المنبرالحر

في ذكرى أستشهاد الفنان التقدمي فيكتور جارا / رضي السمّاك

تستذكر تشيلي وأمريكا اللاتينية والبشرية التقدمية والديمقراطية هذه الأيام الرابعة والأربعين لرحيل المناضل الشيوعي التشيلي الفذ والفنان الموسيقي الكبير فيكتور جارا الذي اُستشهد تحت التعذيب الوحشي على أيدي جلاوزة الانقلاب الفاشي بقيادة الجنرال اوجستينو بينوشيه على الحكومة الاشتراكية المُنتخبة برئاسة الرئيس المُنتخب سلفادور الليندي ، وتحديداً في 11سبتمبر 1973 ، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة ( الراعية الأولى للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم ) .
ورغم متابعتي لأنباء ذلك الانقلاب المشئوم في حينها بينما كُنت شاباً على مدارج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إلا اني أتذكر بأن أول مرة أسمع فيها بإسم هذا الفنان الاممي الكبير كانت في العام التالي (1974 ) وذلك في شريط كاسيت لوقائع احتفال أظنه للذكرى الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، وكان من ضمن فعالياته أغاني لفرقة الطريق وللفنان التقدمي الراحل فؤاد سالم والفنان جعفر حسن الذي أعلن في إحدى وصلاته الغنائية أهداء أغنية إلى روح الشهيد فيكتور جارا ، وكان ذلك في زمان ضرب فيه الحزب مثلاً أعلى في التسامي على جراحه ودماء شهدائه التي لم تكد تجف إثر انقلاب فاشي دموي للبعث في 1963 على حكم الرئيس الوطني عبد الكريم قاسم حيث خذل الفاشيون البعثيون الحزب بعدئذٍ بوعودهم المخاتلة الكاذبة بما يُسمى " الجبهة الوطنية التقدمية " بغية كسب وإضفاء شرعية ثورية لهم في صفوف الشعب العراقي من جهة وعلى مستوى حركات التحرر والاحزاب التقدمية في العالم من جهة اخرى ، فضلاً عن المنظمة الاشتراكية ، وهي الجبهة التي لم تدم أكثر من خمس سنوات ( 1973- 1978 ) لتعود بعدها حليمة إلى عادتها القديمة لينقضوا بقيادة الدكتاتور المقبور صدام حسين - قبيل انقلابه على رفيقه الرئيس أحمد حسن البكر - على الشيوعيين أكبر حلفاء لهم في تلك الجبهة الصورية ، وكان من ضمن كلمات الأغنية حسبما تسعفني الذاكرة إن صحت كُل كلماتها حرفياً : " كان أملي أن القاك في شيلي .. أو أي مكان .. لنغني أغاني ثورية .. لعلم الوحدة الشعبية .. والجبهة في بغداد "
ومع ان جارا كان يُغني بلغته الأسبانية وهي لغة معظم بلدان أميركا اللاتينية إلا أنها كانت مُفعمة بعذوبة ألحانها ورقة صوته الشاعري الرخيم إلى قلب ووجدان كل إنسان مُرهف الاحساس . المجد والخلود لروح هذا الفنان الشهيد ولأرواح كل الشهداء الذين اُستشهدوا على أيدي الانظمة الفاشية في شيلي واميركا اللاتينية والعراق والمنطقة العربية والعالم.