المنبرالحر

لا تنخدع شعبنا بهتاف البعض بالوطن، فقد غدى مكشوفا لكل الناس بالعلن / حيدر سعيد

لقد تقدمت مع نظام المحاصصة الهويات الفرعية والاثنية والطائفية السياسية والقومية الضيقة الشوفينية ، حتى اصبحت الطاغية في مؤسسات الدولة وقوانينها، بالوقت الذي تراجعت فيه الهوية الوطنية الى الخلف، ولولا انتصارات قوات شعبنا العسكرية المهنية على الارهاب، التي احيت امل الشعب بالوطن وسيادته واستقلاله، وعادت اليه وحدته الوطنية وتماسكه التي كادت ان تصبح في خبر كان حيث يريد نظام المحاصصة لها ذلك.
هذا النهج لنظام المحاصصة الطائفي القومي الشوفيني، الذي حمل معه كل المساوئ والفوضى والتفرقة والتهميش والفساد والموبقات، سهًل الطريق امام الارهاب الداعشي وقوى الردة ان تستبيح ثلث اراضي الوطن، وترتكب الجرائم البشعة بحق ابناء شعبنا العراقي، ناهيك عن الدمار الذي لحق بالوطن وسرقة اثاره الثمينة التي تمثل تاريخ حضارة وادي الرافدين، مما دفع القوى المدنية الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والقوى المخلصة من الديمقراطيين والتقدميين والمستقلين، ان ترفع صوتها عبر الحراك الشعبي وتنسيقياته مطالبة بتوفير الخدمات كالكهرباء والماء والصحة وتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل وخاصة في اوساط الشباب من خريجي الجمعات والمعاهد، لكن القوى المتنفذة المتمادية في نهج المحاصصة نهج الازمات والفشل لم تستمع الى مطاليب الجماهير السلمية، مصرة على المضي في تحدي المطاليب المشروعة. مما جعل الجماهير عبر حراكها الشعبي المستمر في التظاهر والاحتجاج السلمي، الى رفع مستوى مطاليبها ليلامس مصدر القرار متمثلا في القوى المتنفذة في نظام المحاصصة، الذي انتج كل هذه الازمات والكوارث والفساد ومافياته، مطالبة بالغيير والاصلاح والقضاء على الارهاب والفساد، وتحقيق بديل مدني ديمقراطي عابرا لنظام المحاصصة، يرسخ مبدا المواطنة ويعزز الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية والمساواة.
امام هذا التحول في وعي الجماهير السياسي وتشخيصها اس البلاء، سارع المتنفذون المتحاصصون على تغيير لونهم وهتافهم علنا لامتصاص نقمة الجماهير وخوفهم من يوم القيامة!! وحساب الجماهيرلهم، التي غدت اليوم تنشد كسر احتكار السلطة من قبل هذا البعض المتنفذ والتوجه نحو البديل المدني الديمقراطي، بديل الدولة المدنية ، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة. اما في السر فقد بقي تفكيرهم الذي تأصل فيه نهج المحاصصة كما هو، والدليل استمرارهم في نهجهم في تهميش القوى المدنية من خلال قتالها من اجل بقاء مفوضية الانتخابات وقانون الانتخابات دون تغيير لانها تخدم وجودهم على راس السلطة حيث مصدر القرار، والاكثر من هذا هو اتباع اساليب جديدة لاتختلف عن اساليب نظام البعث الساقط، حيث كانت هذه القوى المتنفذة تنشط في توزيع البطانيات والصوبات قبل الانتخابات (رشوة للانتخابات) ّ!! ولان هذا الاسلوب اصبح قديماً ومكشوفا، توجهت الى اسلوب سبق لازلام البعث ان اتبعوه في الضغط على الجماهير وتهديدهم، وهو توزيع استمارات على المواطنين لكى يوقعوا عليها تاييدا على انتخابهم وما يتبع ذلك من اغراءات في السر!!، ياتي الحديث عنها بعد الانتخاباتّ!! والجماهير بانتظار القادم من الاساليب فهو قد يكون الادهى (عيش وشوف من المتنفذين المتحاصصين) الذين قد ينقلبوا الى كواسر في حالة ادركوا ان الحساب ات ّ!!
حيث ان الازمات التي جاء بها نظام المحاصصة من الثقل والمعاناة لم يستطع الشعب العراقي وخصوصا طبقاته الكادحة ان يستمر في تحملها، يضاف اليها الفساد وحيتانه التي تنهش جسد الدولة وتنهب بلا وجع اموال الشعب العامة وتخدم الارهاب وتغذي حواضنه التي تتحين الفرص بالفتك من جديد بالشعب العراقي، والارهاب يعول كثيرا على الفاسدين وعونهم المادي المسروق من افواه الكادحين الذين كانوا وسيبقون اكثر الطبقات حرصا ووطنية وحبا لهذه الارض.
لذلك فالمعركة مع الفساد لخطورته واتساعه ليشمل كل مؤسسات الدولة، تستوجب حشد الجماهير وقواها المخلصة، الحصن المنيع للدفاع عن تحقيق النجاح في هذه المعركة التي لاتقل خطورة عن محاربة الارهاب، وتعزيز الثقة بالمواطن واشراكه في هذه المعركة، وكمقدة لهذه المعركة تبيان مساؤى نهج المحاصصة باستمرار وكشف عورات مريديه وحماته، ومنع عودتهم ثانية الى مصدر القرار، وكما قالت المرجعية (المجرب لايجرب)!
يجب سد كل المنافذ بوجه حيتان الفساد والا فان اي عمل مهما كان مخلصا وطنيا سيصطدم بهذه الحيتان ليجد نفسه يدور بحلقة مفرغة ، وسرعان ما ترد السهام الى مطلقيها.