المنبرالحر

الأنصار الشيوعيون أساطير أم نوادر؟ / حسين علوان

حين شرعت في الكتابة عن مجاميع من البشر النوادر راودتني الكثير من الكلمات بل تسابقت لتدوينها ووقفت حائرا أي منها سأختار لكي تليق بتلك الهامات الشاهقة في ميادين البطولة كي أخرج بمنجز يوازي تضحيات وبطولات بشر ليسوا ككل البشر من الإقدام والاستعداد للتضحية بالنفس من اجل قضية أمنوا بها والتصقوا بأفكار ترسخت في ثنايا عقولهم الكبيرة . هم خليط متجانس من الذكور والاناث لا يرتقي أحدهم على الاخر الا بمستوى المسؤولية المناطة به .
الغالبية منهم التحقوا بحركة الأنصار سواء من داخل الوطن او من بلدان كانت قد وفرت لهم كل مستلزمات العيش الرغيد لكنهم ابوا الا ان يلبوا نداء حزبهم المجيد وحملوا السلاح في مرحلة تستوجب ذلك للبقاء والحفاظ على كينونة أرادها الدكتاتور ان تنتهي بعد ان تعرض الجميع الى الاضطهاد والاعتقال والمطاردة والاختفاء ثم الهروب الى الاماكن الآمنة ومنها الجبل الصديق الوفي للثوار الانصار ..
توزعت الفصائل على مناطق التواجد وشكلت المفارز والكل يعمل في توفير مستلزمات البقاء لمواصلة المشوار والانطلاق نحو الكفاح المسلح كوسيلة لانقاذ البلاد من الدكتاتورية المتسلطة على رقاب الشعب المبتلى بالاضطهاد والذي لا حول له ولا قوة لشراسة الاجهزة الامنية التي اسسها الدكتاتور لحمايته .
ولكن رغم شراسة تلك الاجهزة لم يمتنع الثوار عن القيام ببعض العمليات في الداخل والتي ارعبت تلك الاجهزة الامنية واخترقتها رغم كثافة اعدادها وطبيعة تسليحها وهمجية نظرتها الى الشعب.. في الوقت الذي كانت فيه فصائل الانصار في الجبال تبني مقراتها بسواعد رفاقها وبأبسط الامكانات المتوفرة لديهم، الكل يعمل والكل يقاتل في تلك الايام العصيبة كانت هناك قصص عظيمة لو دونت لأصبحت ارشيفا لأعظم تجربة نضالية تجسدت فيها بطولات وملاحم نادرة لرفاق ورفيقات صنعوا مجدا يضاهي بطولات أسطورية. في أجواء الصقيع ودرجة الحرارة دون العشرين مئوية تحت الصفر يتواصل عمل الرفيقات بدون كلل او ملل او تعب لم يخطر ببال احدهن سوى الاصرار والثبات وتجاوز الصعاب ووجوههن يغلب عليها الامل والابتسامة نحو غد جديد تظهر على محياهن الجميل .
ارتبط احدهم بالآخر بأسمى العلاقات الانسانية وتزوج منهم في اقسى الظروف الصعبة في حضن الجبل واقيمت لهم حفلة رغم بساطتها لكنها تعادل الف حفلة تقام في القاعات او الفنادق الفخمة كانت الروح الرفاقية النقية حاضرة في تلك المناسبة الجميلة الكل يغني ويرقص من الاعماق وبانتشاء عميق تزغرد الرفيقات ويصبح الصباح على العرائس الحلوين بين رفاقهم وبيت الطين الحجري عشهم ليأتي اليهم الجميع بهداياهم الثمينة رغم انها لا تعدو ان تكون سوى مناشف او صحن فاكهة من خيرات ما يزرع حولهم ..
نعم في أقسى الظروف عاش هؤلاء البشر حياتهم وهم الذين نذروا انفسهم قرابين لحزب لا يزال عظيما بتجارب هؤلاء البشر الاحياء منهم والشهداء فلأجلهم نقف جميعا رافعين القبعات اجلالا لبطولاتهم المجيدة..