بين جيلين / حمدي العطار

التفاصيل: نشر بتاريخ الثلاثاء, 26 تشرين2/نوفمبر 2013 13:08

اولادي واحد فيلسوف وآخر شاعر ،من حقي ان اعلن توصيفهم لكنني اختلف معهم في كثير من الاشياء رغم انني من المفروض ان اتفق معهم في اغلب الاشياء،البارحة كان ابني الشاعر ان ينزلق الى الاعتقال ليس لأنه ناشط مدني وقد خرج في كل المظاهرات ضد المحاصصة الطائفية وضد مصادرات الحريات الشخصية ومن قبلها ضد سوء الخدمات وضد الاقسام الداخلية واخيرا ضد الفساد وضد رواتب التقادعية للنواب وضد عدم تطبيق قرار المحكمة في تطبيق الغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء البرلمان ، من حق الاباء ان يخافوا على ابناءهم !وليدي انت شنوعليك بهذه الاشياء ؟ ما هو الضرر الذي يصيبك من رواتب البرلمانيين؟ رد علي بعصبية :- هي هاي مشكلتنا انه شنوعليه ؟ حتى الناس الي تخصهم القضية ما يحتجون وصل الحال بينا الى الطوفان! وليدي ليش انت عصبي ؟ البارحة كنت متواعد ويه صديقي قرب تمثال السعودن اتأخرت عليه شويه صديقي مهندس مثلي اراد ان يقضي وقت الانتظار بشيء مفيد التقط صورة الى تمثال السعدون ثم الى شارع السعدون ! توقفت بالقرب منه سيارات حكومية من كل الانواع وقالوا له انت معتقل وفق مادة اربع ارهاب ! ليش قبل يوم واحد مثلك جان يصور وبعدين صار انفجار ارهابي بنفس المنطقة!عمي مو ممنوع التصوير ! يقول ابني وصلت الى حيث صديقي وكانوا محيطين به من كل الجوانب (قوات عسكرية وشرطة ومرور ) ولم اجد قوات سوات معهم حمد لله ، تقدمت منهم ! وليدي جان انتظرت قليلا قبل ان تتقدم منهم لترى ما يحدث ، ها بابا هم رجعنه شعلينه؟ لا تقدمت حتى اساعد صديقي ، قلت له متجاهلا جمهرة الحكومة حوله شنو القصة احمد ؟ رد علي احدهم انت منو قلت له انا معه! طلبوا هويتي ،واستمرت الاتصالات حسب الرتب بالنقيب والرائد والمقدم والعقيد والنقاش معنا مستمر كل واحد منهم يسحب الموبايل ويرى الصورة شارع السعدون فارغ يوم الجمعة اين الخطورة؟ لااعلم!لكنهم يرون فيها صيد ثمين احدهم اراد اعادة الصورة فقام بمسحها وصل العميد وقال اين الصورة ارادوا اظهارها فلم تظهر قالوا مسحها الضابط نظر اليه بغضب وهو يقول لقد مسحت الدليل! عندها عرفت لماذا الوضع الامني غير مستبب!
ارجع الى اولادي الذين اجالسهم واحاول ان اكون صديقهم ونتبادل النكات حتى المحرجة لغرض كسر حاجز الاجيال ومع هذا لا ارى انهم مثلي ولا يمكن ام اكون مثلهم قلت لهم بعض النكات الجسورة ، في يوما كان هناك لبناني وعراقي يسيرون على الشاطئ وقد ضاعت زوجاتهم ! جاء رجل الشرطة ليسأل عن المواصفات :؟ قال اللبناني :- زوجتي جميلة بيضاء وعيونها ملونة وشعرها اصفر وجسمها ممشوق وعيونها خضراء ، سأل الشرطي العراقي ما هي مواصفات زوجتك ؟ اجاب :- العن ابو زوجتي هيا نبحث عن زوجة اللبناني!! ضحكوا كثيرا لم يقل احدهم لي ماذا تقصد ؟ كما هي العادة ! قلت لهم نكتة اخرى ، لبناني لأنني كنت عن قريب في لبنان فجميع النكات عن اللبنانيات_ لبناني كان يغازل زوجته قائلا : هل ترين القمر قالت نعم قال لها :- انت اجمل من القمر! سمعه العراقي واراد ان يطبق هذا الغزل على زوجته ، فقال لها هل ترين القمر ؟ قالت طبعا اراه قابل انه مثل امك عمية لو مثل اخت عورة!!
وليدي شغلكم بالسياسة ما يفيد! قالوا هذا انت وكنت منذ صغرك سياسي ومسجون في زمن الدكتاتورية والان في زمن الديمثقراطية تمنعنه من ممارسة السياسة؟ اولادي الطريقة فيها خطأ، اولا لا بد من وجود الفكر ثم التنظيم وايضا البرنامج وتحديد الهدف ووجود القيادة ،وبغير ذلك لا تستطيعون احداث التغيير (الثورة) ولا الفوز بالانتخابات!! اجابوني : الاخرين الذين فازوا بالانتخابات لا يملكون ما تقول؟ الوضع بالعراق معقد لأننا لم يأتي التغييرعن طريق الثورة ،وكثير من العراقيين لحد الان لا يعترفون بالانتخابات، وهناك من يستغل التحشيد الطائفي والقومي لكسب الاصوات ، ابحثوا عمن يمثلكم ورص صفوفكم ولا تعتمدوا فقط على التواصل الاجتماعي عبر الانترنيت والفيسوبك لا بد من التنظيم والبرنامج والاهداف