المنبرالحر

أسئلة تحتاج الى اجابات حول الواقع العربي والربيع العربي/ ميشيل حنا الحاج

السؤال التاسع والستون:
مع اقتراب مؤتمر جنيف2،هل بدأت الحرب ضد الارهاب في المنطقة، وخصوصا ضد الارهابيين في العراق وسوريا؟
في أجواء من الاتفاق التام بين روسيا وأميركا حول الحلول المقبولة للطرفين للنزاع العسكري والسياسي في سوريا، ومناخ شبه تام بين أميركا وايران حول قضية تخصيب اليورانيوم، يعقد مؤتمر جنيف2 مما يبشر بأن مجرياته من المتوقع أن تمضي بيسر وسهولة، لولا بعض الاعتراضات من "السعودية" التي لم تستوعب بعد المتغيرات الدولية في المنطقة، ومن فرنسا التي يسعى رئيسها "أولاند"، لأن يكون "ديغول" فرنسا الجديد، أو ربما يحاول التغطية على فضيحته النسائية، بتصريحات "دون كيشوتية" يهدد فيها بخوض الحرب وحيدا ضد سوريا، أي دون مشاركة من أميركا أو بريطانيا، حليفيه الرئيسيين في العلاقات الدولية.
هذه المؤشرات وغيرها من اللقاءات والتصريحات السياسية الصادرة عن الأطراف الرئيسية المعنية، تدل على أن شيئا ما بدأ يحدث في المنطقة ضد النزاع في سوريا بشكل عام، وضد انتشار الارهاب والارهابيين فيها، بل في المنطقة برمتها، بشكل خاص.
فتركيا بدأت تشيد على حدودها جدارا عازلا بارتفاع اربعة أمتار. ولا نعرف اذا كان الهدف من الجدار هو منع عبور مزيد من المسلحين من الأراضي التركية الى سوريا، أو منع المسلحين المتواجدين داخل الأراضي السورية، من الهروب من سوريا عبر الأراضي التركية اذا ما اشتدت الحملة ضدهم في الأراضي السورية، سواء حملة القوات السورية عليهم، أو حملة الجماعات الأخرى من المسلحين المناهضة لهذه المجموعة أو تلك. وجاءت هذه الخطوة في وقت دعا فيه رئيس الجمهورية التركي "عبد الله غول" الى اعادة النظر في سياسة تركيا تجاه سوريا، كما قام رجال الشرطة الأتراك بتفتيش بعض مواقع الاغاثة الاسلامية في تركيا، للاشتباه بأنها تصدر مسلحين الى الداخل السوري برفقة المعونات الانسانية المرسلة اليها.
ومن ناحية أخرى شددت الحكومة المصرية حملتها على الاخوان المسلمين، في وقت خفتت فيه حدة العمليات المضادة للجيش المصري في سيناء بعد أن شددت القوات المصرية قبضتها على تلك المنطقة.
وفي العراق بدأت الحكومة العراقية حملة عسكرية واسعة ضد حركة دولة العراق والشام "داعش"، وبدأت تطاردهم مستخدمة أحيانا الطائرات في مطاردتهم، مما اضطرهم للجوء لمدينة الفالوجة والسيطرة عليها، حيث يتوقع ان تجري معركة كبرى معهم من اجل تحريرها من سيطرتهم. ويدور القتال في العراق في صحراء "الأنبار"، في وقت أعلن فيه رئيس الحكومة العراقية أن خطر "داعش" لم يعد خطرا على العراق فحسب، بل بات خطرا على العديد من الدول الأخرى.
وعزز هذا القول تصريح مشابه ل "بانكي مون"، الأمين العام للأمم المتحدة،وهو الموقف الذي يبدو ان الحكومة الأميركية قد بدأت تتبناه أيضا، اذ وعدت بالتعجيل في تزويد العراق ببعض الأسلحة الحديثة، بل وزودته فعلا بطائرات الأندرود ( وهي الطائرات بدون طيار) التي شرع العراق فعلا في استخدامها. ولا يستبعد البعض انها (أي أميركا) قد باتت أيضا تزوده بالمعلومات الاستخبارية التي توفرها لها أقمارها الاصطناعية التي باتت ترصد تحركات مقاتلي "داعش". ويأتي هذا في وقت قام فيه "برازاني"، رئيس السلطة في اقليم"كردستان" التي شهدت مؤخرا بعض أعمال تفجير السيارات، بالاتصال ب بايدن"، نائب الرئيس الأميركي، للتباحث في كيفية مكافحة الارهاب، كما أقدمت فيه الولايات المتحدة على وضع منظمة "أنصار الشريعة " الليبية على قائمة الارهاب والارهابيين.
