المنبرالحر

الخامس من حزيران ...يوم حزين / صادق محمد عبد الكريم الدبش

اليوم تمر الذكرى ( 499) لما أصبح يعرف بيوم النكسة !...عندما خسر العرب في حربهم كل فلسطين عام 1967م ، أضافة الى سيناء والجولان وغور الأردن وجنوب لبنان ، بعد أن خسروا نصفها في قرار تقسيم فلسطين ...أو ما أصبح يطلق عليه بيوم النكبة ؟.
كانت فلسطين حتى العام 1944 ضمن حدود الدولة العثمانية لتشكل الحدود الإدارية لمتصرفية القدس، وبعد أن دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى بجانب الألمان خسرت كافة أراضيها في البلاد العربية لصالح بريطانيا وفرنسا بحسب معاهدة سيفر الموقعة عام 1920 ومعاهدة لوزان الموقعة عام 1923.
كانت كل من بريطانيا وفرنسا قد وقعتا اتفاقا لتقاسم الأراضي العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى فكانت فلسطين من ضمن الأراضي التابعة لبريطانيا بحسب الاتفاق البريطاني-الفرنسي.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى خضعت فلسطين للانتداب البريطاني حتى العام 1948.
وقرار تقسيم فلسطين ؟...هو الاسم الذي أطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر1947 بعد التصويت (33 مع التقسيم ، و 13 ضد التقسيم ، وأمتناع 10 دول عن التصويت ) ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، وبالشكل التالي : 1. دولة عربية: وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوبا حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر. 2. دولة يهودية: على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حاليا. 3. القدس وبيت لحم والاراضي المجاورة ، تحت وصاية دولية.
وهذه محاولات قامت بها الأمم المتحدة لحل النزاع العربي اليهودي الصهيوني على أرض فلسطين المغتصبة .
وفلسطين هي دولة عربية كانت تحت الانتداب البريطاني منذ سنة 1923 حتى سنة 19488 وبعد انتهاء الانتداب البريطاني قرر الانتداب تسليم فلسطين للصهاينة.
في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، صرّح مناحيم بيغن،الذي كان في ذلك الحين أحد زعماء المعارضة في الحركة الصهيونية، عن بطلان شرعية التقسيم، وأن كل أرض فلسطين ملك لليهود وستبقى كذلك إلى الأبد ؟.
كانت المملكة المتحدة قد أعلنت إنهاء انتدابها على فلسطين وغادرت تبعا لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب، وأصدرت الأمم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر القتال حتى مارس 1949.
حرب 1948 أو ما يسميه الفلسطينيون النكبة ، وتهجير الألاف من الفلسطينيون من أرضهم الى دول الشتات .
قامت الحرب العربية الصهيونية ، وامتدّت من 29/11/1947م، لغاية 15 أيار/ مايو 1948م ، إلى أن تمّ التوقيع على اتفاقية الهدنة في أواخر عام 1948م وأوائل عام 1949 بين "إسرائيل" من ناحية وكل من مصر وشرق الأردن ولبنان وسورية من الناحية الأخرى.
احتل العدو الصهيوني كل فلسطين باستثناء الضفة الغربية حيث انضمت إلى الأردن، و غزة التي انضمت إلى مصر .
بعد حرب 1948 م ..أصبحت هذه المدن الفلسطينية !.,..تعد عالمياً تحت سيادة دولة ما يسمى اليوم إسرائيل!؟...: عكا، حيفا، يافا، طبريا، بيسان، صفد، الرملة، الناصرة، عسقلان، بئر السبع وغيرها .
إحصائيات حرب 1948:
* 531 قرية ومدينة فلسطينية طهرت عرقياً ودمرت بالكامل خلال نكبة فلسطين.
* 15,000 فلسطيني استشهد خلال النكبة (وقتل في هذه الحرب 6000 صهيوني ).
* أكثر من 50 مذبحة بحق الفلسطينيين "موثقة" وقعت بحق الفلسطينيين في العام 1948.
* 1.4 مليون فلسطيني أقاموا في فلسطين التاريخية قبل نكبة فلسطين في العام 1948.
* 780 ألف هجروا خلال النكبة (لاجئين) كلاجئين فلسطينيين .
* 150 ألف بقوا في المناطق التي قامت عليها دولة الاحتلال (وما يعرف اليوم بعرب 1948).
