مجتمع مدني

الناشطة نازك شمدين تطالب الحكومة بتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين / غالي العطواني

نازك شمدين امرأة ايزيدية من ناحية بعشيقة في محافظة الموصل، تعود أصول عائلتها بالتحديد إلى منطقة بحزاني (مدينة الزيتون والسلام). وهي عضو لجنة بحزاني للحزب الشيوعي الكردستاني، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وعضو في رابطة المرأة الكردستانية.
الناشطة النسوية شمدين اليوم نازحة إلى إقليم كردستان مع عائلتها، وتعاني الظروف الصعبة ذاتها التي يعيشها النازحون الآخرون، من بينها شح الخدمات المعيشية والعوز المدقع في مجمعات النازحين. غير إنها لا تتوانى عن السعي وبذل الجهود الحثيثة في صفوف الناشطين المدنيين والمنظمات الإنسانية من اجل تقديم المساعدات للنازحين، كما إنها تواصل العمل الجاد من اجل فك اسر السبايا الايزيديات من براثن تنظيمات الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش".
من جملة اعمالها، بادرت شمدين اخيرا الى توجيه دعوة لمثقفي بغداد عبر وقفة جماهيرية نظمت في شارع المتنبي تضامنا مع الايزيديات الأسيرات عند التنظيم الإرهابي، ومطالبة اتخاذ إجراءات سريعة لتحريرهن.
"طريق الشعب" التقت الناشطة نازك شمدين.. وأجرت معها الحوار الأتي:
ما هي الحياة في بعشيقة قبل اسجتياحها من قبل إرهابيي "داعش"؟
كانت بعشيقة عبارة عن عراق مصغر، وذلك لأنها تضم مختلف الطيف العراقي الديني والأثني والاجتماعي وبمختلف ألوانه الجميلة، وأتذكر أهلها المحبين والمؤتلفين فيما بينهم بلا مشاكل ولا احتراب، لأنهم قمة في التعايش السلمي، وتضيف شمدين " كانت العلاقات الاجتماعية السائدة في بعشيقة غاية الود والتآخي". وتابعت : حتى كانت الفجيعة في السابع من حزيران الماضي، حينما سقطت بعشيقة بيد داعش، دون أية مقاومة من قبل قوات البيشمركة وقوات حماية المنطقة، وقد خرجت جميع العائلات من نساء واطفال قبل هذا التاريخ ولم يحصل سبي للنساء بعكس ما حصل في سنجار".
صفي لنا رحلة نزوح العائلات إلى المناطق الآمنة، كما عشتي هذه التجربة؟
خرجت جميع العوائل الساكنة في بعشيقة دون ان تحمل شيئا من اغراضها الأساسية وممتلكاتها بسبب الرعب الذي اجتاح المدينة وقتذاك.. هربوا بالملابس التي عليهم، وتوجه بعضهم الى مناطق كردستان، وآخرون هرعوا نحو معبد (لالش) في قضاء الشيخان، ومن ثم الى محافظات دهوك والسليمانية واربيل. وتوضح شمدين ان معظم العوائل النازحة اتخذت المدارس وهياكل البنايات والحدائق العامة ملاذات آمنة لها.
ما هي ظروف المخيمات التي يسكنها النازحون؟
تفتقر المخيمات لأبسط مستلزمات العيش الإنساني الكريم، حيث غمرتها المياه والأوحال حين تساقطت الامطار، وهي بلا ارضية صلبة ترتكز عليها لذا تكون عرضة للرياح العاصفة أيضا، وتضيف "الخيام الموجودة سريعة الاشتعال بحيث لا يستطيع النازح إيقاد مدفئة داخلها خوفا من احتراقها، وبالفعل احترقت أعداد كبيرة من الخيام، وكان الضحايا هم الاطفال. فالنازحون في المخيمات يعانون قلة المساعدات في ظل انخفاض درجات الحرارة في تلك المناطق، وقد تم تسجيل حالات وفيات عدة بسبب برودة الطقس، أما الحمامات فهي بعيدة عن الخيام وغير صحية".
باعتبارك ناشطة نسوية نازحة، ما أهم المطالب التي ينادي بها النازحون وهم يعيشون هذه الظروف العصيبة والمؤلمة في الوقت ذاته؟
تأتي أولى مطالبنا للحكومة هي إنقاذ المختطفات الايزيديات من براثن داعش، والبالغ عددهن كما أشارت الإحصائيات المحلية 3500 بين امرأة وعذراء. ونطالب أيضا بدعم المقاومة الشعبية في بعشيقة بغية تحرير مناطقنا من الإرهابيين، فضلا عن مساعدة العوائل النازحة في إقليم كردستان وتوفير احتياجاها الأساسية والضرورية الخدمية منها والطبية والتعليمية وغيرها.