المنبرالحر

خصائص المعلم المبدع وصفاته / سلام السوداني

يقول بسمارك رئيس وزراء المانيا عام 1870 عن خطورة آثار المعلمين: " لقد غلبنا فرنسا بمعلم المدرسة". والمعلمون بوجه عام يؤلفون جماعة مهنية متميزة في المجتمع فهم القيمون على ابنائنا الطلبة وتكمن مسؤوليتهم في مساعدة الطلبة على الارتقاء من خلال بناء علاقات ودية فيما بينهم وارشادهم من اجل المعرفة واكتسابا للمهارات واعدادا للحياة الكريمة الهادفة التي تمكنهم من التمتع بحياتهم الكريمة وتحقيق ذاتهم.
وهذا يتطلب من المعلم ان يعامل طلابه بالعدل والمساواة دون تمييز، وان يلبي حاجاتهم وفق الفروق الفردية، وان يحترم حق كل منهم في الحصول على المعلومات الصحيحة وحسن الافادة منها مستقبلاً، اضافة الى تشجيعهم باستمرار لتحقيق الاهداف المناسبة لنموهم، ولغرض الوقوف على خصائص المعلم المبدع وصفاته، ومدى توفرهم في مدارسنا، كان لـ جريدة "طريق الشعب" جولة مع عدد من المعلمين والتربويين والآباء لاستطلاع آرائهم.
• مراد احمد لؤي – معلم- قال: ضرورة امتلاك المعلم المبدع معلومات عامة ومهارات مهنية، وميزات شخصية منها الايمان باهمية التربية والتعليم، والثقة بالنفس والالتزام بالعمل وحب مهنة التعليم، والحماس والصدق والصبر والحنان والرحمة والشفقة والمرح وحسن التفاعل الجسدي والعقلي مع الطلبة، والاهتمام بمصالحهم وتلبية احتياجاتهم ومعاملتهم كابنائه وتقديم المساعدة لهم وحل مشاكلهم والمرونة في التعامل معهم، وعدم التمييز والاهتمام باملواضيع التي يدرسها ومراعاة وقت التعليم ابتداءا وانتهاءا والاعداد الجيد للدرس وحسن تنفيذه وعدم الاقتصار على معلومات الكتاب والمساعدة على التفكير.
السؤال المطروح هو: هل تتوفر هذه الصفات في معلمينا؟ والجواب: بصراحة كلا، لان المعلم هو محور العملية التعليمية فما دام معلمنا يعاني من وضع اقتصادي صعب متدنٍ ستبقى العملية التربوية يشوبها القصور والتعثر.
• سلوى حسن سالم – مدرسة – ان ابرز الخصائص المفضلة في المعلم المبدع ان يزرع لدى الطلبة الحماس في العمل وتنظيمه والابداع فيه، وفهم اوضاع الطلبة، والعدالة في التعامل معهم، وحسن التواصل بهم والمرح وتحمل المسؤولية واتقان مهارات التواصل وادارة الصف بنجاح، الا انه مع الاسف دخل الى سلك التعليم الكثير ممن لا تتوفر فيهم هذه الصفات من المعلمين والمعلمات بدافع التدريس الخصوصي والاستفادة من العطلة الصيفية والربيعية والعطل الاخرى بخلاف الموظف الحكومي الذي يكون دوامه طويلاً.
• سعدية ناظم حسن – ربة بيت – وام لطالبين قالت: هناك بعض المعلمين لا تتوفر فيهم الصفات الجيدة فهم دائمو العبوس ويستخدمون اساليب مملة، وقساة مع التحيز في التعامل وعدم الاهتمام بملبسهم وهندامهم يصاحبه الصراخ الدائم داخل المحاضرة وقلة الرحمة وفقدان السيطرة على الصف، هذه الصفات تفقد المعلم احترامه من قبل الطلبة، ولا بد ان تتشدد التربية في تعيين المعلم وذلك عبر لجان ومقابلات وامتحان لان وظيفة المعلم مهمة جدا في المجتمع وهو مقياس تقدم وتطور البلد.
• اخلاص كاطع راضي – مرشدة تربوية – اقول يجب ان تتوفر في المعلم الجيد والمبدع سعة الاطلاع والمعرفة واستمرارية التعلم والبحث عن الجديد ووضع القواعد في التعامل مع الطلبة ومعرفة ما يحتاجونه حاضرا ومستقبلاً، وبالتالي السعادة بانجازاتهم ومساعدتهم على الاستقلالية وتقدير الذات، والقدرة على التواصل معهم وتبسيط المادة التعليمية واللطف والمرح واستخدام القصص المسلية والجاذبة لانتباههم، والتنويع في اساليب تدريسهم وتقديم الانشطة التي تزيل الرتابة والملل عندهم، وتزيد من اندفاعهم وتجعلهم دائمي الاستعداد للتعلم، اضافة الى تقديم تقويم سريع ودقيق لاعمالهم. السؤال ايضا هل لدينا معلم يستطيع القيام بهذه الاعمال؟ انه مشغول بظروف الحياة القاسية فيبحث عن عمل آخر ليستطيع مجاراة الحياة وصعوباتها وتلبية احتياجات اسرته، اذا كان يسكن بيتا للايجار ويدفع مبلغا للمولدة الاهلية والعلاج والادوية وغيرها من امور الحياة، والدولة عاجزة حتى عن تقديم قرض ميسر او سلفة او سفرة بنصف سعرها على الخطوط الجوية العراقية للاطلاع على معالم العالم المتقدمة.
• سلام محمود نجم – مدرس متقاعد – قال: الصفات التي من المفروض ان تتوفر في المعلم عديدة منها: محبا لمهنته ومتحمسا لها، وعاملا بحقوقها، وملتزما بواجباتهم وتمسكا بآدابها واخلاقياتها وان يكون مؤهلا لممارستها وفاهما لطبيعتها وخصائصها ومتقنا لمهاراتها وملما بالمادة التي يدرسها وتكاملها في المراحل التعليمية المتعاقبة وترابطها مع المواد الاخرى اضافة الى الاحاطة بالمادة العلمية لموضوعات الدروس المختلفة وقدرته على توصيلها للمتعلمين باساليب وطرق واستراتيجيات ابداعية مناسبة.
ونقول اخيرا ان اختيار المعلم المبدع في المدرسة العراقية يحتاج الى دراية واختبار ولجان متخصصة لانه اساس تطور العملية التعليمية واساس تطور ونهوض البلد الى الرقي والتقدم، ومدارسنا مع الاسف تفتقر الى المعلمين المبدعين وان كانوا قلة، وهذا لا يكفي فنحن نحتاج الى المزيد في ظل هذه الظروف التي يمر بها بلدنا.