المنبرالحر

حان التطبيق الجدي لقانون من اين لك هذا ؟!! وتشديد الخناق على الفاسدين ؟! / حيدر سعيد

العوامل التي انتجت الارهاب والفساد وما اعقبهما من ازمات وكوارث ، انطلقت من اعتماد فكر طائفي سياسي وقومي ضيق الافق ، فقد فسر اصحاب هذا الفكر الظلامي الدستور، وفق ما يتناسب ومصالحهم ونهجهم، وبذلك تجاوزوا على الدستور نصا، وجردوه من روحه ، انطلاقا من وجودهم على راس السلطة وما يمتلكون من قوة سلطة القرار ، هذا المنحى الخطير ادى الى الفوضى وتهيئة الاجواء الى الارهاب ليدخل محتلا لثلث الاراضي العراقية ، لينشر الاجرام والخوف والمرض في المجتمع العراقي بمساعدة قوى الردة مجتمعة ، مستفيدا من التوجه الطائفي السياسي والقومي ضيق الافق.
وبدل ان يرجع هؤلاء المتنفذون المتحاصصون الى جوهر الدستور، وابداء المراجعة والاعتراف الشجاع بالاخطاء ، وفي مقدمتها المنطلق الفكري الطائفي السياسي القومي ضيق الافق ، ونقد التجربة التجريبية، ظلوا متمسكين يسيرون بالبلد الى الهاوية وبإصرار ، على ان تبق امتيازاتهم والفساد الذي يحموه ، بتهيئتهم لأكباش فداء يمكن التضحية بهم للبقاء في مراكزهم ، وهناك امثلة ( محافظ البصرة وبغداد وغيرهم كثيرون )، وهذا الاصرار على الفشل توج بنظام سانت ليغو الجديد الذي صوتوا بتعديله لصالح المحاصصة اي بمعنى نهجهم ، واعادتهم من جديد ليزيدوا الطين بلة ،علما ان تجربتهم مع الفشل ، تجاوزت الاربع عشرة سنة، و الشعب العراقي يتضور جوعا وتنهب ثرواته امام انظاره، ؟!!
وعلى ضوء التقدم والنصر الذي سجلته قوات شعبنا المسلحة ومتطوعو شعبنا العراقي ، هذا النصر الرائع اثلج صدور ابناء شعبنا وقواه التقدمية الوطنية الديمقراطية المخلصة للوطن ، والذي حقق على الجبهة الداخلية وحدة وطنية متماسكة ، فاجأ الاعداء مجتمعين الداخليين منهم والخارجيين، وافقدهم رشدهم وسبب لهم دوارا ، ترنح بعضهم من شدة الصدمة ، لحق هذا الانتصار المفرح ، الدعوة الصادقة الى محاسبة الفاسدين ( الجناح المدني ) للإرهاب ورافعته المهمة على الدوام .
والتي تبناها المتصدون للفساد وعلى رأسهم رئيس الوزراء ، انطلاقا من الفهم الصحيح لإكمال المهمة الوطنية بعد الارهاب والولوج عمليا الى التغيير والاصلاح ، تجاوبا مع مطاليب الشارع العراقي وقواه الوطنية الديمقراطية التقدمية التي عبرت عنها مظاهرات ابناء الشعب بمختلف توجهاتهم ومنذ فترة طويلة .
هذا الحراك الوطني ازاد من حدة الصراع بين جبهة التغيير والاصلاح ، بكل تشكيلاتهم التقدمية المدنية الديمقراطية الحريصة على وحدة واستقلال واستقرار وبناء الوطن ، الداعين الى بديل الدولة المدنية الديمقراطية، المستندة على العدالة الاجتماعية، وجبهة المتنفذين حماة الفساد ونهب المال العام.
وهذا ما تجسد مؤخرا على السنة بعض الرؤوس التي اينعت وحان قطافها بتقديمها الى القضاء لينالوا العقاب لجرائمهم بحق الشعب العراقي وسرقة امواله، وتمويل الارهاب او التغطية على جرائمه ، متهمة كل القوى المخلصة المدنية بتهم قديمة جديدة استخدمها اعداء الوطن في اسقاط ثورة 14 تموزبتشويه صورتها بدعم من قوى خارجية ، اعانها تساهل قيادة ثورة 14 من تموز واعتقال بعض القيادات الوطنية المخلصة وفي مقدمتهم مجموعة من الضباط الشيوعيين العراقيين ، هذه الاجواء القلقة سهلت مهمة الانقلابين البعثين والقوميين بإسقاط الثورة، وما اعقب ذلك من تصفيات شملت قيادة الثورة وفي مقدمتهم الشهيد عبد الكريم قاسم والآلاف من الشيوعين يتقدمهم الشهيد سكرتير الحزب الشيوعي ابن النجف البار سلام عادل، و قد اعترفوا لاحقا على لسان ابرز قياداتهم حينها ( على صالح السعدي الذي قال بالحرف الواحد : جئنا بقطار امريكي .)
نفس هذه الادوات تبرز اليوم من جديد بلباس اخر لكن الجوهر هو نفسه معاداة الديمقراطية والتغيير والاصلاح، واحداث الفتنة بين الجبهة المتصدية للفساد الداعية الى التغيير والاصلاح ، وجبهة الفاسدين لتمرير مشروعهم في بقاء نهج المحاصصة الحامي الحقيقي للفساد والفاسدين والعقبة الكأداء في طريق التغيير الحقيقي والاصلاح
ولكننا نعتقد ان عام 1963 ليس هو عام 2017 فقد بانت عورات المتحاصصين وليس هناك ما يستر عورتهم ، فهم ليسوا اقوى من الارهاب الا بالتلون كالحرباء والاختباء بين الناس .