونسمعها بين الحين والأخر ومن جهات عديدة ـ ولكنها ذات توجه واحد وان اختلفت التسميات والألقاب والرتب !
وفحوى هذه الحملة الشعواء على ( الليبرالية ... والعلمانية ... والمدية !!! ) مفادها بأن الفساد .. والطائفية والمحاتصصة !... ودخول داعش وأحتلاله لنصف مساحة العراق!!.. والملايين التي هجرت من مدنها وبيوتها، قبل ثلاث سنوات ومازالوا لا يسمع صراخهم من قبل هؤلاء الحاكمين ؟ ... ناهيك عن الفشل تلو الفشل في أدارة الدولة ، وعدم الوفاء بأي ألتزام قطعه الحكام على أنفسهم أمام الشعب والمطالب الملحة لهذه للملايين الجائعة والعاطلة عن العمل ، وغياب الخدمات والأمن !..
هذا كله وغيره سببه كما يحلو للممسكين بالسلطة من الأسلام السياسي الحاكم اليوم ... ( الليبرالييون .. والعلمانييون ؟؟!! ) .
حقا أنه شئ مضحك ومبكي في الوقت نفسه !!.. بل يدعوا للسخرية والأستهجان ، بل الى الشفقة على هؤلاء الذين يمسكون بكل شئ من مال وسلطة وسلاح ، والتربع على كل شئ ، ثم يزعقون بوجه من يذكرهم بما حل بالعراق جراء سلوكهم وحماقاتهم !... ويحملون المدنيين والليبراليين مسؤولية فشلهم الفاضح !؟
ويستدلون على ذلك هؤلاء السادة !..بأن وزير الدفاع كان ليبرالي ! ... ووزير النفط كان ليبرالي ووزير التجارة كان ليبرالي.. وغيرهم ، ولم يبينوا للشعب بأنهم بهيمنون على كل المؤسسات الحيوية ( الأمنية والسياسية والأقتصادية والأعلامية ) .!
بالله عليكم أذا كانوا هؤلاء ليبرالييون ؟ ... فأين يذهب الأخرون ؟من المدنيين والليبراليين والعلمانيين ؟ .. وتحت أي مسمى يصنفون !؟
وبأن لدولة العراقية منذ تأسيسها كانت علمانية وليست أسلامية ؟؟
وأن العائلة المالكة والأقطاع وعملاء الأنكليز كانوا ليبراليين ومدنيين ، حسب تصنيف السادة الأفاضل !!
رغم كل هذا يتساءلون ؟... لماذا تحملون أحزاب الأسلام السياسي هذا الفشل الذريع والخراب والدمار والموت المجاني ؟؟؟... الذي عاشه العراق وما زال ، ومنذ عقد ونصف ؟
قد يكون المتسبب بكل هذا الخراب والدمار والموت ... قدر مقدر ؟؟؟!!... من قوة خارقة جائتنا من خارج المنظومة الكونية ؟؟!
وهم لا حول لهم ولا قوة !!ههههه. .. كون من يتحكم بمجريات الأمور هي قوة خارج أرادتهم !!
ويتهمونهم ظلما ( بالفاسدين .. والطائفيين .. وبأحتكارهم للسلطة ... والتفرد في أدارة الدولة... وأتهامهم زورا وظلما !!.. بأنهم ومنذ عقد مضى ولليوم يؤسسون لبناء الدولة الدينية !!!!!
بالوقت الذي هم من حول العراق الى واحة للديمقراطية..!! ولدولة المواطنة وقبول الأخر؟؟!!!
فهل رأيتم مثل هكذا ظلم تعرضوا أليه هؤلاء الحكام الأتقياء الأنقياء الورعين ؟!!!!...على يد الليراليين والعلمانيين !!؟؟ ) ... هؤلاء المؤمنون الذين يخافون من رب العباد والبلاد !... ومن يوم الحساب !
هم المدنييون كما يدعون ؟.. ولكن الشعب لا يفقه مدنيتهم ، ولم يأخذوا الفرصة الكافية ليثبتوا للجميع !! بأنهم أنقياء أتقياء ونظيفو اليد والسمعة ... وهم من حول خزينة البلاد وأودعها في البنوك الخارجية لحسابهم !!! ،، وأفرغوا الخزينة من أموال الشعب خوفا عليها من أن يسرقها الشعب الجائع !
وكل ما يقال عنهم فهي لا تعدوا كونها ، هفوات .. وعثرات .. وزلات .. وهزائم .. وجرائم .. سيسامحهم الشعب عليها ، ورب العباد والبلاد !!!!.
