مجتمع مدني

بيان لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا حول الإنتخابات

الصديقات والأصدقاء الأعزاء

نهديكم اجمل تحياتنا ونرغب التواصل معكم في هذه الرسالة التي نحاول من خلالها عكس مجريات الإنتخابات في المانيا موثقة ببعض الأمثلة التي عاشها ممثلونا في المراكز الإنتخابية.

إننا في الوقت الذي دعونا فيه في بياناتنا السابقة للإشتراك الواسع في العملية الإنتخابية وشكلنا لجنة خاصة للتعاون معكم في هذا المجال، فإننا ننطلق من تقيمنا لهذه الإنتخابات باعتبارها تمثل توجهاً ديمقراطياً نسعى، مع القوى الديمقراطية الأخرى في وطننا، لأن يشكل هذا النهج سياقاً عاماً في سياسة الدولة العراقية والوصول إلى التغيير الذي كنا ننشده على الساحة السياسية العراقية وذلك من خلال رفض سياسة المحاصصات الطائفية والشراكات المصلحية البعيدة كل البعد عن روح المواطنة وعن الإنتماء الوطني قبل اي إنتماء آخر.

إلا ان الذي جرى فعلاً في المراكز الإنتخابية في المانيا لم يتم بالشكل الذي يوحي بقناعة ممثلي المفوضية بجعل التوجه الوطني العراقي في سير الإنتخابات هو العامل الحاسم في تنفيذها. لقد تبنى ممثلو المفوضية، بالرغم من إتصالنا معهم من خلال المراسلات والبيانات التي وجهتها لجنتنا لهم بهذا الخصوص والذي تم نشر بعضها على المواقع الإعلامية، ذات السياسة التي عكست الطابع السائد في وطننا والذي يتمحور حول الإنتماءات الطائفية ولإصطفافات العشائرية والمناطقية والجهل المطبق بكل الأسس العلمية الرصينة المتعلقة بتنفيذ مهمة ديمقراطية كمهمة الإنتخابات هذه. واستناداً إلى المعلومات المتوفرة لدينا من خلال مراقبينا وممثلي التحالف المدني الديمقراطي رصدنا كثيراً من الإنتهاكات في سير العملية الإنتخابية والتي تشير إلى الإمكانيات التي وفرها ممثلو المفوضية لأنفسهم وللجانهم للتلاعب بالنتائج وعلى مختلف الأصعدة التي مرت فيها العملية الإنتخابية في المراكز الإنتخابية في المانيا.

وندرج لكم، على سبيل الحصر، بعض هذه الإنتهاكات لتكونوا على بينة من هذا الأمر.

1. لقد تقدمنا بعدة شكاوى خطية وشفوية لممثلي المفوضية في برلين ولم نلق منهم اي إهتمام لهذه الشكاوى والإعتراضات على سير العملية الإنتخابية، كما اننا لم نتلق اي جواب منهم على ذلك لحد الآن.

2. تواجدت دعاية انتخابية امام بعض المركز لا تبعد اكثر من 15 متر للحزب الديمقراطي الكردستاني واخرى للاتحاد الوطني الديمقراطي وثالثة تبعد 30 لحركة التغيير. وهذا مخالف للصمت الإنتخابي ولم تتدخل المفوضية بذلك.

3. بعض المراكز الإنتخابية لم تكن كافية لاستقبال الاعداد الكبيرة من الناخبين، كما انها تقع في طرف المدينة ولا يوجد بقربها واسطة نقل عامة.

4. لم تقم المفوضية بوضع اشرطة تنظيم الطوابير او اسلاك عازلة في مركز كولون مما جعل تدافع الناس اما باب المركز يودي الى مشاكل دفعت المفوضية الى استداعاء الشرطة لتنظيم الناس.

5 . بعد حالة شجار مع مدير المركز في كولون مع الناخبين بسبب سوء التنظيم اتهم المدير الناس بالجهلة والمتخلفين ورمى بالمسؤولية عليهم ، وبعد ألإعتراض عليه من قبل ممثلي الكيانات السياسية اعترف بالخطأ وطلب مساعدتهم في تهدئة الناس.

6 . في اليوم الثاني من الانتخابات اغلقت المفوضية المحطة رقم 7 في كولون وذلك بسبب اخطاء قاتلة نتيجة لسوء اختيار الموظفين الذي جرى وفق مبدأ المحاصصة الحزبية إضافة إلى سوء تدريبهم.