وفي سوريا اشتدت حملة الجيش السوري في مطاردة فئات المعارضة المسلحة، في وقت اشتبكت فيه تلك التجمعات في قتال ضد بعضها البعض، وهو الأمر الذي ينذر بأن شيئا ما بدأ يحدث في صفوف المعارضة، وخصوصا مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر جنيف2 للسلام.
فبينما اشتد القتال بين قوات الجيش السوري وقوات المعارضة، فقد اشتد أيضا بين صفوف المعارضة ذاتها التي لم يعد أحد قادرا على تحديد سماتها أو اتجاهاتها أوانتماءتها. ومع ذلك تبقى السمات العامة للمعارضة المسلحة في سوريا، تدور بين أربع فئات عامة هي: 1)الجيش السوري الحر، 2) القوات التابعة للاخوان المسلمين، ويرجح بأنهم يتمركزون فيما يسمى بأحرار الشام، مع أن البعض يتجه الى ادراج أولئك مع الفئات السلفية، 3) القوات السلفية ومن أبرز مجموعاتها الجبهة الاسلامية، والتي تضم في صفوفها "جيش الاسلام" الذي ربما استبدل اسمه باسم الجبهة الاسلامية، اضافة الى كتائب اخرى انشقت عن الجيش السوري الحر وانضمت للمجموعات السلفية التي تمولها السعودية، وتبذل جهدها لتقديمها لمؤتمر "جنيف" على انها المعارضة القادرة على التفاوض. وهي نتيجة لذلك، باتت على خلاف (سياسي على الأقل) مع الجيش الحر الذي يسعى للذهاب الى جنيف برفقة "الائتلاف السوري الحر" المنقسم أيضا على نفسه، باعتبارهما (الجيش الحر والائتلاف) المعارضة الحقيقية المعتدلة للنظام السوري. 4) المجموعات المنتمية للقاعدة والمؤلفة من "داعش والنصرة". لكن الغريب في الأمر أن هاتين المجموعتين قد خاضتا مؤخرا قتالا شرسا فيما بينهما، اذ شاركت قوات "النصرة" "الجبهة الاسلامية" و"أحرار الشام" و"الجيش الحر" في قتال قوات "داعش" ساعين لطردها من مدينة "الرقة"، مع أن "داعش" - في هجوم مضاد- قد استطاعت استرداد المدينة التي سقطت ليوم أو أكثر في أيدي المنافسين، لكن استردادها كان بثمن باهظ، لكونها (أي داعش)، قد عانت بسبب ذلك القتال والهجوم المضاد، خسائر بشرية كبيرة.

ولكن الغريب في الأمر، أن من يصنف على انه القاعدة الحقيقية في سوريا هو مجموعة "النصرة" التي كرسها أيمن "الظواهري" كممثلة للقاعدة في سوريا، مطالبا "داعش" بسحب قواتها وتركيز تواجدها وقتالها داخل العراق، وهو ما رفضته "داعش" متنكرة برفضها ذاك لأوامر زعيم القاعدة " أيمن الظواهري" الذي خلف الزعيم المؤسس للقاعدة "أسامة بن لادن". لكن "داعش" قد تضطر للانصياع لذاك الأمر، لا طاعة منها "للظواهري"، بل نتيجة الضغوطات العسكرية التي باتت تواجهها في العراق بسبب الهجوم الذي ينفذه الجيش العراقي على منطقة "الأنبار" حيث مدينتي الرمادي والفالوجة. فهذا الهجوم الذي عرضت "ايران" تقديم الدعم له اذا ما طلبت العراق ذلك منها، قد يضطر منظمة "داعش" لسحب قواتها من سوريا، والتركيز على القتال في العراق ولو لمرحلة محدودة.
