المنبرالحر

النصر الذي نريده / عامر عبود الشيخ علي

لا يمكن اخفاء الشعور بالسعادة والفرح من قبل ابناء الشعب العراقي وبكل اديانه واطيافه ومكوناته بالنصر الذي حققته القوات الامنية بكل تشكيلاتها وصنوفها، على قوى الارهاب بما يسمى تنظيم الدولة اللا اسلامية داعش، وتحرير الموصل والاراضي التي احتلت من قبل هذا التنظيم الارهابي، ويشاركهم فرحتهم هذه كل شعوب العالم المحبة للانسانية والسلام. والجميع يعرف الفكر الارهابي لداعش وما قام به من انتهاكات للانسانية وتعطشه للدم لرسم امبراطوريته الوهمية التي خطها على رمال متحركة لا يمكن ثباتها وان كانت باسم الدين والاسلام، انما يجب البحث والتركيز على ما يعزز اكتمال النصر العسكري، بنصر فكري على ما تبنته قوى الارهاب والتكفير ومحاولة نشر هذا الفكر المتطرف وتشويه القيم الاسلامية الحقيقية التي تؤمن بالانسانية والسلام، وايضا بنصر سياسي في خلع ثياب الطائفية والقومية التي ترتديها احزاب السلطة والخلاص من المحاصصة البغيضة التي انتجت هويات فرعية على حساب الهوية الوطنية، وشرعنة الفساد وحماية المفسدين، والعمل على تفعيل الدستور وانتهاج القوانين الضامنة والحامية لكل مكونات الشعب العراقي دون تمييز او تفريق. ولا يمكن تهميش دور الثقافة بكل اتجاهاتها سواء كانت ادبية ام فنية، او تجاهل دور المسرح والسينما ومعارض الفن التشكيلي والغناء والموسيقى، وان تطلق الطاقات الشبابية دون تقييد وتحريم اذا ما اردنا القضاء على الفكر التكفيري المتطرف. ولا ننسى النصر المهم وهو النصر الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص التي تخلق مجتمعا طموحا ومنتجا، وذلك من خلال اعادة الصناعة والزراعة بقطاعيها العام والخاص، وتنويع مصادر الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد لاقتصاد البلد، وايجاد فرص عمل للعاطلين وتشغيل وتعيين الخريجين، لذا على الاحزاب السياسية المشاركة في السلطة، ان تعي ان خراب الوطن واحتلاله هو بسبب البنية السياسية الخاطئة التي انتجت من قبلهم، وهي المحاصصة الطائفية، والتي نتج عنها الفساد المالي والاداري والامراض الاجتماعية، ومن الاسباب التي ادت الى وصول الارهاب وسيطرته على الشباب وجذبهم ووجود الحاضنات، هو توفر بيئة صالحة ناتجة عن عدم الاستجابة لمطالب الجماهير وحقوقهم عند التظاهر والاحتجاجات التي كفلها الدستور من توفير فرص العمل والخدمات والسكن اللائق والضمان الصحي والتربوي واعادة تدوير عجلة الانتاج من صناعة وزراعة. لذا يتطلب النصر النهائي عودة النازحين والمهجرين واعادة اعمار المدن المدمرة ومحو كل ما علق من ادران هذا الفكر في عقول واذهان سكان المناطق التي كانت محتلة والاخرين المغرر بهم وخاصة الاطفال والشباب، ولا ننسى تمكين المرأة التي عانت الامرين من ارهاب داعش وارهاب المجتمع