7 . في يوم الفرز والعد تاخر مركز كولون عن بدأ العمل ما يقارب الساعتين لان المدير كان بانتظار التعليمات من برلين ببدأ الفرز والعد لانه لم يعلم ماذا يفعل.

8 . محطة رقم 7 في كولون لم تعلم مديرتها كيف تقوم بعملية الفرز والعد لانها لم تحصل على التدريب الكافي، حيث ادى ذلك إلى ان يفرض عليها بعض ممثلي الكيانات السياسية اسلوب العمل، وحين إعتراض ممثلنا على ذلك اتصل المدير ببرلين فطلب من مساعد المدير إعداد فريق العمل في المحطة رقم 7 ليتمكنوا من انهاء عملهم.

9 . تكرر سوء الاداء في عدة محطات في كولون مثل محطة رقم 8 ومحطة رقم 3 اللتان كانتا اخر من قدم النتائج بمساعدة هاتفية من برلين.

10 . جرى منع المراقبين السياسين من مراقبة عملية ادخال المعلومات الى الحاسبة بحجة قرار من المفوضية في بغداد، وعندما طالب ممثلونا برؤية هذا القرار خطياً رفض ممثلو المفوضية ذلك.وهذا ما يشير إلى إمكانية التزوير والتلاعب في هذه العملية.

11 . لقد منع ممثلو المفوضية المراقبين السياسيين من الانتقال من محطة الى اخرى خلال الفرز والعد لمراقبة هذه العمليات، وفرضوا عليهم البقاء في محطة واحدة فقط.

12 . لقد تم إعلان النتائج في بعض المراكز باستعمال اوراق مستنسخة قدمتها المحطات الى غرفة ادخال البيانات وكانت مكتوبة بطريقة سيئة جدا ادت بالتاكيد الى اخطاء في ادخال البيانات، وفي النهاية لم يجر تزويد ممثلي الكيانات بارقام نهائية من قبل غرفة ادخال البيانات. وهنا ايضاً مجال كبير للتوزير والتلاعب بالنتائج.

13. في مركز مانهايم لم يُفتتح المركز يوم الفرز والعد الا بعد الساعة السادسة مساء اي بتاخير اربع ساعات لان صاحب البناية رفض اعطاء المفاتيح معللاً ذلك بوجود تلاعب في عقد الايجار. وقد يشير ذلك إلى وجود صفقة فساد مالي في هذا الأمر. وهذا ما يؤيده دفع ممثلو المفوضية مبلغ ثلاثة آلاف اويرو إضافية.

ايها الصديقات العزيزات

ايها الأصدقاء الأعزاء

إننا في الوقت الذي نشكركم فيه على تجاوبكم معنا والإشتراك بممارسة حقكم الديمقراطي في الإنتخابات البرلمانية، وفي الوقت الذي نشكر فيه بشكل خاص من إنتخبوا مرشحي قائمتنا، التحالف المدني الديمقراطي، نتوجه برجاءنا المخلص لكم جميعاً بأن لا تجعلوا من هذه المسيرة اللاديمقراطية التي تبناها ممثلو المفوضية في تنفيذ اٌلإنتخابات عامل إحباط وتراجع عن مواصلة تبني النهج المدني الديمقراطي الذي نرجوه لوطننا وشعبنا. إننا على ثقة تامة بأن هذا النهج هو البديل الوحيد لمسار العملية السياسية الجاري في وطننا اليوم. ومن جانبنا، نحن في التيار الديمقراطي العراقي، داخل وخارج الوطن سنعمل، وبدعمكم وعونكم لنا، على تأكيد النهج الوطني وتثبيت مفهوم المواطنة كبديل وحيد واساسي للتخلص مما ساد الساحة السياسية العراقية خلال السنين الماضية ومما سيسودها في السنين القادمة من سياسة المحاصصات والشراكات الطائفية والقومية المتطرفة والإصطفافات العشائرية والمناطقية التي اوصلت وطننا وشعبنا إلى هذه المستوى المتدني في كل مجالات الحياة.

نحيكم مرة اخرى ونرجو لك جميعاً اسعد الأوقات ولعوائلكم اطيب التمنيات مقرونة بالمودة والإعتزاز.

لجنة تنسيق التيار الديمقراطي في المانيا