المنبرالحر

النتائج الامتحانية لطلبة الاعداديات .. إهمال ومعاناة ونسب نجاح متدنية / انتصار الميالي

جرت في تموز الماضي الامتحانات النهائية لطلبة الصف السادس الإعدادي بفرعيه (الأدبي والعلمي) وسط ارتفاع شديد لدرجات الحرارة وغياب شبه كامل للتيار الكهربائي في أغلب القاعات الامتحانية في بغداد والمحافظات، بينما تلكأت وزارة التربية في وضع خطة لتجاوز هذه المشكلة من حيث توفير المولدات أو المراكز الامتحانية التي تتوفر فيها الكهرباء بالإضافة إلى عدم توفر المياه الباردة والصالحة للشرب، مما ضاعف معاناة الطلبة أثناء تأدية الامتحانات.
الطالبة ( دانية احمد ) من بغداد تحدثت لطريق الشعب ، عن أهم المشاكل التي حدثت في فترة الامتحانات ومنها ارتفاع درجات الحرارة في المركز الامتحاني وانقطاع التيار الكهربائي المستمر وأضافت كما نعاني من أسلوب التعامل السيئ من قبل مديرة المركز الامتحاني والتي لم تراع الظروف والأجواء الامتحانية المتردية فضلاً عن عدم توفر الماء البارد والصالح للشرب. الطالب (سجاد ذاكر الله ) من محافظة الناصرية يقول كالمعتاد يعيش الطلبة وضعا نفسيا يملؤه القلق والخوف وعدم التركيز بسبب قلة النوم لان هذه المرحلة تحدد مستقبل الطالب وصدمنا عند دخول المركز الامتحاني بعدم وجود أجهزة التبريد وتفاجأنا بغياب مصدر الإضاءة بسبب انقطاع التيار الكهربائي مما سبب العديد من حالات الاختناق لبعض الطلبة داخل القاعات الامتحانية. علي عبدالكريم عضو اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق تحدث لـ "طريق الشعب" : في هذا العام اتبعت وزارة التربية نظام (الإحيائي والتطبيقي) وهو نظام مبهم للعديد من الطلبة، وفي العراق لايوجد رأي للطالب حيث إن الأهل هم من يحدد وجهة نظر الطالب وهذا شيء مؤسف فلاحظنا ارتفاع نسبة المجال الإحيائي حيث كانت (80في المائة والتطبيقي (20في المائة، وكذلك في هذه السنة لاحظنا تكرار الأخطاء في الأسئلة لمادة (التربية الإسلامية ) ومادة (الفيزياء أحيائي )، وتصدر حدثان مهمان في الأخبار عموماً التي تخص الامتحانات هما كثرة حالات الغش في المراكز الامتحانية وكذلك عدم التدقيق أثناء التصحيح للدفاتر الامتحانية وأكد الجميع بما فيهم الكوادر التدريسية على أنه إهمال من الوزارة بعدم توفير قاعات ملائمة للتصحيح،كل هذه الأسباب والظروف أدت إلى ظهور نسبة نجاح الطلبة بمستوى سيئ لا يتعدى (50في المائة. الناشط محمد السالم من اربيل يقول : لم تختلف الأجواء الامتحانية في الإقليم وتحديدا في اربيل ورغم ملاءمتها نوعا ما لكن يوجد فرق بين المدارس الكردية والعربية من حيث معاملة المراقبين مع الطلاب حيث ذكر لنا عدد من الطلبة إن التعامل كان متشدداً نوعما مع الطلبة العرب هذا من جانب ومن جانب اخر لم تخل القاعات الامتحانية من عمليات الغش فضلا عن تعاون بعض مدراء المدارس مع الطلبة للتستر عليهم والسماح لهم بإدخال سماعات مخفية ولم تكن هذه الطريقة الوحيدة التي تحدث وبعلم الأساتذة، بالإضافة إلى الأخطاء اللغوية في الأسئلة وصعوبتها. المواطنة منال حميد من محافظة النجف تحدثت إلى "طريق الشعب" : إن اكبر خطأ كان هو توقيت الامتحانات في أجواء الصيف الحارقة