المنبرالحر

الانتخابات العراقية والتلميــــع بالطيـــــــــــن ..!!/ علي فهد ياسين

من حق المرشحين لانتخابات مجلس النواب الجديد في الثلاثين من نيسان القادم ، التحضير لحملاتهم الانتخابية وفق توقيتات الترويج المحكومة بتعليمات المفوضية وفق قانون الانتخابات الذي اقره أخيراً مجلس النواب العراقي ، بعد مخاضات عسيرة تعود عليها الشعب ، نتيجة الصراعات السياسية التي تحكم علاقات الاحزاب والكتل المكونه لطواقم سلطاته ، لكن موجة الامطار التي تسببت في كشف المستور ، يبدو أنها دفعت المرشحين الى التعجيل في أطلاق حملاتهم أملاً في حشد الاصوات ، فكانت زياراتهم الى المناطق السكنية المنكوبة مع طواقمهم الاعلامية ( المدججة ) بالكاميرات ، على طريقة ( القادة الافذاذ ) القريبين من جماهيرهم أوقات المحن ، بعد أن تحسسوا خطورة مواقفهم أمام ( ذراع ) الامطار الذي يبدو أنه أدار بوصلة أهتمام الناخبين للجهة الاخرى .
أن مجاميع الصور المتداولة في الاعلام ، وخاصةَ على مواقع التواصل الاجتماعي ، والخاصة بالنواب الحاليين وبعض السياسيين وهم يرتدون بدلات العمل والخوذ والجزمات ، لايمكن أن تؤدي الغرض الذي اجتهدوا لتحقيقه ، بل هي دلائل أثبات ترقى الى ادانتهم بالتقصير في مهامهم التي أنتخبوا لتنفيذها ، ولاتصمد كل التبريرات أمام الحقائق التي يعيشها المواطن على أرض واقعه المرير .
لقد تعرضت المدن العراقية في موسم الامطار الماضي الى نفس ماتعرضت له من مشاكل في موسم هذا العام ، لكننا لم نشاهد أحداً من هؤلاء المتداولة صورهم الآن ، لسبب بسيط هو أن موعد الانتخابات كان لايزال بعيداً وتأثير ( لقطة الكامرة ) سيكون ضعيفا ً ولايستحق الجهد والعناء الذي سيتعرض له النائب خارج مكتبه المريح .
اذا كان المتراكم من أداء السلطات خلال العشرة أعوام الماضية ليس كافياً للتمييز بين الصالح والطالح أمام الناخب العراقي ، فأن ماتتعرض له البلاد منذ أشهر وماتزال وصولاً الى موعد الانتخابات ، من تدهور أمني خطير وفساد ضارب في جميع مفاصل الحياة وبطالة متصاعدة ،لابد أن يكون سبباً كافياً للتغيير ، حتى قبل أن يقصم خراب الامطار الذي لم ينفع معه الترميم ظهور المخادعين ، فالمشهد كالح ومشوًه وقد زاده قبحاً التلميع بالطين .