والواقع أن كل الضغوطات تتجه نحو "داعش"، حيث تقول مجلة مختصة في بحث قضايا الارهاب، ان اتفاقا سريا قد عقد بين "السعودية وقطر"، يسعى لتقديم الدعم "للنصرة" في قتالها ضد "داعش"،لاعتقاد الدولتين الخليجيتين أن "النصرة" اكثر اعتدالا من "داعش". وقد يكون هذا صحيحا وقد لا يكون، رغم الاعتقاد السعودي بأن السلفيين الذين تمولهم وترعاهم السعودية، هم التيار الأكثر اعتدالا بين التيارات الاسلامية المتشددة المقاتلة على الأراضي السورية.
وتذكر المجلة الأليكترونية الجديدة سابقة الذكر واسمها "المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الارهاب"، أن "القاعدة اليوم لم تعد تنظيما مركزيا، كما كانت في حرب افغانستان والعراق، فقد تحولت الى ايدلوجية متطرفة تقوم على تحويل عقيدة السلفية، الى آلية تكفير وقتل، اي انها صنعت من عقيدة السلفية قالبا تنظيميا باسم القاعدة المركزي والتنظيمات الجهادية".
فالسلفية اذن، كما يقول التحليل المذكور، ليست أقل خطرا من "القاعدة"، اذ باتت تشكل قاعدة ومصدرا "للقاعدة"، اذا صدق التحليل السابق. ولكن خطرا آخر هناك آخذ في التبلور تدريجيا على ساحة الارهاب والارهابيين، وهو ظهور جماعة "الذئاب المنفردة".
والذئاب المنفردة، كما تقول المجلة سابقة الذكر، هم أفراد يؤمنون بفكر القاعدة، لكنهم لا يتلقون تعليماتهم من قيادتها المركزية، بل يعملون بناء على اجتهاد شخصي منهم. فهم بجهودهم الشخصية، يمولون أنفسهم بأنفسهم، ويزودونها بالمواد القابلة للتفجير والتي تتكون من مواد عادية متوفرة في الأسواق، لكنها قابلة لدى تركيبها معا، مستخدمين خبراتهم العلمية في تركيبها، للتحول الى متفجرات. ولعل تفجيرات "ماراثون بوسطن" في15نيسان 2013، هي آخر تلك العمليات التي ينفذها بعض ممن يسمون ب"الذئاب المنفردة".
"والذئاب المنفردة" هم بعض مما يخيف أميركا والدول الأروبية. فهناك خمسة ألاف أوروبي وأميركي يقاتلون الآن في صفوف المعارضة السورية. ومع أن الاتحاد الأوروبي قد اتخذ قرارا، كما قيل، بعدم السماح لهؤلاء بالعودة الى بلادهم، فان احتمال تسللهم للداخل، أو الدخول الى البلاد باستخدام جوازات سفر مزورة، ما يزال قائما. ومن بين هؤلاء، كما نسب القول الى الرئيس الفرنسي"أولاند"، سبعمائة مقاتل فرنسي قد يكونون مرشحين للتحول الى "ذئاب منفردة" على أراضي فرنسا . وهذا كله يفزع أوروبا وأميركا، ولعله هو السبب المباشر الذي استدعى تلك الدول، لأن تضع مقاومة الارهاب على رأس قائمة أولوياتها في مؤتمر جنيف2، لا حبا في سوريا، بل حرصا على مصالحها ونتيجة لمخاوفها من الذئاب المنفردة.
ولكن ماذا يوجد أيضا على جدول البحث في مؤتمر جنيف2 ، والذي يبدو أن هناك اتفاقا مشتركا حوله بين أميركا وروسيا؟
يرجح المراقبون أن تشكيل حكومة ائتلافية ذات صلاحيات، هو الموضوع التالي على جدول الأعمال بعد قضية محاربة الارهاب. وهذا أمر قابل للتنفيذ شريطة اشراك المعارضة المعتدلة لا المتطرفة في تلك الحكومة. لكن المعارضة لا تزال تشترط رحيل "الرئيس الأسد" بعدم ترشحه لدورة رئاسية جديدة تجري انتخاباتها قرابة منتصف عام 2014 . وهذا أمر قد يثير خلافات كبرى بين الطرفين، نظرا لتمسك الجانب السوري الرسمي بحق الرئيس بشار الدستوري، كأي مواطن سوري آخر، بالترشح لتلك الانتخابات، تاركا الأمر للشعب السوري كي يقرراذا كان يريده أو لا يريده رئيسا.
