الغالبي : 360 مفقود من ذي قار في سبايكر / علي الجاف

التفاصيل: نشر بتاريخ الثلاثاء, 12 آب/أغسطس 2014 19:22

لم يتوقع احد من ذوي الجنود الموجودين في قاعدة سبايكر بمحافظة صلاح الدين، انهم لم يعرفوا مصير أبنائهم، فما أن علموا بنشر مقطع الفيديو الذي ظهر فيه مسلحو داعش وهم يحاصرون الجنود في القاعدة، حتى جلس بعضهم أمام أجهزة الحاسوب للبحث عنهم، وكلهم أمل، أن لا يجدوا أبنائهم في صور جريمة الإعدام الجماعي البشعة.

مصيرهم مجهول

عضو مجلس محافظة ذي قار عن الحزب الشيوعي العراقي شهيد الغالبي قال ان "المحافظة عانت أشد المعاناة في أزمة قاعدة سبايكر"، مضيفاً ان المحافظة "فقدت 360 من أبنائها بعد اقتحام مسلحي داعش للقاعدة ولا نعلم مصيرهم حتى الآن".
و اضاف لـ"طريق الشعب" ان "مجلس المحافظة عقد جلسة طارئة مخصصة لهذا الموضوع بحضور اهالي المفقودين، وجرت مناقشات طويلة بهذا الخصوص".
وتابع، "انهينا اجتماعاً البارحة، اللجنة تعمل حتى الآن محلياً، داخل حدود المحافظة، ولم تذهب الى القيادة العامة للقوات المسلحة او رئاسة الوزراء او قيادة العمليات في صلاح الدين، ولها اتصالات مع الجهات المعنية بالمصالحة الوطنية".
وأضاف الغالبي في حديث إلى "طريق الشعب"، "اطلعنا على القائمة المنشورة على "فيسوك"، والمتضمنة اسماء 400 من جنود سبايكر لدى عشائر في تكريت"، مبيناً ان"اللجنة اجرت اتصالات على مستوى قيادات كبيرة للتوصل الى مصيرهم".
وختم بالقول انه "برغم أن الفيديو المنشور يدل على قتلهم، لكن المحافظة لم تتسلم حتى أية جثة".
الاهالي: استقبال الخبر الصاعقة

ابو احمد من قضاء سوق الشيوخ جنوب محافظة ذي قار، انتظر أبنه احمد بفارغ الصبر، بعد ان انقطعت كل الاخبار عنه من صلاح الدين، كان ينتظر بصيص امل في ان ينجو ابنه من الموت، تخيل ورسم سيناريوهات عدة، لكنه لم يكن يتوقع ان يظهر في مقطع فيديو امام العالم مع مئات آخرين من رفاقه وهم يساقون للاعدام، الصدمة كانت كبيرة عليه. يتحدث اقرباء ابو احمد كيف استقبل الاهل هذا الخبر، فأحمد 25 عاما، متزوج ولديه طفلين، لم يستوعب احد موته، على الاقل بهذه الطريقة.

لناحية النصر وحدها 30 شهيداً

يقول حسين العبودي وهو من ناحية النصر شمال محافظة ذي قار، ان "النصر وهي ناحية صغيرة مقارنة ببعض النواحي والمدن الاخرى في ذي قار، فقدت 30 شابا من ابنائها في قاعدة سبايكر"، مضيفاً ان "مصيرهم مجهول حتى الآن، وينتظر بعض الاهالي أملاً ضئيلاً بخروج ابنائهم، فيما يأس البعض الآخر من عودتهم". بينما تنتظر ام حسين اخباراً تنهي الانتظار المر، و تقول "انتظر كل يوم عودة ولدي من صلاح الدين بعد ان انقطعت اخباره عني"، مبينة انها "توزع بين يوم و آخر (ثواب) من اجل عودته اليها ".
اهالي الشهداء: هواتف ابنائنا بيد داعش

شاب آخر يدعى عباس يقول ان "اولاد خالتي انقطعت اخبارهم ولا احد يعرف ما حل بهم، ينتظر اهلهم كل يوم اية اخبار من هناك"، مستدركاً "حاولنا اكثر من مرة، ان نتصل بهم على هواتفهم، فيجيبنا شخص لهجته غريبة وليست عراقية، يخبرنا بأنه لا يعرف اصحاب الهواتف". وأضاف أقارب الجنود ان"من يجيبنا يماطل بالحديث و لا يخبرنا ماذا فعلوا بهم، نتصل بين الحين و الآخر لكن لم نجد اية اجابة حقيقية، لكن كل الذي نعرفه بأنهم بيد عناصر داعش".

ناجيان فقط، احدهما لا يتحدث من الصدمة

وكان تظاهر عدد من اهالي الجنود والطلبة في قاعدة سبايكر امام مجلس محافظة ذي قار، الاحد، مطالبين الحكومة المحلية بايجاد حل ومعرفة مصير ابنائهم ، وطالب عدد آخر منهم بتسليم الجثث فيما لو تم قتلهم هناك من قبل داعش.
وبحسب مسؤولين في ذي قار ذكروا لـ"طريق الشعب"، ان "هناك ناجيين اثنين من الجريمة الشنيعة، الاول في الديوانية، وتحدث الى وسائل الاعلام عما حدث له وكيف هرب"، مستدركين ان "اللجنة الطارئة في مجلس ذي قار طلبت من الاهالي مقابلة الناجي من الديوانية والتحدث معه لمعرفة مصير ابنائهم".
فيما تتحدث مصادر اخرى من سكان الناصرية لـ"طريق الشعب"، ان "الناجي الآخر وصل الى ناحية قلعة سكر، لكنه فقد القدرة على التحدث جراء صدمة ما جرى".