مجتمع مدني

الرفيق كمال شاكر ومساهماته في نشر الوعي التقدمي في صفوف الرياضيين / منعم جابر

الرياضة في الحزب الشيوعي العراقي

اهتم الشيوعيون بكل مجالات الابداع ومنها المجال الرياضي ومع بداياتهم السياسية المبكرة كان لهم اهتمام واضح في هذا المجال وقد اكدت وثائق المؤتمر الاول عام 1945 على اهمية الاهتمام بحركة الشباب لانهم نبض الحياة. إلا ان التطور والاهتمام برز واضحا بعد ثورة 14 تموز 1958 حيث زاد الاهتمام بالفرق الشعبية والاندية الرياضية ولعل اغلب ابطال الرياضة والالعاب وجدوا بالشيوعيين ومنظماتهم اصدقاء وداعمين للرياضة العراقية وبهذا الجو الثوري المتصاعد برز الرفيق كمال شاكر لاعبا كرويا متميزا في مدينة خانقين حيث لعب لمنتخب محافظة ديالى ولفريق مصفى الوند الخانقيني احد ابرز الفرق العراقية يومها وزامله في اللعب كمال ملا مرزا وجلال شوكت وشاكر عبدالقادر وانترانيك يوسف وابراهيم الشيخ وجمعة الاسود.

كمال شاكر ودوره في الرياضة الشيوعية

نجاحات كمال الكروية وتوجهاته السياسية جعلته محل استقطاب للشبيبة في خانقين وساهم مع زملائه بدعوة خيرة الفرق العراقية للعب في خانقين، منها منتخب كركوك الذي ضم يومها كريم فندي وارام كرم وعادل عبدالله وكذلك زارنا في اليات الشرطة. ومن خيرة لاعبينا يومها خالد حسون وجاسم الامريكي وعلي حربي وسامي وليون يوسف. وقد تزايد وعي الرفيق كمال وتوطدت علاقاته بالحزب مع اقترابه مع قطاع الشباب. وبسبب انتمائه السياسي تعرض الرفيق كمال للسجن والاعتقال مما جعله يهجر كرة القدم ويبتعد عن ممارستها. وقد كانت مجموع فترات السجن للرفيق كمال من عام 1960 ولغاية 1980 بحدود اربعة عشر عاما ومنها سنوات في قواطع الاعدام!
علاقاته بالرياضيين وتأثيره في القطاع الرياضي

بعد انتقال الرفيق كمال وعائلته الى بغداد من خانقين 1968 سكن في شارع الكفاح بالقرب من ساحة النهضة حيث فرق العاصفة الاهلي وشباب الطليعة. وقرب ملعب العوينة الشعبي وكان الشقيق الاصغر قيس لاعباً دولياً مثل الفرقة الخامسة والمصلحة من فرق الدوري الممتاز يومها وكذلك لعب بعدها للمنتخب الوطني. وتميز الرفيق كمال بعلاقاته الطيبة مع الفرق الشعبية والكثير من اللاعبين فيها. والذي زاد من علاقات الرفيق كمال بالرياضيين يعود لحادثة حصلت لكمال في ملعب العوينة الشعبي عام 1969 حيث جرت محاولة لاعتقال الرفيق كمال في الملعب الا انه قاوم الامن وتشاجر معهم ولم يتم اعتقاله الا بعد معركة ضارية تحولت الى حكاية جميلة لا زال كبار المشجعين يتذكرونها ويصفون الحزب وكمال بالشجاعة.
خطوات التأسيس الرياضي الاولى

بعد حادثة العوينة توطدت علاقاتنا نحن الرياضيون وبوجود شقيقه اللاعب قيس شاكر مع كمال الذي صار صديقا حميما للرياضيين وخاصة الشهيد بشار رشيد وكاظم عبود وكاتب هذه السطور حيث تشكلت منا نحن الثلاثة هيئة رياضية في الشبيبة الديمقراطية وبعدها في الحزب وتوسعنا ونشطنا في الوسط الرياضي والفرق الشعبية في عموم مناطق بغداد ويبدو ان كمال شاكر وبالاتفاق والتنسيق مع رفاقه في قيادة الحزب كان قد اختار الرياضة طريقا للعمل الحزبي لمرحلة السبعينيات. وفعلا بدأت افكار الحزب تؤثر بالشباب الرياضي الكروي وتعاطف معنا المبدعون من اللاعبين ورؤساء الفرق وكانت لنا امتدادات وخيوط في فرق كثيرة منها فريق السكك والاليات والميناء والصناعة والمصلحة والفرقة الثالثة والعشرات من الفرق الشعبية وفرق المؤسسات ولأغلب الالعاب. وقد تواصل هذا التحرك والنشاط حتى بدأت الهجمة الشرسة على الشيوعيين واصدقائهم في القطاع الرياضي نهاية عام 1975 واستمرت حتى سقوط النظام عام 2003.
تحية حب وتقدير لكل من ساهم في نشر الفكر التقدمي والوعي الوطني بصفوف الرياضيين.