المنبرالحر

توعية الشعب اولا / 3 / د ناجي نهر

سابعا - ينبغي ان يعي الناخب خطط وممارسات واساليب القوى الاخرى المشاركة فى الانتخابات ، على سبيل المثال يتعرف على : بماذا يوصي مرشحو كتلهم وناخبيهم حول العمل السياسي الانتخابي ،لكي يضمنوا النجاح فالانتخابات قائمة على (جمع الأصوات) ومن ليس قدرة على ذلك فسوف لن يجمع أصوات كثيرة والاجدر به ان لا يرشح للانتخابات. فالجميع يتكالبون على السلطة لتحقيق مكاسب فردية وفئوية ضيقة ،وبعضهم لم يأبه للوسيلة مشروعة كانت اوغير مشروعة،وهي بالتالي لا علاقة لها باماني الشعب وتطلعاته وحقوقه وحاجاته الملحة ، ولا علاقة لها بالدين ايضا ،بل لها علاقة بثقافة المرشح والناخب وكيفية فهمه للسلطة ومسؤلياتها. واذا ما درسنا التاريخ سنجد ان التاريخ يوثق ممارسات المتكالبين على السلطة ،ويؤكد ان ليس لها علاقة من قريب او بعيد بطموح الانسان ،بل كان اكثرها محاولته الوصول الى السلطة باساليب غير مشروعة ولا انسانية، وسنجد ان الصراع على السلطة كان بجري هكذا باساليب غير مشروعة ولا انسانية ، مذ ان ظهرت (الملكية الخاصة) وابتدأت باستغلال الآخر الذي لا يملك سوى قوة عمله( يبيعها ليعيش) ومن لا يمتلك قوةعمل فهو سيموت جوعا وكمدا !!. وقد استمر هذا الاستغلال مذ ظهور الملكية الخاصة ،وسيستمر ما دامت الملكية قائمة.
وكما هو معروف فان (ماركس) هو مما يعد اول من اكتشف ان الملكية الخاصة تفعل فعلها الاستغلالي المشين للانسان حينما توظف لجني الارباح فى الصناعة والزراعة وتستهدف سلوك طريق سرقة بعض من (قوةعمل) العاملين فى مختلف المصانع (اي سرقة بعض ساعات عمله غير المدفوعة الأجر. وحينما وعى الشعب اساليب هذا الاستغلال واخذ يطالب الرأسمالي بالعدل والمساواة ،استعان الرأسمالي عليه(بوعاظ السلاطين) واسكته بفتاويهم الكاذبة المبررة للاستغلال ،والتي رمت بالآئمة على (الرب) الذي خلق التفاوت الطبقي بين الناس (اغنياء وفقراء) ليريهم قدرته كما يدعون!!!. غير ان تطور عمل الانسان وعلمه وتطور اساليب نضاله فيما بعد الوف السنين مكنته من اكتشاف حقيقة الاستغلال ومصدره (الملكية الخاصة) فبدأ النضال منذ ذلك الزمن لانتزاع هذه الحقوق شيئا فشيئا ،لكنه لم يردها بالكامل لحد الساعة ،بسبب قوة وتجذر الهيمنة الرأسمالية اولا ،ثم تجذرافكار وعاظ السلاطين المرتبة بعناية من جهة ثانية ،وضعف وعي العمال والفقراء المظلومين عموما من جهة ثالثة. و لذلك تأتي اهمية وضرورة توعية الشعب بافكار الدوغما الاحتيالية الوهمية وتحايل وعاظ السلاطين الذين ما زالوا يوهمون البسطاء بان عذاباتهم منزلة من سماء الرب وان للرب فيها مآرب اخرى. ولذا ينبغي توعية الشعب بالواقع العلمي الصحيح المستند على ان كل شئ انما هو ناتج من عمل الانسان ، وحركة المادة بين يديه الخالقتين ،ثم مدى علمه بقوانين حركة الحياة وتطورها ،التي ستجعل من الشعب افرادا وتيارات تعي هذه الحركة وقوانينها ،و تؤمن (بالعلم) وقوانينه وافرازات حركته المنظورة والمستترة الخاصة والعامة المرتبطة بحركة ما يدور حول الانسان وما نتج من عمله السابق وعمله المعاصر ،وتصور ما سينتج من عمله اللاحق ،حيئذ يمكن لنا تسمية هذا الشعب شعبا واعيا ومخلصا فى عمله ومتوحدا فى قراراته