المنبرالحر

ثورة ١٤ تموز ومنجزاتها / ماجدة الجبوري

لم أولد، ولم أشهد ثورة تموز، لكن استطيع القول، إنني عايشتها من خلال وجود والدي ومساهمته، والتحدث عن الثورة، والمنجزات التي تحققت فيها.
من المؤكد ان اكبر انجاز هو الغاء الحكم الملكي وإقامة النظام الجمهوري، ثم الغاء نظام ملكية الارض، وإقرار قانون الإصلاح الزراعي، وإجازة الجمعيات الزراعية، وتحرير الفلاح من سلطة شيخ العشيرة.
-تفجير الوعي السياسي لدى الجماهير الشعبية الواسعة التي كانت محرومة من المساهمة العلنية في النشاطات السياسية، من خلال رفع مستوى الوعي، وتعريفها بحقوقها وواجباتها الوطنية، واطلاق حريةالتعبير في العمل النقابي والسياسي والثقافي، إقرار قانون الاحوال الشخصية، الذي الغى البعد الطائفي، واعطى حقوق للمرأة ومساواتها بالرجل، وحفظ كيانها، وانسانيتها.
ومن ثم الغاء جميع المعاهدات الاستعمارية التي تمس بسيادة العراق الوطنية.
سأتحدث عن الريف و وضع الفلاح قبل ثورة ١٤ تموز، من خلال ما سمعته، وما عاشته عائلتي الفلاحية في إحدى قرى بابل.
يقول والدي، كان الفلاح يعمل كالعبد عند الاقطاعي، ليس فقط في الارض بل حتى في خدمة بيته، و حلاله، و بطريقة مذلّه. كان الفلاح، لا يملك ارضاً بل يعمل من الصباح حتى المساء، ينظف، ويحرث، ويزرع الأرض، وحين يكون مزاج الملاك متعكر أحياناً يضرب الفلاحين بقسوة لا إنسانية، ويستهزأ بهم.
و عندما يأتي الحصاد، لا يعطي للفلاح سوى الفتات القليل من المحصول.
تضطر بعض النساء، ولسد رمق جوع اطفالها، من جمع سنابل الحنطة والشعير وما تناثر بعد لم المحصول، و فرك السنابل وطحنها، وتأتي هذه العملية بخلسه وبدون علم الملاك وأولاده.
وبعد تصفية بيدر المحصول من الحنطة والشعير، و وزنه وتعبئته في " گواني" و الذي يمر بمراحل بدائية عديدة، تبدأ أولا بعملية التكديس، وجمعه داخل بيدر، و مرحلة الدوس بواسطة حمير، وتصفيته بطريقة " التذريه" بالهواء لفصل حبة الحنطة او الشعير عن التبن، وجمعه بأكياس أو ما يسمى ب" الگواني" .
أحياناً تبقى بعض الحبوب بين الزوايا، وتحت التبن،او ما يسمى ب " الگصرة" وهي الحبوب التي تبقى داخل السنابل، هذه أيضاً غير مسموح للفلاح أخذها، رغم انها لا تساوي شيئاً.
ما اريد قوله، أن ثورة تموز حرّرت الإنسان من عبودية النظام الملكي، والاقطاعي، والتقاليد العشايرية الباليةو أصبح صاحب ملك من خلال توزيع الاراضي على الفلاحين بقانون الاصلاح الزراعي .
و ما تحقق بفترة قصيرة من قوانين متحضرة، و منجزات لا زالت شاخصة لحد الآن، من دور ومدن سكنية، وزعت على الموظفين والعمال، ومستشفيات الجمهورية في معظم محافظات العراق وغيرها يتذكرها الناس، ويثنون على ثورة تموز بل يعتبرونها الفترة الذهبية في تاريخ العراق.