المنبرالحر

ما أشبه اليوم بالبارحة ! / صادق محمد عبد الكريم الدبش

يذكرني هذا الشعار بأيام خوال !.. من عام 1961 عندما اندلعت الحرب في كردستان !
وقتها قاد الحزب الشيوعي العراقي ، حملة واسعة تبنتها أغلب منظمات الحزب في العراق ، وذلك برفع شعارات ويافطات !.. وكتابتها على الجدران والبيوت في الشوارع العامة وعلى المؤسسات الرسمية والخاصة وتعرض العديد من رفاقنا الى الاعتقال والسجن لمدد طويلة نتيجة قيامهم بهذه المهمة ، وكانت بعض هذه الشعارات هي [ إحلال السلم في كردستان ضرورة وطنية ، .. ومنها كذلك لا للحرب العبثية نعم للسلام في كردستان ، .. ومنها كذلك .. حل الجته ضرورة وطنية .. وغيرها من الشعارات والنشاطات ] والجته تعني الجحوش الذين جندتهم السلطة من الأكراد ليقاتلوا ضد الحركة الكردية التحررية .
تدور الحياة دورتها اليوم !.. ليعود شبح اشعال الحرب في تخوم المناطق الكردية يخيم على العراق من جديد ، ونحن ما زلنا لن ننتهي من حرب داعش وأخواته !.. وهذا غراب بين وشؤم .. وشر مستطير !
بالرغم من ثقتي بأن نشوب الحرب شئ مستبعد ولا نتمناه ، ولكنني لا أُلغيه !.. كون الاصطفاف السياسي والوضع الإقليمي ، والشحن والتصعيد غير المسؤول من قبل البعض من هذه الأطراف ، قد يدفع العراق لمنزلق خطير !!... وقد يشعل المنطقة بأسرها ، إذا لم يتم تدارك ولجم هذا التصعيد الداهم والسيئ .
فهناك مصلحة شريرة وخبيثة لبعض الجهات !.. داخليا وخارجيا !.. بدفع الأُمور بهذا الاتجاه .
ونحتاج اليوم لمواقف مسؤولة وواعية وصادقة ومدركة لتلك المخاطر المحدقة بوطننا ، من كل الخيرين والمحبين للعراق ولوحدته الوطنية ، والساعين للسلام والأمن والاستقرار والتعايش ، و يبذلوا كل جهد ممكن لتقريب المتباعدين عن بعضهم ، ووضع مصالح العراق العليا وشعبه بكل أطيافه ومكوناته وأعراقه فوق أي اعتبار ، وهذا لعمري هو المراد وهو المخلص من هذا الأسفين الموضوع بين مكونات هذا الشعب ليتم تمزيقه وتفتيته وشرذمته .
أنا مدرك وبثقة عالية ، بأن العراق عصي على التقسيم وعلى التفتيت ، مهما حاولت قوى الشرأن تفت من عضده وتنال من وحدته وتماسكه ، فهو بلد عظيم بأهله وناسه ، بمختلف أطيافه وأعراقه وفسيفسائه المختلفة .