* 78% من مجمل مساحة فلسطين التاريخية، قام عليها الكيان الصهيوني في العام 1948. ( 1 ) .
والمتتبع لمجريات وتطورات الأحداث في فلسطين وأسبابها ومسبباتها وما أصاب هذا الشعب المكافح طيلة المائة عام المنصرمة ، ليجد وبوضوح أن النظام العربي هو المسؤول عن هذه النكبات والهزائم ، وما نتج عنه من تضحيات بالأنفس والأموال والممتلكات ، والتي دفعت من جيوب السواد الأعظم من شعوبنا العربية ، وليس من جيوب حكام دولنا و زعمائنا المفرطين بمصالح هذه الشعوب ، وتهديدا لحاضرنا ومستقبلنا !..ولم يراعوا ما تعانيه هذه الشعوب ، فقد سلبت كرامة وحقوق وخزائن هذه البلدان ونتيجة لأرتباط هؤلاء الحكام الوثيق والمذل بالأجنبي ، والخنوع المتناهي لأرادة القوى المستعمرة ، وأرتباطهم بعجلة وسياسات الدول الأستعمارية ، والتي ساعدت وهيأت كل الظروف والأمكانات التي سخرتها وبسخاء ، خدمة للحركة الصهيونية العالمية وتمكينها من تحقيق مراميها وأهدافها بأغتصاب دولة فلسطين ....كل فلسطين ، وتشريد شعبها وتدمير حضارته وماضيه وتهديد مستقبله .
ومحاولات الصهيونية وبدعم سخي وفاضح من الرأسمالية العالمية لأقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتشويه حقائق التأريخ والجغرافية وتزيفهما بدعوات باطلة وكاذبة ...ومجافية للحقيقة ، ليعيش شعبنا الفلسطيني مشردا في دول الشتات ، والهيمنة والتسلط الأستعماريين ، ولسرقة ثروات هذه الشعوب ووضع يدها على الطاقة التي نمتلكها ، والتي نسعى لتسخيرها للتنمية والتقدم والأزدهار ، و في سبيل حياة كريمة ولننعم بالحرية والأستقلال وتحقيق الرخاء والسلام والتعايش المشترك بين شعوب المنطقة.
أن الذي يجري على الساحة الفلسطينية !..ليس ببعيد عما يجري على الساحة العربية ، بل هو جزء من هذا المشهد الظلامي والخطير ...
لا خيار أمام نضال الشعب الفلسطيني سوى طريق واحد !..دون سواه ؟
العمل الدؤوب والمتواصل لتجاوز الأنقسام والتشظي ، وتوحيد نضالاتهم في قيادة الجماهير صانعة النصر الأكيد ضد الماكنة الصهيونية ...العسكرية والأعلامية والمالية .
والخروج من عباءة كامب ديفد وأوسلو ...لأن الكيان الصهيوني ليس في فلسفته ولا ضمن حساباته !..منح الشعب الفلسطيني حقوقه ، فكيف لمغتصب !..منحه حق قد صادره جهارا نهارا ؟!...
النضال الجماهيري ، والعمل على كل المستويات بالدفع بأستخدام المقاطعة لأسرائيل من قبل العالم العربي ومن دول العالم الثالث وبقية دول العالم ، لأنه السلاح الأمضى والأكثر أيلاما ...وتدميرا للكيان الصهيوني وبشكل متوازي مع تشديد النضال الجماهيري السلمي ، والضغط المتواصل على أنظمتنا العربية وأجبارها ورضوخها لأرادة شعوبها في التحرر والإنعتاق وعدم التبعية والخنوع .
وهنا لابد أن نشير بأن هناك مسؤولية أدبية وأخلاقية وأهدافا مشتركة للشعوب العربية بمؤازرة نضال الشعب الفلسطيني ، من خلال توسيع وقيادة النشاطات الجماهيرية المختلفة وهي كذلك تصب في مصلحة هذه الشعوب وتهيئ مقومات تنمية الوعي الجمعي لدى هذه الجماهير للمطالبة بتحقيق أهدافها في التنمية ونيل الحقوق في الحرية والعدل والمساوات وسيادة القانون .
هذه الخيارات هي خاصة وعامة ، وهي أهداف مشتركة ..وتهم جميع شعوب المنطقة ، وليس الشعب الفلسطيني وحده ، ونجاح هذه الشعوب في نيل حقوقها هو أنتصار للشعب الفلسطيني و لأرادته والعكس صحيح .