الى متى تبقون في غييكم ياسادة ياكرام ؟؟؟ ..وتدورون في متاهات لها أول وليس لها أخر ؟
لماذا لا تنزلون عن بغلتكم ؟؟ كما يقول المثل الدارج ، وهو يضرب عن المتمسك بموقفه ورأيه ؟
الى متى تستمرون تغنون بالطاحونة ؟ تاركين مركبكم تتقاذفه الرياح والأمواج العاتية ؟
وكل يوم يمضي ! تسيرون بالعراق وشعبه نحو جهنم ، التي فتحتم أبوابها على هذا الشعب المسحوق والجائع والمحروم من كل شئ جميل وحسن ؟
عودوا الى رشدكم وأستشعروا الخطر قبل وقوعه ، ووأعملوا بصدق وبوازع من ضمير ، وبالتعاون مع قوى شعبنا الديمقراطية والوطنية ، بالبدء بأعادة بناء الدولة ، وبشكل عملي وليس بوعود وأقوال كاذبة ومضللة، فأن حبل الكذب قصير ، والبدء بأعادة بناء الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية الأتحادية الموحدة .. فأن دولتكم الدينية التي تسعون الى قيامها ، والتي ليس لها فرص للحياة !... كونها ولدت ميتة !
ولكي يكون من اليسيير قيام دولة علمانية!... يجب البدء بأعادة بناء مؤسسة أمنية وطنية ومهنية ، تكون عراقية بأمتياز ـ ودمقرطت الدولة والمجتمع .... وخطوات أخرى عاجلة ، مثل الهيأت المستقلة وتوحيد الأوقاف الدينية ، وتفعيل مجلس الخدمة وقانون الأنتخابات وقانون أحزاب عادل وغير ذلك من الأستحقاقات الغير قابلة للتأجيل والتسويف والمماطلة.
هذا جانب ... والجانب الأخر .. ان ما تذهبون أليه اليوم في عسكرة الدولة والمجتمع ، ونحت ذريعة محاربة داعش وما الى ذلك من فبركات ! ... فهذا لا ينفعكم في شئ ؟؟
تدريبكم الأشبال واليافعين، ومحاضراتكم التحريضية ضد من تختلفون معهم ، وسياسة أسلمة الدولة والمجتمع ، وفرض رؤيتكم على الدولة والمجتمع ؟.. سوف بزيد الدمار والخراب والتمزق في الدولة والمجتمع ، وسيخسر الجميع وأولهم أنتم !...
فهذا مشروع خاسر!!... وخطر ، وله أبعاد فكرية وسياسية لا تتماشى مع حركة الحياة والحضارة الأنسانيتين ، وتعميق لنهج الطائفية ووالعنصرية ـ وتشكل سابقة خطيرة قد تؤدي الى نزاعات طائفية ومناطقية وعرقية ـ وقد تشعل الأرض والحرث والنسل ـ وهذا لن يوفر الحماية لكم ولنظامكم ، ولسلطتكم كما تعتقدون أبدا ... وقد جربها النظام السابق من قبلكم ، والنتيجة تعرفونها أنتم وغيركم !
كذلك سياية لي الأذرع وتكميم الأفواه ، والتهديد والوعيد وأستعراض العضلات والخطف والاعتقال ، والتحريض على كل من يختلف معكم ومع نهجكم .. ومعاداتكم السافرة للمرأة وللحريات والحقوق ... جهارا نهارا ومن دون أي وازع قانوني أو أخلاقي !
هذا كله لا يعدوا كونه تصرفات وسلوكيات صبيانية !!، لا تنم عن حكمة ودراية وتعقل ، ولا تنطلق من أناس من المفترض أن يكونوا رجال دولة .
أن حصر السلاح والحد من أنتشاره والأستحواذ عليه وتحت أي ذريعة أو مسمى ، وخارج المؤسسة الأمنية !.. حتى وأن كان بغطاتء الحشد الشعبي والتذع به ـ؟.. فهذه مخالفة دستورية وقانونية لا يحمد عقباها ، ولا تؤسس الى دولة المواطنة ..
على الحكومة أذا كانت جادة ؟ وتسعى الى أستتباب الأمن ، وتعمل على بناء دولة مدنية عصرية ، وتسعى لبسط الأمن في البلاد ، وتحرص على تماسك ووحدة النسيج المجتمعي ، عليها أن تتصدى للمجاميع المسلحة وللسلاح المنفلت ، وللمنتفذين في مفاصل الدولة والذين هم جزء من المشكلة وليسوا جزء من الحل ؟.. وسوف لن يساهموا في بناء الدولة أبدا . .
بالرغم من شكي ويقينيا لأكيد بأن القائمين على أدارة الدولة ليس في ذهنهم ولا في برامجهم أعادة بناء دولة مدنية عادلة ، تقوم على المواطنة والدستور والعدل والمساوات .. بالرغم من أني أشك في ذلك .. ولكن يحدوني الأمل في أن أرى الضوء في أخر النفق .