والتي يكون خلالها الطالب معرضا لضغط نفسي كبير في أجواء امتحانية قاربت درجة الحرارة فيها 52 درجة مئوية مع غياب الكهرباء وعم توفرها، كذلك إن مدة الامتحانات كانت طويلة جدا وطول فترة المراجعة والتي تزامنت في شهر رمضان وما يتخلل هذا الشهر من أجواء قد لايجد الطالب فيها فرصة جيدة للمراجعة. عبدالله حسن من الناصرية أشار إلى عدم توفر الخدمات اللوجستية التي يجب إن تقدم للطالب من توفير ماء أو توفير قاعة دراسية مناسبة لأداء الامتحان، وتضيف في بداية الأمر القاعة الدراسية تحتوي على أكثر من ٤٠ طالب لايوجد فيها إلا مروحتان فقط ما يجعل القاعة عبارة عن فرن حراري بالإضافة إلى الماء حار الذي يقدم بمعدل كاسة واحده للطالب بدون تبريد وفي حال طلب الطالب الماء من الأستاذ يكون الرد ( ماكو ماي انتظر للساعة تسعة إلا ربع ) يعني ينتظر الطالب ساعة إلا ربع حتى يوزع الماء كحصة واحدة فقط، فضلاً عن إن الأسئلة كانت تحتوي أفكارا ومسائل خارجية وليست ضمن المنهاج الذي درسه الطالب خلال فترة الدراسة بغض النظر عن وجود نوع من الصعوبة في الأسئلة، كما إن المراقبين لم يكونوا بالمستوى المطلوب في التعامل مع الطالب سواء في حال استفسار الطالب عن احد الأسئلة أو على الوقت التي كان الجواب عنها متشنجاً أو بعدم الرد والإهمال، مؤكداً إن هنالك ظلما واضحا وعدم اهتمام في فقرة التصحيح بدليل تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الأخطاء التي حصلت إثناء نقل الدرجات النهائية. كذلك تفضيل منطقة على أخرى بحجة مراعاة الظروف لبعض المناطق التي لم توجد المراقبة فيها على الطلبة في عدد من المناطق بينما تشددت في قاعات مناطق مماثلة مما سمح للطلبة بالغش. سجاد السومري من واسط: تحدث عن معاناة طلبة السادس الإعدادي في محافظة واسط بدءاً بسوء الخدمات في الامتحانات الوزارية وعدم توفير الأجواء الملائمة للطالب وخصوصا أن الامتحانات صادفت في أشد أيام فصل الصيف حرارة في شهر تموز حيث لم تحتو القاعات الامتحانية سوى مبردة واحدة في كل مدرسة وبعض المدارس لم يتوفر أي شيء أطلاقا وفي الأيام الأولى للامتحانات لم يوفروا حتى ماء للشرب مما أدى إلى التأثير السلبي على إجابات الطلبة وعدم تأديتهم للامتحانات بصورة صحيحة. هذه هي معاناة طلبة السادس الإعدادي بفروعه واختصاصاته المهنية والتي لم تبادر وزارة التربية إلى وضع معالجات حقيقية لتخفيف جزء بسيط من أعبائها، بالإضافة إلى ما رافقها من أوضاع أمنية مختلفة في بعض المناطق فضلا عن الوضع الأمني العام، هموم ومعاناة تتكرر كل عام بينما فشلت الوزارة في وضع خطة مدروسة تساهم في توفير الأجواء الامتحانية الصحية والسليمة التي عبر عنها حتى عدد من التدريسيين بوصفها سيئة للغاية بدليل أنهم فقدوا التركيز أثناء التصحيح للدفاتر الامتحانية بسبب عدم توفر الكهرباء أو وسائل التهوية المناسبة فكيف بالطالب وهو يمتحن ومطالب بتقديم أجوبة صحيحة قد يفقدها بسبب الاختناق وعدم التركيز الجيد أثناء الحل، إهمال مستمر ومعاناة لن تنتهي إذا لم تكن المؤسسة التربوية جادة وقادرة على وضع الحلول التي ترتقي بالمستوى التعليمي لتضمن نسب نجاح اكبر لطلبة العراق في المراحل المنتهية.