هناك أفاق رحبة !...وفرص متاحة كبيرة تحقق تطلعاتنا وما نسعى أليه في العيش الكريم ، والحرية والديمقراطية والدولة العادلة ؟..أذا أحسنا أستخدامها وحسب الأولويات لكل من هذه الوسائل ، والبحث عن وسائل التغيير ومن خلال القراءة الرصينة والثاقبة والمحركة للجماهير والشارع في هذا البلد أو ذاك .
قد ينظر البعض الى المشهد السياسي وتدني الوعي الجمعي وهيمنة القوى الظلامية والمتطرفة وتخلف الجماهير عن أدراك واجباتها وما عليها فعله في هذه المرحلة ، والأنتعاش النسبي لقوى الأسلام السياسي [ العاجز عن الوفاء بألتزاماته في بناء دولة العدل والمساوات والديمقراطية !؟...بل الممانع والمعوق لكل ما هو تقدمي ومعرفي وحضاري ؟!...نتيجة منطقية لتركيبته الفكرية والسياسية والطبقية والتنظيمية ] فهو معاد للمرأة التي هي نصف المجتمع ..ومعادي لمبدأ المواطنة وقبول الرأي والرأي الأخر ، ولثقافته الأحادية التي يفرضها على المجتمع قولا وفعلا ومثلما أمثلة نشاهدها في أيران والعراق والسودان وأفغانستان ، وكل الدول التي يحكمها الأسلام السياسي ، ومحاولاتها المستمرة بعسكرة الدولة والمجتمع وأضعاف لمؤسسات الدولة المختلفة وعلى وجه الخصوص القوانين التي ترسخ مبدأ الديمقراطية وتشرعن ممارساتها وتفسح المجال أمام منظماتها المختلفة وعلى وجه الخصوص منظمات المجتمع المدني وقوانين عمل الأحزاب وتشريع القوانين الضامنة لذلك ، والتهديد القسري ( باسم الله وبأسم المراجع !...لكل من يخالفهم الرأي ، ويقدمون على ممارسات لا قانونية منافية لكل شئ أسمه قانون وعدل ، ولنا من الأمثلة كذلك الكثير ، ومن الأسلحة التي يستخدمها الأسلام السياسي هو سلاح الطائفية والتمترس خلفها ، وهذا سلاح مدمر لوحدة هذه الشعوب وللتعايش المشترك وتفتيت للنسيج الأجتماعي وتهديدا لوحدته وتعايشه .
يعتقد البعض أن الخروج من عنق الزجاجة وهزيمة هذه القوى المعادية لأماني وتطلعات هذه الشعوب أمر عسير ؟
لكن أقول ومن خلال قراءة متأنية ودقيقة لكل المجريات ، تأشر الى أن التغيير قادم وليس ببعيد ، وهزيمة وأنكفاء هذه القوى المتخلفة قد بدأ ، والنار التي تستعر تحت الرماد لم تكن مرئية وربما غير محسوسة ، وهكذا هو التغيير المجتمعي وما يفضي أليه ، ولكن هذا كله لن يحدث بقدرة قوى غيبة ، ولا بمعجزة تنزل من أحدى الكواكب ، بل تحدث من النشاط الجماهيري الهادر والذي سيكتسح كل من يعترض طريقه في التغيير ، وعلامات التململ ستبدأ واضحة جلية ، وستتمكن شعوبنا أن تحقق النصر على هذه الأنظمة المتهالكة والمتخلفة والغير منسجمة مع حركة الحياة ، وعلى القوى السياسية التي تتبنى نضال هذه الشعوب في الديمقراطية والسلام والعدالة والرخاء ، أن تكرس نشاطها الفكري والسياسي والجماهيري لتحقيق هذه التطلعات والمرامي والأهداف ، وأن تعمل على كسر حاجز التردد والأنتظار السلبي وفقدان الأمل في التغيير ، بل عليها أن تقوي من عزيمة الناس وتدفعهم الى التشبث الواثق بيوم الخلاص ، وحياة سعيدة ورغيدة وأمنة تنتظرهم ..قادمة وقريبا ، ولكن بعزيمتهم وصبرهم وأصرارهم على تحقيق النصر المؤزر على قوى الشر والتخلف والظلام هو المحرك الفعلي والحقيقي لعملية التغيير .
1-المصدر : فلسطين سؤال وجواب / الحروب العربية الإسرائيلية .
5/6/2017 م