وكنت قبل أسابيع قليلة، قد كتبت مقالا حول النسبة المؤيدة المتوقعة للرئيس بشار، ونسبة المعارضين له. وذكرت عندئذ أن التقديرات لنسبة المنتمين لطائفة السنة والتي قد تكون معارضة له، ربما لا تتجاوز الأربعين بالمائة أوأقل. وانبرى عندئذ بعض المنتمين لتيار الاسلام السياسي قائلين بأن نسبة السنة تقارب 75 بالمائة استنادا لاحصاء أميركي أجري في عام 1980. وأنا لا أستطيع الجدال حول هذا الرقم، مع أنني أعتقد أن هذا الاحصاء، وهو احصاء قديم، قد شمل الأكراد وهم من السنة الرافضين لتيار الاسلام السياسي، كما شمل المنتمين اسميا لطائفة السنة، مع أنهم من الحزبيين غير المؤازرين للفكر السلفي، بل هم مؤازرون لأطياف كثيرة من الأحزاب السياسية العلمانية والقومية واليسارية التي لا تريد أيضا للاسلام السياسي أن يحكم سوريا.
وعلى كل حال، وتجنبا لأي جدل عقيم، يمكن التساؤل لما لا يتقبل أولئك المتشددون لتيار الاسلام السياسي، بترشيح الرئيس "بشار" لدورة رئاسية أخرى طالما أنهم واثقون من سعة التأييد لتيارهم السياسي. فالصندوق عندئذ، يكون هو الحكم الفصل في انتخابات ديمقراطية تجري تحت اشراف مراقبين دوليين. فذاك الصندوق العتيد الذي بات يعتبر معيارا للديمقراطية، سوف يشكل نوعا من الاستفتاء الديمقراطي الذي سيقرر اذا كان الشعب السوري بكافة أطيافه، أو بأكثريته على الأقل، يريد للرئيس أن يبقى على كرسي الحكم، أو يريد منه أن يرحل. أما الاصرار على رحيل الرئيس دون السماح له بممارسة حقه الدستوري في ترشيح نفسه لدورة أخرى، ودون اجراء ذاك الاستفتاء الانتخابي، انما يكشف عن عدم ثقتهم بأن النتيجة ستكون لصالحهم. فلو كانوا واثقين من ذلك، لما جادلوا في هذا الأمر، ولما حولوه الى عقدة تسعى لافشال مؤتمر جنيف2.
وتبقى مشكلة رابعة هامة اذا ما تم التغلب على كل القضايا الثلاثة الأخرى، والتي كان منها: 1) التصدي للارهاب، 2) تشكيل حكومة ائتلافية ذات سلطات تنفيذية تحقق وقفا فعليا للقتال، 3) القبول بالرئيس "بشار" مرشحا للدورة الانتخابية القادمة. أما المشكلة الرابعة الهامة والمتبقية، فهي مصير المقاتلين الأغراب المتواجدين على الساحة السورية. فالمقاتلون السوريون منهم، لا ضير عليهم، اذ يمكنهم القاء السلاح والعودة للحياة الطبيعية التي اعتادوا عليها. لكن ما هو مصير المسلحين القادمين من خارج البلاد؟
والواقع أن هذه مشكلة هامة سيواجهها المؤتمر العتيد اذا تم الاتفاق فعلا على تذليل كل النقاط الأخرى، سواء موضع الاتفاق بين روسيا وأميركا وهي مواجهة الارهاب ووضع حد له، أو ما هو موضع جدال وأخذ ورد بين الأطراف المعنية، وما قد يؤدي اليه ذلك من خلاف بين الطرفين أو الأطراف المشاركة في المؤتمر.
