المنبرالحر

أهل الدجاج وأهل العجاج... / نجم خطاوي

كلنا تذوقنا طعم فراخ الدجاج والدجاج المشوي والمحشي، ولا يختلف اثنان على لذة وطيبة الدجاج ومشتقاته... وفي زمن ما كان نادرا الحصول على وجبة طعام بطعم ونكهة واستحضار لحم الدجاج، بالنسبة للعراقيين، حتى اضطرهم لتوصيفه في حكمهم وأقوالهم ( ناس تأكل دجاج وناس تتلقى العجاج)...
ويبدو للوهلة الأولى أن لا رابط بين الدجاج والعجاج، ولكن العجاج ربما يكون هنا بمعنى الغبار وما يعنيه من ازعاج ودلالة على الضنك والوجع، وربما أيضا يعني الدخان، وهو الأقرب للواقعية في ما يعنيه، فشوي الدجاج وقليه وتسخينه يثير في كل مرة دخانا، وهو فقط ما يستطيع أن يتلقاه ولد الخائبة تزامنا مع لغف المسعدين ربع الدجاج وفراخه...
يقولون والعهدة على من قالوا ويقولوا، من أن آخراحصائية اجريت في لبنان للذين يقومون بعمليات تجميل كمالية باهظة طبعا، بينت أن العراقيين يأتون في المرتبة الأولى مقارنة ببقية الجنسيات...
وبالتأكيد أن ربعنا متلقي العجاج لا يمكنهم حتى التفكير بمثل هكذا عمليات تجميل، ولا حتى من توفير مبلغ لتذكرة سفر صوب لبنان، مقابل جماعة الدجاج، الذي استبدلوه اليوم بالديك الرومي والطيور والكافيار، والذين باتوا عارفين بحارات ودرابين بيروت وعيادات التجميل فيها..
لا توجد احصائية دقيقة تخبرنا عن أعداد ونسب أهل الدجاج قياسا لأهل العجاج، وخصوصا بعد الهزات التي خضت بلدنا العراق وأفرزت لنا المتخمين وربع الدجاج والكافيار وعمليات التجميل الباهظة..