المنبرالحر

صورني وآنه مغلس / خليل العراقي

لم تحمل «صّورني وآني مغلس» على شبكة التواصل الاجتماعي إلا الفضح لكل الوجوه التي تدعي حب العراق، لكل الوجوه التي تتباكى بدموع التماسيح على ناس العراق.
مياه الامطار ما زالت تغمر احياء وشوارع وازقة بغداد وسائر المدن والقصبات، ... بيوت خلق الله اجتاحتها المياه، وبعضها تهدم على رؤوس ساكنيها، لانها بيوت طين جبل طينها بعرق الفقراء وشقائهم. «يا من صورت لي الدنيا كقصيدة شعر» ان عديد اللقطات من الصور التي بثتها لك بعض الفضائيات بطلعتك البهية من «فلوس الشعب» بعد اجراء عمليات التجميل للوجوه والاسنان من منح العلاج النيابية في أرقى مشافي اوربا والعالم، هذه الصور لم تقدم شيئاً، لم تجفف المياه من بيتي في حي الصحة بمدينة الشعب، ولا ولن تغير من الحال شيئاً يذكر لاهل بغداد والعراق!
سادتي أولي الأمر: الوطن لا يبنى ولا يرقى بكم، ولم تنالوا رضى الشعب عنكم، ولم يجدد البيعة لكم.... وانتم تؤدون دور البطولة الزائف في دراما مسلسل « انا باقي والشعب خل يغركك».
مسلسل الامطار والسيول لا يختلف عن غيره، وليس بغريب على تاريخ عراق التغيير، الذي يصور «ابطال التغيير» ادوار البطولة في حلقاته. انما الغريب في حلقات مسلسل الغركه هو حركة الكاميرا لتصوير اداء الممثلين «الابطال» والتقاط الصور لهم من زوايا متعددة في برك المياه لتبين حرصهم وتفانيهم من اجل انقاذ الناس وانتشالهم من السيول! المواطن يسأل: وماذا بعد انتهاء التصوير؟ وتأتي الاجابة على لسان ذات المواطن: ايها المسؤول « اركب سيارتك واذهب حيث بيتك أو قصرك في الاحياء الراقية التي لم تغزوها مياه الامطار والسيول».
« هكذا المسؤولية وإلا فلا» « كمره وربيع، وايدك بالدهن يا عراق» ما دام النائب والوزير والمسؤول حريصين كل هذا الحرص على الشعب بالنزول الى الشارع والتقاط الصور تحت المطر وسط المياه! عمي هاي دعاية انتخابية، من اجل الظفر بكرسي من كراسي السلطة هنا أو هناك.
ان البيت قد طفح به الماء، والمواطن قد طفح به الكيل. وان من يرى شعبه يغرق ببحر الدم والسيول، عليه ان ينتشله، لا ان يجعل من مواقع المأساة ستوديوهات لتصوير الافلام.