المنبرالحر

العلاقات العراقية الأمريكية.. الأسلحة.. الديمقراطية الشاملة.. والانتخابات الحرة / عادل عبد المهدي

يبدو من البيان المقتضب المشترك ومن تعليقات متبادلة انها كانت متوافقة على مستوى التعاون لمحاربة الارهاب وتزويد العراق ببعض مطالبه التسليحية،
اذ ابدى اوباما تعاونه للتصدي للارهاب «الذي لا يعمل في العراق فحسب وانما يشكل ايضاً تهديداً للمنطقة باكملها وللولايات المتحدة».. لكن على المستوى السياسي ظهر تحفظ امريكي بضرورة اتخاذ العراق مزيداً من الخطوات نحو بناء «نظام ديمقراطي شامل مثل الموافقة على قانون للانتخابات، واجراء انتخابات حرة ونزيهة العام المقبل حتى يمكن الناس من حل الخلافات من خلال السياسة بدلاً من العنف»، حسبما نقلت الوكالات عن الرئيس اوباما.
لعل اكثر الملفات تلكؤا هو الملف السياسي. فاتفاقية «الاطار الاستراتيجي» تطالب الولايات المتحدة بـ: «دعم وتعزيز الديمقراطية والمؤسسات الديمقراطية في العراق التي تم تحديدها وتأسيسها في الدستور العراقي. ومن خلال ذلك تعزيز قدرة العراق على حماية تلك المؤسسات من كل الاخطار الداخلية والخارجية».. وسيحتاج العراق اكثر من «ديمقراطية هشة» ليجد الطرف الامريكي نفسه مستعداً لتلبية التزامات هذه المادة.. سيحتاج العراق ادارة راشدة تتخلص من الاساليب المزاجية والقرارات الفردية، ليحل محلها ادارة المؤسسات والدستور، وتحقيق مفهوم الشراكة حسب مصالح الشركاء كافة، وليس حسبما يراه كل طرف على حدة.
رغم اهمية التسلح والحصول على احدث التكنولوجيات، لكننا بحاجة ان نؤسس في العراق منظومات مهنية ومتطورة.. فلن نحارب الارهاب بمجرد الاكثار من العسكرة والتسلح.. فالانفاق على الامن هو الاعلى بين القطاعات، رغم ذلك يزداد القتل والعنف.. وتشكل قواتنا 3.3% من السكان.. بينما هي 0.45%، 0.11%، 0.49%، 0.16%، في امريكا والهند ومصر والصين على التوالي.. مع ذلك يتصاعد القتل والارهاب لدينا.. الذي لن يحارب سوى بوقوف الجميع داخلياً وخارجياً ضده.. لذلك حسناً فعل رئيس الوزراء بالدعوة لمؤتمر ضد الارهاب.. فالولايات المتحدة، كما غيرها من دول مجاورة، تستطيع المساعدة استخباراتياً ولوجستيكياً.. وهذا يتطلب انفتاحاً داخلياً وتعزيز مفاهيم الشراكة، وانفتاحاً خارجياً خصوصاً على دول الجوار والسعي لحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية والسياسية، وتفعيل المصالح المشتركة، ومنها مصلحة التعاون ضد الارهاب، الذي يطمح لتأسيس دولته في اجزاء من دول المنطقة.
والاهم من ذلك كله، ان تكون هذه بعض سياستنا الفعلية بعد كل انتخابات، وليس مجرد وعود نقوم بها قبل الانتخابات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة «العدالة» 3 تشرين الثاني 2013