المنبرالحر

صدأ المتنفذون وبانت معادنهم / حيدر سعيد

لقد اعطى الانتصارلقوات شعبنا المسلحة ذات العقيدة الوطنية بجميع صنوفها على داعش وقوى الردة زخما ، الهم الشارع العراقي وزاده تمسكاً بثوابته الوطنية التي حددها عبر تظاهراته التي جسدها الحراك الشعبي السلمي وفي مقدمتها توفير المناخات الديمقراطية ، واعتماد المواطنة اساساً لبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تفعٌل القانون وتؤسس لمؤسسات تضع الاولويات لخدمة المواطن وتحقيق مطاليبه العادلة ،على اساس الموساوات والعدالة الاجتماعية ، هذا النهوض الجماهيري المصحوب بوعي سياسي متقدم على المرحلة السابقة التي اجريت فيها الانتخابات السابقة وما رافقها من تزييف وسرقة لاصوات الناخبين ،ساهمت به مفوضية الانتخابات الغير مستقلة وقانون الانتخابات السيئ ، ولقرب الانتخابات وعدم تكرار التجربة المريرة السابقة وما حملته من ازمات ومعانات كان المواطن الكادح ضحيتها ، جعل القوى الوطنية والديمقراطية والمخلصين من ابناء هذا الوطن الحريصين على معافاته وخروجه من النفق المظلم الذي وضعه فيه المتنفذون عبر نهج المحاصصة البغيض ، يطالبون بالتغيير والاصلاح الذي يتماشى والواقع المزري الذي يمر به الشعب والبلد ،بعد ان بلغ السيل الزبى حيث الفوضى والفساد ونقص الخدمات والبطالة، وخاصة في صفوف المتعلمين من الطلبة خريجي الجامعات ، والذهاب بالبلاد الى مصير مجهول .
كل ذلك وبمسؤولية وطنية تعزز الانتصار على الارهاب وتسير معه لتأسيس دولة مواطنة مدنية تكون قاعدتها من المخلصين الوطنيين الديمقراطين الذين يعز عليهم الوطن وترابه الطاهر ، بعيداً عن الطائفية السياسية ونهجها المدمر نهج المحاصصة .
هذا الحراك الوطني الشعبي المدني السلمي ، اخاف المتنفذين وهز مقاعدهم وتنادت مذعورة ماذا يريد هذا التيار المدني الوطني الديمقراطي المتصاعد ؟ وهل نقف امام زحفه متفرجين ، فما كان منهم الا ان كشفوا عن وجوههم الحقيقية التي حاولوا اخفائها والسير مع الجماهير في مطاليبها حتى البارحة !! حيث صوت المتنفذون على قانون انتخابات سانت ليغو ( 1.9) السيء والذي يحتكر فيه المتنفذون القرار مهمشين القوى الوطنية المخلصة الناشدة للتغيير والاصلاح الحققيين ، لقد انكشف زيف ادعاتهم من خلال مؤتمراتهم الترقيعية ، وقد صدأوا وبانت معادنهم الحقيقية الرديئة ، وكما قال الشاعر الرصافي :
لايخدعنك هتاف القوم بالوطن
فالقوم في السر غير القوم بالعلن
هذا الوصف ينطبق اليوم على المتنفذين ودجلهم ففي الليل غير النهار ويعتقدون ان خداعهم لابناء الشعب سيستمر!!وهم بذلك لايخدعون سوى انفسهم ومن يقف معهم في نهج المحاصصة البغيض .
ان القوى الوطنية والديمقراطية والمدنية والشعبية مدعوة اليوم لرص صفوفها لمواجهة عودة اصحاب نهج الطائفية السياسية من جديد، لتحسب اربع سنوات قادمة من المعاناة والازمات والخراب والتهديدات الارهابية ،خاصة وان وجوه المتنفذين ومراميهم قد بانت على حقيقتها .