المنبرالحر

تأجيل .. يهدم المستقبل / قيس قاسم العجرش

إنتبهوا... ثمّة ملفات تتراكم على الرف... الرف ليس مكاناً في دكّان قديم ينهار حين يعلوه التراب والبضاعة الفاسدة ... رفّ التراكم والتأجيل هذا عادةً ما تتحول الملفات عليه الى اسباب للموت، واندلاع صفحات جديدة من الحرب الطائفية الأهلية التي لم يثبت الى اليوم انها سكنت فعلاً.
تأجيل الملفات العالقة وترحيلها تسوّقهُ أحزاب السلطة على أنه حل مؤقت، وأنه جاء بالتوافق، وأنه كان أفضل ما أمكن فعله بدلاً من اشهار السلاح تجاه بعضهم البعض.
هذه الخلاصة تتكرر ويتكرر الخداع بذات الأسلوب، بدعوى انه لولا توافق أمراء الحرب وترحيلهم للملفات حين استحقاقها لقامت القيامة! مع أن القيامة قامت فعلاً في العراق منذ عشر سنوات والى الآن.. ويعود هؤلاء لتسويق الترحيل على أنه «مصلحة شعبية»! مع أن المصلحة العامة قد أهدرت مراراً وتكراراً في عشرات المناسبات وما زالت.
كركوك بلا مجلس منتخب منذ خمس سنوات، وهيئة الإعلام والإتصالات ومعها شبكة الإعلام العراقي تدار بأوامر بريمر الفاعلة الى اليوم، بانتظار التوافق على قانون بديل لها.
والإحصاء السكاني الذي ينص عليه الدستور لا أحد يمر بذكره أبداً، أما مجلس الإتحاد الذي نص عليه الدستور فقد تحولت أخباره الى نكتة مملة.
المادة 140 من الدستور التي تنص على التطبيع في المناطق المتنازع عليها، ثم الإحصاء فيها ثم استفتاء سكانها ، كل هذا قد توقف.
قادة الفرق العسكرية الذين ينص الدستور على تصويت البرلمان على إشغالهم مناصبهم لا احد يتذكر ان يسأل الحكومة في شأنهم ،مع أنهم يعجنون بأيديهم كل المقدرات الأمنية للعراق والعراقيين.
اما ميزانيات العراق الإنفجارية فلم يسأل أحد عن حساباتها الختامية منذ عام 2009 على الرغم من أن الدستور يشترط تقديمها لتمرير الموازنة.
كل هذا ومعه تدهور حكومي أمني يتمثل في خروج اربع محافظات عن المستوى المقبول للأمن (مقبول باعتبار المقارنة مع الإنهيار الكامل)، لا أحد اليوم يرحب بالسفر الى الموصل والأسوأ أن لا أحد يتحدث عن هيمنة الجماعات المسلحة على أهلها وجبايتهم الأموال من اسواقها وكأنها نسياً منسياً.
ثم بعد هذا كله هناك من يقول إن ترحيل ملفات من هذا النمط، يأتي لمصلحة التوافق وتمرير الإنسداد في العملية السياسية، متناسياً أن لا وجود عملياً للعملية السياسية بلا إجابات عن هذه الاسئلة، التي علينا اصلا أن لا نتوجه الى الإنتخابات والحوار مع المرشحين إلا إذا سمعنا منهم إجابات عنها.
نعم.. هم مطالبون قبل أي شيء آخر، قبل أن يتحفونا بصورهم وهم يقفون الى جانب رؤساء كتلهم، مطلوب منهم ان يعلنوا رأيهم صراحة في الملفات أعلاه.. وليس فقط الرأي ، إنما معها الخطة التي عندهم للمعالجة .