المنبرالحر

جان يرن صار خشالة / حيدر سعيد

المنظمات الارهابية اعتمدت التطرف والعنف الطائفي السياسي ، وهي نتاج سياسة اعتمدتها الادارات الغربية من خلال تهيئتها لانظمة دكتاتورية في العالم ،جاءت بانقلابات دموية اسقطت انظمة وطنية ، واتبعتها بحملات تصفية جسدية وفكرية شملت قطاعات واسعة من ابناء الشعب وفي مقدمتهم حملة الافكار التقدمية المناهضة للاستغلال ونهب خيرات الشعوب ، وبذلك قامت بدور اسيادها الامبرياليين في المنطقة ، وهناك امثلة عديدة اعطت فيهاالادارات الغربية لهذه الانظمة الدكتاتورية الضوء الاخضر لشن حملاتها الدموية ضد المعارضين الوطنيين الديمقراطيين ،والتي وصلت حد قبر المناضلين وهم احياء في مقابر جماعية في اسيا وامريكا اللاتينية وافريقيا .
وفي كل مرة تبتدع الادارات الغربية وممولو اختياراتها في العالم العربي جماعات غارقة بالوحشية والتدمير ، بدأتها بالقاعدة وعمقها الاسلام السياسي لتواجه بها الاتحاد السوفيتي في افغانستان ، مهيئة لها السلاح وخبراء التدريب في قواعد عسكرية اعدت لذلك ، وكذلك لقمع الحركات التحررية الوطنية الديمقراطية بتمويل سعودي خليجي، وبعد تصاعد نفوذ هذه القاعدة وانتفاخها راحت تتمرد على صانعيها في البيت الابيض فهاجمتهم في عقر دارهم ، ومع تغير الادارات الغربية تغيرت معها التكتيكات والاساليب التي تخدم بالنتيجة سياساتهم ومصالحهم ، فانقلبت على الصديق القديم ( القاعدة ) لتوجد من هو اكثر حقداً ودموية وهمجية ضد الشعوب وتطلعاتها فكانت داعش ، التي جاءت الى العراق وسوريا وليبيا وتونس ومصر وافريقيا عبر تنفيذ هجمات ارهابية فاشية، فٌتحت امامها الابواب على مصراعيها عن طريق تركيا وبعض الدول المجاورة ، ممولة بالاموال الخليجية ، لتمر الى الداخل بعد ان وجدت الطريق ممهدة بسبب السياسات الطائفية السياسية التي اعتمدتها الانظمة نهجاً ،
ان سياسة الفوضى الخلاقة التي انتهجتها الادارة الامريكية هي من جاء بمتنفذين على رأس السلطة في العراق اتخذوا من نهج المحاصصة طريقاً لتقاسم الثروة والمناصب الحكومية ، واحياناً بيعها باثمان كبيرة !! ، وبذلك اعتمدوا الطائفية السياسية بديلاً للمواطنة وحب الوطن ، عندها وجد داعش الطريق سالكاً الى احتلال الاراضي العراقية ، بشكل خاطف ، كان متوقعاً وكنتيجة لتوجه المتحاصصين ، وراحت الادارات الغربية تضخم من حجم داعش وتضع العراقيل بوجه الحكومات العراقية التي تطلب بيعها الطائرات الحربية اف 16 ...الخ وتروج لطول الحرب مع داعش واضعة ارقامأ كثلاثين سنة ثم عشرين سنة ومن ثم عشرة !! لتثبط العزائم وتبعث اليأس في نفوس العراقيين .
وهاهم العراقيون اليوم يلقنون الدواعش وقوى الردة الحليفة لهم بسواعد ابطال قوات شعبهم الوطنية المسلحة دروساً لن ينسوها ويثبتون انهم جديرون بالاحترام والتقدير،
ان الانتصار على داعش عزز الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب وعمق الثقة بقوات شعبنا المسلحة ومهد الطريق الى المصالحة الوطنية التي تستند على المواطنة ذات البعد المدني لبناء دولة مدنية وطنية ديمقراطية ومغادرة الطائفية السياسية البغيضة التي قادت البلد الى هذه الازمات ولازالت تعمق جراح المواطن ،.
ان هزيمة داعش في الموصل جاء ليؤكد ان الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب في الداخل والتفافهم حول قواتهم المسلحة ذات العقيدة الوطنية هي التي تخلق النصر مهما كبر حجم المعتدين ، وهي تثبت ان الشعب العراقي يمتلك ارادة وطنية تقف بحزم ضد العدو الرئيسي داعش عندما يتعلق الامر بكرامته واستقلال وطنه وتهديد سيادته ، ويرخص لاجل ذلك كل غالي ،
وهذا مااثبته واقعياً من خلال انتصاره على داعش وتقديم قوافل من الشهداء الابرار.
ان من راهن على داعش ومولها ومهد الطريق امام مرتزقتها وصورها القوة التي لاتقهر ، قد رد خائباً ذليلا، وهاهم بهائم داعش يلوذون فارين من امام قوات شعبنا المسلحة ،
هاهي داعش التي بنا عليها اعداء شعبنا الآمال !! تزحف على الاربعة بعد ان فقد مرتزقتها السيطرة على الوقوف على اقدامهم المرتجفة خوفاً وهلعاً تحت ضربات جيش شعبنا ومقاتليه الابطال وبقية الصنوف المسلحة .هاهي داعش التي ( كانت ترن صارت خشالة ).
ان حكومة الازمات ممثلة بالمتنفذين ونهجهم الطائفي قد فقدوا مصداقيتهم وبانت عوراتهم للقاصي والداني ،ولن يستطيعوا بعد الان ان ينفدوا ثانية الى الحكم ( المجرب لايجرب ) ، بعد ان انكشف زيفهم وفسادهم وضعف ادارتهم وما عادوا محل ثقة الناس مهما ابتدعوا من اساليب جديدة، فسيبقى جوهرهم نفسه واياديهم غير نظيفة تمتد الى اموال الشعب العامة لسرقتها وتوضيفها لمصلحة جيوبهم ، وما الانشققات الاخيرة بين صفوفهم الا نتيجة متوقعة لهذا الورم ،الذي ماباتت اسبابه مخفية على احد، مهما حاولوا اخفاء صراعاتهم داخل كتلهم ، وهذا ما دلت عليه مؤتمراتهم الاخيرة والتي حاولت لملمت شتاتهم ، لكنها سرعان ماكشفت المستور لتنفض سريعاً وتتفتت .
ان التوجه نحو المدنية الديمقراطية هو الطريق الاسلم طريق المواطنة والعدالة الاجتماعية وتثبيت القضاء والقانون واستقلاله والقضاء على الفساد الآفة التي لايقل خطرها عن داعش ، خاصة وان الانتخابات على الابواب ، مما يتطلب حشد الهمم وتوعية الجماهير بمشروعهم الوطني الديمقراطي والتحرك الجاد نحو المناطق المحررة الى المهجرين والتضامن معهم في عودتهم معززين الى منازهم ، وتصعيد المطالبة بقانون جديد للانتخابات وانتخاب مفوضية جديدة مهنية مستقلة ، تبتعد في عملها عن الحزبية الضيقة والتزوير ، واسلوب شيلني واشيلك !!