المنبرالحر

فنتازيا الاستفتاء في كردستان العراق! / عادل كنيهر حافظ

حق الشعوب في تقرير مصيرها، هي من موضوعات الماركسية القديمةً، وكثير من الأحزاب الشيوعية التي في بلدانهااكثر من قومية يوجد في دساتيرها حق تقرير المصير ومنها الحزب الشيوعي العراقي ، والذي صاغ بعناية ،موضوعة الفدرالية كشكل اقرب الى الواقع السياسي العراقي ، دون ان يسقط من برنامجه السياسي ،موضوعة حق تقرير المصير .... . وهذا الحق مسطر ومكفول ايظا في دستور الامم المتحدة .
اما ما يتداول اليوم في كردستان والعراق من أفكار حول الانفصال ، وإجراء الاستفتاء ، فهذه الأفكار هي وليدة الفوضى السياسية ، وليست ابنة الضرورة القومية العليا ، والتي تقتضي اخذ هذا الحق باعتراف الشركاء الاخرين ، وامتداداتهم الإقليمية والدولية . لكي تبقى وشائج طيبة بين الشعبين ، الكردي والعربي ، كما ضلت العلاقات بين روسيا السوفيتية ودولة فنلندا ، التي تربطها الان أقوى علاقات اقتصادية مع روسيا ، مع الاعتراف بان الاجتهاد في توصيف الطرق والوسائل في العلاقات الاجتماعية هي من الصعوبة بمكان ، حيث حركة الواقع هي اعقد حركات المادة ، وأكثرها تغيير كمي ونوعي ، ومن هنا القول بعدم كفاية الأفكار التي توصف طريق تطور وتحول كردستان ، وعلى سبل المثال، يسكن بغداد من القومية الكردية ،اكثر من محافظة دهوك الكردية ، اين يكون هؤلاء من الاستفتاء وهذا حقهم ، بيد ان لهم ولكثير من الكرد مصالح اقتصادية مشتركة ، وهناك كثير من العرب وخصوصا التجار واصحاب المصالح تربطهم علاقات اقتصادية متعددة ، . بيد ان المعرقل الجدي في انفصال كردستان هو : اولا. عدم إيجاد حل لمصير محافظة كركوك ، الذي يقول عنها السيد جلال الطلباني (كركوك هي قدس كردستان) عليه من يعتقد ان كردستان تنفصل دون كركوك ، فهو قد بلغ الجهل، وراح يبحث في اللا معقول ،
ثانيا - مشكلة المناطق المتنازع عليها، لم تجد الحل ومن هذه المناطق من يعتبرها الكرد في عداد المناطق الكردية في وقت لا تعترف الحكومة المركزية بهذا الادعاء ، بغض الطرف عن أحقية كل من الأطراف ، فهي مشكلة وعائق كبير في حل القضية القومية ،
ثالثا - ارادة القوى الإقليمية وخصوصا تركيا وإيران، حيث يسكن ايران قرابة العشر ملايين كردي يوجدون في اكثر من خمسة محافظات كردية ، ويسكن تركيا أكراد تعدادهم يناهز العشرين مليون وفي اكثر من عشرة محافظات تركية ،الحال الذي يعني ان انفصال كردستان العراق سيسبب لهم صداع شديد لان ألاكراد في البلدين سيتحفزون للمطالبة بحقهم في الانفصال ، لذلك سارع رئيس أركان الجيش الإيراني لزيارة تركيا للتنسيق وإيجاد السبل والوسائل ، لمنع توجه كردستان العراق في السير على طريق الاستقلال ،
رابعا - الإرادة الأكثر تحكما في مصير العراق وهي الادارة الامريكية فهي لا تريد انفصال كردستان ، كونه يتعارض حاليا مع مخططاتها في المنطقة ،....
خامسا - عدم اتفاق كل القوى السياسية المؤثرة في كردستان ، بمعنى ليس هناك وحدة في العمل والتخطيط وفي الإرادة السياسية، للسير في طريق الانفصال عن العراق. لا بل هناك قوى تعارض وتعرقل السير على طريق الانفصال، ولو ان الاخوان في قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني أكدوا مرارا ان الاستفتاء لا يعني الانفصال .....
وبعموم القول ان عملية الاستفتاء ، والتهديد المبطن بالانفصال ، لا يمكن اعتبارها،غير اماني ضالة في فضاء العقل الفنتازي ،
مع حبنا واعتزازنا نحن الذين عاشروا الكرد في ايام قتال الطاغية ، حيث اكلنا وشربنا ونمنا في بيوت الكرد الذين. بات لهم مكان في القلب ، الذي يدع لهم بالموفقية ابدا .......