المنبرالحر

الثلج يأتي من النافذة ..!/ فلاح المشعل

الثلج يغطي كل شيء ، الصباح في عمان يغتسل بالثلج يتزين بنديفه والطرق تبدو بيضاء غير سالكة ، الثلج يدخل الى دارنا فقد تركنا النافذة الشمالية مفتوحة ، تذكرت رواية حنا مينا ، الثلج يأتي من النافذة ، وفيروز تلهو بسحرها السماوي.. ؛ ثلج ثلج ..عم بتشتي ثلج.....
"ويغني .. غني يا صديقي من أجل الذين هناك في بغداد ، في العراق غن ، ايها السائرون ارفعوا رؤوسكم ، غنوا رغم الحزن والتفجيرات والموت وسياط التخلف ، غنوا رغم الممنوع ،
غنوا ولا تخافوا الحياة ، الحياة تقتل من يخافها ."
الثلج يأتي من نافذة الأرض ، الوجود ليكنس احزان الأخبار ويعريّ اخلاق الأمراء والحكام العرب في ممرات الوحل وبرد الأجساد في مخيمات الفضيحة والجريمة .
الثلج يزيد من أحزان النفط في بلاد الشفط والديناصورات البشرية ،
في عصر ما قبل النفط ودفء البشرية ،
كان العرب يصنعون الآله من الطين ، واكثرهم كرما يتوسلون التمر والعجين ، من يصدق ان ثمة أمة كانت تأكلُ آلهتها ؟
بعد النفط صار العرب بلا آلهة ،
امة تناسلت عن حضارتها ثقافة الغابة وانشطة النيازك واغاني الوحوش ،
غنوا ولا تخافوا الغناء ، الحياة تقتل من يخافها .
الثلج يتكاثر كلما اتجهنا للظهيرة ، وراحت ابصارنا تحدق في الأفق ، وفي الشارع جلبت لفتيان وفتيات يتراشقون بالأبيض الناصع والضحك الصافي ، أرى اجسادا قد حان موعد تساقطها فالعبوة الثانية انفجرت والأحمر يقطع النشوة المتعجلة .
تحلم ان يهاجر الثلج نحو العراق ، ليس من اجل الفرح ، انما ليصنعوا منه آلهة يعبدونها في الصيف المقبل ، آلهة بيضاء تقاوم الألتهام او الموت جوعا وقهرا .
الوقوف عند النافذة يغطيك نديف الثلج حتى تسبح في البياض يدفعك الأحساس الغريب للتحليق في فضاء ابيض بلا حدود سوداء او رمادية ،
الأفق ابيض ، وانت وهذا الفضاء والسماء والأرض وكل شيء ابيض بأستثناء ذكرى العراق ودموعه .
*الإشارات بين المزدوجين مأخوذة بتصرف عن رواية حنا مينا ، الثلج يأتي من النافذة .