المنبرالحر

تيتي تيتي مثل مارحت جيتي / حيدر سعيد

مسكين سانت ليغو في قبره لم يكن يتصور ان قانونه يصبح وبالاً على الكادحين والفقراء ، الذين قوتهم اليومي في ظل نهج المحاصصة لايزيد عن رغيف من الخبز ، لكنه مغمس بالكرامة وعزة النفس والكبرياء وحب الوطن والدفاع عن الاستقلال الوطني بعفة وشهامة ، لقد اهال المتنفذون على المستضعفين التراب ليدفنوهم وهم احياء عميقاً في وطنهم العراق ، من خلال تعديل قانون سانت ليغو لكي يستمروا بالتعديل على راس السلطة ، مكرسين كل قراراتهم في خدمة مصالحهم الشخصية ،ولذلك نجدهم اليوم وبعد انتصارات قوات شعبنا المسلحة الوطنية بمختلف صنوفها على الارهاب في الموصل ،ولقرب الانتخابات يحثون الخطى باتجاه تعديل قانون سانت ليغو ليكون 1.9 ليهيمنوا من جديد ، ويقطعوا على الجماهير مطاليبها في التغيير والاصلاح الذي يعنيهم قبل غيرهم لانهم هم المسؤولون عن نهج المحاصصة الطائفي الذي من خلاله غرقت البلاد بكوارث سياسية واقتصادية واجتماعية توجت بالارهاب الداعشي .
ان سيمائهم في وجوههم من اثر الفساد ، عركتهم وخبرتهم الجماهير المسحوقة لفترة ليست بالقصيرة، وتكرارهم من جديد مع فشلهم الذريع سيزيد من الطين بلة ، وسيراكم الكوارث ، الا اذا سبقت الانتخابات حملة تطهير ومحاسبة قانونية يتولاها القضاء بجدية ، على من تسبب في هذه المآسي وقاد البلد الى هذه النكبات وهي كثيرة ، وشجع الفاسدين على ان يسرحوا ويمرحوا وينهبوا ويسرقوا طٌلقاء محميين، يشكلون ممولا حقيقيا للارهاب ، كما تكشفت الفضائح لاحقاً من خلال شركات التحويل والصيرفة !!، اما ترك المحاسبة وفتح التحقيق والتطهير الى مابعد تطهير ارضنا من اخر داعشي !!كما جاء مؤخراً على لسان رئيس الوزراءالدكتور العبادي ، سيعطي المجال امام الفاسدين لان يتلونوا كالحرباء وهم يجيدون ذلك
وكما قال الجواهري : اشدد الحبل وضيق من خناقهمٌ فربما كان في ارخائه ضررٌ
فقد دخلوا دورات واخذوا من تجربة من سبقوهم الشيء الكثير، بما يؤذي الشعب ويرفع من ارصدتهم هنا وفي الخارج من السحت الحرام.
ويمكن الاستعانة بشركات اجنبية كشركة (janusglobaloperation) جانوس غلوبال التي تولت تطهير الاراضي في الموصل، لما لديها خبرة في التطهير ، نقول يمكن لمثل هذه الشركات ان تقوم بمهمة التطهيرفي مؤسسات الدولة حيث وصلت فيها نسبة الفساد مستوى كبير بفضل نهج محاصصة المتنفذين ، وهو لايقل خطورة عن داعش وما زرعته من الغام فكرية بعد هزيمتها العسكرية .
ان التصويت على سانت ليغو يعني ان هذه الكتل المتنفذه ، توحدت على سانت ليغو المعدل للهيمنة على كل منافذ السلطة وسد الابواب بوجه القوى المدنية الوطنية الناهضة التي تحمل بين شغاف قلوبها مطاليب الجماهير بالتغيير والاصلاح ، التي لم تخرج بحراكها الشعبي اشراً ولا بطرأ كما قال علي بن ابي طالب :
(اني لم اخرج اشراً ولا بطراً وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ، آمر بالمعروف وانهي عن المنكر) .
نعم لقد خرجت ولاتزال جماهيرالحراك الشعبي المدني مطالبة بالتغيير والاصلاح والعدالة الاجتماعية ، ومغادرة نهج المحاصصة البغيض منتج الازمات وحامي الفساد وسابي العباد والتصويت على قانون سانت ليغو المعدل 1.9 أو 1.7 هو تكريس لنهج المحاصصة
وتيتي تيتي مثل مارحت جيتي
. وهو في نفس الوقت اصطفاف معلن ضد مطاليب القوى المدنية الديمقراطية ،وفي المقابل دعوة لهذه القوى المدنية مجتمعة ان تتوحد لكي تثبت انها موجودة وستستمر بنضالها المدني السلمي لتحقيق التغيير والاصلاح ، باقية واعمار الفاسدين قصارٌ