ولكن المشكلة الكبرى التي ستظهرفعلا، هي اذا ما تم الاتفاق بين الدولتين الكبريين على مكافحة الارهاب، وعلى الشروع بتنفيذ ذلك فورا، لكن لم يتم الاتفاق على الكثير من الأمور وخصوصا الجوهرية منها، كأسلوب تشكيل الحكومة، ومدى مشاركة هذا الطرف وذاك، بل وحول الاتفاق على ترشيح "الأسد" لفترة رئاسية أخرى مع تمسك المعارضة ومن يساندها من دول الخليج كالسعودية وقطر بعدم الموافقة على ذلك. فخلاف كهذا مرشح لأن يؤدي الى فشل المؤتمر والى العودة الى القتال مع فارق واحد: كيفية ايصال الامداد لأولئك المتقاتلين، في ظل اتفاق القطبين على مكافحة الارهاب. والمقصود بذلك كيفية مواصلة الامداد التسليحي، أو المالي، أو الامداد بمزيد من المقاتلين الذين يقتل منهم العديد يوميا، خصوصا وأن خبرا غير مؤكد (ويبدو أن فيه مبالغة)، قد ذكر أن "داعش" وحدها، خسرت في معاركها الأخيرة قرابة الثلاثة آلاف مقاتل؟
فاذا كان "عبد الله غول" قد طالب باعادة النظر في سياسة تركيا نحو سوريا، وهي السياسة التي تسببت في مشاكل لتركيا، واذا كانت الدولة التركية قد بدأت فعلا ببناء سور عازل على حدودها ارتفاعه أربعة أمتار، في وقت بدأت فيه الشرطة التركية في تضييق الخناق على لجان الاغاثة للحيلولة دون نقلهم لمسلحين الى الأراضي السورية تحت شعار الاغاثة الانسانية، فان هذا قد يعني أن الحدود التركية قد أخذت تغلق في وجه امدادات كهذه.
واذا كان العراق قد بدأ يشدد قبضته على حدوده، بل وأخذ يطارد "داعش" في "الأنبار" وصولا الى حدوده مع سوريا والأردن، في وقت لم يرغب "الأردن" فيه أبدا بعبور قوات المعارضة من أراضيه الى المواقع السورية، بل نادى ملكه "عبد الله الثاني" على الدوام بوجوب اللجوء الى الحل السلمي في سوريا دون الحل العسكري، فان الوسيلة الوحيدة لتزويد المعارضة بمزيد من المقاتلين الذين يتناقص عددهم يوميا، هي عن طريق لبنان أو عن طريق اسرائيل.
ولكن لبنان اذا شكلت فيه فعلا حكومة اتحاد وطني تضم في صفوفها حزب الله، كما تدل العديد من المؤشرات السياسية، فانه من المرجح أن حكومة كهذه، ستضيق الخناق على الحدود السورية اللبنانية، ولن يستطيع مسلحو المعارضة السورية المرور عبر تلك الحدود الا بأعداد قليلة. فماذا يبقى اذن من طرق لتموين المقاتلين؟ هل تبقى هناك وسيلة غير الحدود الاسرائيلية للمرور من خلالها الى سوريا؟
وبطبيعة الحال، سوف ترحب اسرائيل بذلك، لأنه لا شيء يسرها قدر ابقاء الجبهة السورية مشتعلة ومنشغلة عنها. ومع ذلك يبقى السؤال الهام: هل ترضى الدول العربية المؤازرة للمعارضة السورية باستخدام الحدود الاسرائيلية معبرا لرجالها. وأذا قبلت تلك الدول بذلك، هل يرضى مقاتلو "القاعدة" و"السلفية الجهادية" الذين يدرسون في أدبياتهم أن مهمتهم هي تحرير "فلسطين" و"بيت المقدس" و"الحرم القدسي الشريف"، هل يرضون بالمرور عبر الأراضي الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي المسيطر على كل تلك المواقع المقدسة، متلقين الترحيب من الجندي الاسرائيلي المحتل وتقبل التسهيلات من قواته ؟
المستقبل سيرد على ذلك اذا فشل مؤتمر جنيف2.