المنبرالحر

النازحون علامة سوداء في جبين المجتمع الدولي ونظامنا السياسي / صادق محمد عبد الكريم الدبش

اشبالنا من البنات والبنين ..والأطفال وكبار السن يدفعون ثمن ما يقترفه الأرهاب والأرهابيون من فواجع ، ونظامنا السياسي الطائفي والمتصارع مابين قواه ...وغياب الحد الأدنى لمقومات الحياة ، من جوع ومرض وجهل وبطالة مروعة ..وغياب الخدمات والتهجير القسري والأختياري على حد سواء ...كلها مجتمعة تقف بالضد من هذه الملايين الهائمة على وجوههم !...الذين لن تسعفهم أستغاثاتهم وتوسلاتهم ؟...ولن تحرك الضمائر في نظامنا السياسي ولا المجتمعات العربية ولا الدولية في مد يد المساعدة وأمدادهم بأحتياجاتهم من سكن وملبس وغذاء ودواء وتعليم ورعاية نفسية وأجتماعية ، فقد تركوا هؤلاء يلقون مصيرهم منفردين ! ألا ما ندر !..من النذر القليل من هنا وهناك ...وهي صورة تدعوا الى الحزن والأسى ...وأن دل على شئ فأنما يدل على تدني الشعور بمسؤولية هؤلاء في الداخل والخارج، وضعف المبادرة ونكران الذات في مد يد المساعدة العاجلة لأنتشال هذه الملايين من الهوة السحيقة ، وما يتعرضون اليه من مهانة !...وسلب لأدميتهم وهدرا لكرامتهم . أن ما نشاهده اليوم من صور ...والتي تدعو الى الأحباط ، كون المجتمع الدولي والنظام السياسي لن ينصف هؤلاء في الأسراع بمعالجة وضعهم بأسرع وقت . هذه الصور ندر أن تشاهدها طيلة المائة سنة الماضية ألا قليلا ، في الحرب العظمى ..والحرب الفيتنامية ..والحرب الأهلية في أفريقيا . الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات المعنية ...عليها أن تستنهض قواها وتشحذ همم المهتمين بالطفولة والمرأة ومنظمات حقوق الأنسان ومكافحة الجوع والكوارث ...على هؤلاء التحرك والأسراع بمد يد العون والمساعدة ، ودفع نفحة أمل عند نفوس هؤلاء قبل فوات الأوان ...فتأخر يوم !..معناه مزيدا من الضحايا ...معناه الموت البطيئ ، وتعريض هؤلاء الى الأصابة بشتى العلل والأمراض والأعاقة الذهنية والجسدية ، وستزداد بين صفوفهم شتى الأمراض الأجتماعية والسلوكية ، والأنحراف والتمرد والخروج عن السياقات الطبيعية في المجتمع ..وهذه الأمور جميعها تشكل علامات خطر داهم نتيجة لما تمر به هذه الملايين المشردة .