المنبرالحر

مطابخكم السياسية مدافع لقصف الوحدة الوطنية العراقية / حيدر سعيد

ان تصريحات الساسة الغربيين وعلى رأسهم الادارة الامريكية والتي كان ابرزها تصريح وزير الخارجية الامريكية ،الذي كان تدخلاً واضحا بالشان العراقي الداخلي ،اراد منه التوظيف في خدمة توجه الادارة الامريكية ضد ايران فيما يخص الاتفاق النووي ،والذي وقف الاتحاد الاوربي ضده .
ان الازدواجية في المواقف التي اعتمدتها الادارة الامريكية ، والتلون والخبث السياسي كان ولا زال ديدنها ،فتارة تعتبر منظمة النصرة مجاهدة وتارة ارهابية ، وعلى( هل الرنة وطحينج ناعم) ولذلك فقدت الشعوب العربية الثقة بسياستها .و ينطبق عليها المثل :( بالوجه امراية وبالكفى سلاية ) ... .
كذلك تزامنت هذه التصريحات مع تصريحات القوى الاقليمية التي تهدف في جوهرها الى زعزعة الوضع العراقي والتدخل بشؤونه الداخلية ولاضعاف تماسك وحدته الوطنية ، تلحقها بيادق الشطرنج التي لاتملك من امرها الا الطاعة والهرولة صوب البوصلة التي تحددها سياسة الادارة الامريكية ، لكن حكمة العقلاء العراقيين وقراءتهم للاحداث ومسيرتها جعلهم يتصدون لمثل هذه الطروحات وفضح اهدافها ، واثبات ان المخلصين في وطننا يدركون حجم نتائج التدخل ومخاطره على الوطن ومواطنيه من العرب والكرد ، ولذلك فهم يجنحون لمعالجة جميع المشاكل بين ابناء الوطن الواحد بالحوار المعمق والجاد والمخلص والمبني على الثقة المتبادلة والدستور والقانون .
ان الانتصارات الرائعة لقوات شعبنا الامنية بجميع صنوفها على الارهاب وقوى الردة ، قد فاقت تصور الغرب الذي كان يعتقد بان هذه المعركة ستطول واضعين لها سقفاً زمنياً بعشر سنوات اواكثر ، وها هي قوات جيشنا الباسلة ومتطوعي شعبنا تلقن الارهاب درسا في البطولة والتضحية .وتحقق الانتصارات التي قاربت على كنسه نهائياً من على تراب الوطن الطاهر ، التي عززت الوحدة الوطنية والجمت قوى الردة داخليا .
ان مايمر به وطننا وشعبنا من ازمات وكوارث سياسية واقتصادية يتحملها المتنفذون في السلطة ، الذين تبنوا نظام المحاصصة البغيض طريقاً لمشروعهم الطائفي السياسي القومي ،الذي ادخل البلاد في هذه الفوضى والمشاكل ، وجعل روائح الفساد تنتشر في جسد العراق وتعمق جراحه ، ولم تقف عند هذا الانحدار المهدد للعراق وطناً ، بل لازالت مصرة على الاستمرار بنهج المحاصصة لمضاعفة المشاكل ومراكمة الكوارث والاستمرار بالفتنة والتباعد على اساس مكوناتي طائفي قومي سياسي ، اساسه الهويات الفرعية ، في ظل هذا الافق الفكري الذي يحلق فيه المتحاصصون ، سوف لن يتعافى العراق في ظله ،ويبقى يدور في فلك الكوارث والازمات والفساد .
من هنا انبرت القوى المدنية الديمقراطية انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية للمطالبة بالتغيير والاصلاح ،الذي يعني مغادرة نظام المحاصصة العقبة الكاداء في وجه التغيير ومشروعه الدولة المدنية الديمقراطية ، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية ،التي يتسيد فيها القانون ويتساوى امامه المواطنون العراقيون جميعاً ، نأمل ان يخرج مؤتمر القوى الديمقراطية المدنية في بغداد ، الذي تبني عليه الجماهير الشعبية التي اختارت التظاهرات الشعبية السلمية طريقا لتحقيق مطالبها في توفير الخدمات اولا ثم التغيير ومغادرة نهج المحاصصة الى دولة المواطنة ومشروعها اليمقراطي المدني.