وثقافته الواقعية،ومصمما على بناء الحياة على وفق برامج علمية. وحيئذ سيفخر محبو الشعب بهذه الثقافة التي ستجعل من الشعب متوحدا وثابتا امام مختلف المحن، وتواقا نحو الحداثة والتجديد المفضيين نحو مستقبل افضل له ولاجياله. ثم وبما ان الانسان المعاصر ما زال يتعرض الى الاغراءات المخادعة ويقع تحت بعض تأثيرها ،فهو مما يلزم المناضل (بالاستمرار بالتوعية وتبسيطها) واختيار الاساليب المؤثرة المناسبة لفهم الناس ومستوى ثقافتهم. فعلى سبيل المثال افرزت قوانين حركة الحياة السياسية فى العراق اثناء حركتها اللولبية حركات سياسية متنوعة ومختلفة المناهج والاهداف ،كان آخرها ظهور "التيار الديمقراطي المدني"، الذي تطور بفعل الحاجة والضرورة ليضم 20عشرين حزبا وكتلا سياسية تسعى الى منافسة الأحزاب "الطائفية الكبيرة"التي كانت وما زالت مصنعة بانتهازية واهداف معاكسة لحركة الحياة وسنن التطور ،والتي كانت وما زالت تقف بالضد من حاجة الشعوب وتطلعها لمسيرة علمية مدنية ديمقراطية مؤمنة بالحداثة والتجديد تهتدي ببرنامج علمي هادف الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية ،بالاستفادة من التجربة النضالية للشعوب الاوربية التي سبقتنا بالتطور الحضاري، تلك الشعوب التي لم يك بمقدورها التخلص من عذاباتها الا بنضال باسل وتضحيات غالية مكنتها اخيرا من (فصل الدين عن الدولة) احتراما للدين ، وحل التناقض بين قوانين الدنيا والآخرة. ثامنا : ولكي تكون التوعية ناجحة يشترط ان تكون (عامة وشاملة) تتضمن كيف ابتدأ العمل وعلاقته بالوعي والتطور وظهور الملكية الخاصة ونشؤ الطبقات ،والاستعمار والعمالة له ،ووعاظ السلاطين وواجباتهم الاساسية ،والاديان واسباب ظهورها ،وترابط كل ذلك بمصالح الافراد والطبقات والدول والكيانات السياسية المختلفة. واذا ما طبقنا التوعية العلمية على الواقع ستتجلى امامنا صفات ومزايا المنتخب والناخب والتي تشترط ايضا بان لا يعيد الناخب الواعي انتخاب الفاشلين مرة ثانية ،وان يتعلم حقوقه وواجباته ،و يتعلم معنى الديمقراطية وكيفية تطبيقها بنجاح ،ويعي حقوقه وواجباته ،وكيفية تداول السلطة ،وان يكون باسلا فى محاسبة المسئ ،وفي منع التجاوز على الحقوق ومحاسبة المقصرين والمخالفين وفق الدستور والقوانين السائدة. واذا ما صمم التيار الديمقراطي ان يكون البديل الافضل عن كافة القوى العميلة والفاسدة التي اثبتت فشلها من خلال تجربة سنين طويلة ،كان فيها ولائها للاسياد خارج الحدود، وولائها لمصالحها الخاصة فقط... فاذا ما صمم التيار الديمقراطي فعلا ان يكون البديل الافضل عن كافة القوى العميلة والفاسدة فعليه ان يتصدر الصفوف دفاعا عن مصالح الناس مهما كانت (بسيطة او معقدة)، ويقوم بتوعيتهم وارشادهم نحو الطريق السليم ويعلمهم كيفية استرداد كامل حقوقهم المنهوبة ، حيذاك سيحرز التيار الديمقراطي الفوز والنصر ،وسيجد من الناس كل المؤآزرة والمساندة والمنادات باسمه والالتفاف حوله وحمايته واحتضانه (الآن) وفي (المستقبل).
فهلم يا شعب العراق الابي الشجاع الى انتخاب ممثليك الحقيقيين المدرجين بقوائم التيار الديمقراطي، لتضع حدا فاصلا وقاطعا للبؤس والفقر والفساد والتخلف. يتبع===========================================