المنبرالحر

فنان الشعب قمرا يتألق / مهدي المولى

رحل فنان الشعب فؤاد سالم كان صوت الشعب بوجه الطاغية والطغيان، فكان صوته مع الشعب يرشده ويحثه على المواجهة ويزرع الامل والتفاؤل في نفوس الشعب وان النصر ات وظلام الطغاة الى التلاشي والزوال، وكان العراقي الانسان كلما حاصرته الهموم والمعاناة وكلاب النظام الارهابي الصدامي يستمع الى صوت فؤاد سالم يستمع الى اغاني فؤاد سالم فتزيل كل هم كل يأس كل ضعف وتمنحه القوة وتدفعه الى التحدي من اجل مستقبل العراق.
الزاهر الذي ينشده ويحلم به
لهذا شعر النظام الارهابي الصدامي بخطورة صوت فؤاد سالم فقرر اسكاته بطرقه المعروفة، حيث ابتدأ بوسيلة الاغراء لكن وجد هذا الصوت السامي لا يشترى ولا يباع بكل اموال وقصور الدنيا انه صوت الانسان صوت الحرية صوت الكرامة والشرف، وعندما فشل النظام في شراء ذلك الصوت الحر استخدم اسلوب التهديد والترهيب ، وامر بفصله من المعهد الفني ثم منعه من الدخول الى الاذاعة والتلفزيون ومنع اغانيه من بثها ومنعه من الغناء في الاماكن العامة لكن صوته بقي يردد على السنة الجماهير .
فكان صوته يهدد اركان النظام لهذا قرر ذبحه وأسكاته الى الابد حيث قامت مجموعة من كلاب النظام بالاعتداء عليه بعد خروجه من حفل عام وضربوه باعقاب المسدسات حتى ادموه وتركوه مطروحا في الشارع ربما ظنوا انه مات وتخلصوا من صوته الصادق الحر.
وبعد فترة عاد اليه وعيه ونهض مسرعا وقرر الرحيل عن العراق لا خوفا على نفسه من الموت ولكن خوفا على قوة الشعب على امل الشعب على صوت الشعب فتوجه الى الخليج وفي الخليج كان يغني للشعب العراقي وكل احرار العالم فاسرعت الكلاب الصدامية على ملاحقته هناك واخذت تضيق عليه الخناق وتدبر المؤامرات ضده فهاجر الى امريكا ثم عاد الى سوريا وواصل نضاله وكفاحه وتحديه للنظام الظلامي من اجل ازالة الظلام وخلق شمس العراق الجديد وفي سوريا استمر صوته الحر يحث الشعب العراقي على الحب على التفاؤل على حتمية النصر على عدم اليأس على التغيير والتجديد.
لهذا لعب نضال وكفاح فؤاد سالم من خلال فنه الملتزم بالانسان الحر من خلال اغنياته الصادقة الحرة دورا مهما في كل ما يحدث من تغيير وتطور لصالح الانسان العراقي لصالح الجماهير الغفيرة التي تنشد المحبة والاخوة وتحلم ببناء عراق حر ديمقراطي تعددي،لهذا كان اول الفنانين الذين عادوا الى العراق بعد التغيير الذي حدث في العراق عام 2003 فزار بغداد والبصرة ونال الحفاوة والتكريم من قبل جماهير الشعب العراقي حيث استقبل استقبال الاحرار الابطال وكأنه هو الذي حرر العراق نعم انه حرر العراق فكان لفنه لصوته اكبر الاثر في ذلك.
فشعر بالفرح والسرور وقال هذا هو الفوز العظيم انه حب الناس مودة الملايين لا اريد مال لا اريد قصور فحب هذه الجماهير لا ثمن لها وقال كنت اخاف ان اموت ولا ارى بغداد كنت اتحدى المرض واقول له لن ادعك تقتلني قبل ان ارى بغداد وفعلا تحدى المرض واسرع وشاهد بغداد، نعم شاهد بغداد مخربة مهدمة وابنائها بين شريد وذبيح على يد الطغاة صدام وزبانيته والمجموعات الارهابية التي دعاها صدام لتدمير العراق وذبح العراقيين، لكن مع ذلك كان متفائل بمستقبل العراق الزاهر فالحرية تبني الاوطان وتسعد الشعوب وكان واثق بالقوى العراقية الوطنية في تحقيق ذلك واخيرا نقول لك نم قرير العين فالعراق سار في طريق الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية ولن يتراجع عن كل ذلك رغم قوى الشر والارهاب والفساد التي تعمل على عرقلة مسيرة العراقيين.