مجتمع مدني

"العيارات النارية" افسدت الفرحة بفوز المنتخب الوطني وإعلاميون اصدروا بيان تنديد / سلام علي

بعد تأهل المنتخب الوطني العراقي بكرة القدم إلى الدور نصف النهائي من بطولة كاس آسيا، وفي مباراة ملحمية بحسب وصف المراقبين الكرويين، خرجت الجماهير للاحتفال بهذا الفوز التاريخي، إلا أن الفرحة لم تكتمل، حيث حدث ما عكر صفوها.
إذا لجأ عدد من المحتفلين، إلى استخدام اطلاق العيارات النارية كتعبير عن الابتهاج بهذه المناسبة، غير مبالين بالاضرار التي تقع بسبب هذه الممارسة غير الحضارية.
ومن الحوادث التي نجمت بسبب اطلاق الأعيرة النارية العشوائي، اصابة أمرأة حامل بطلق ناري في بطنها، الأمر الذي كاد أن يؤدي إلى كارثة لولا العناية الطبية التي انقذت الأم والجنين بأعجوبة.
يقول الطبيب حيدر الناجي، "أجريت عملية قيصرية لامرأة مصابة بطلق ناري"، مبيناً أن "المرأة اصيب بأحدى الاطلاقات النارية التي اطلقها البعض ابتهاجا بفوز المنتخب".
وأضاف الناجي أن "الأم أصيبت بطلق ناري، والطلقة دخلت للبطن واخترقت الرحم وأصابت الجنين في أسفل عموده الفقري"، لافتا إلى أن "المشيمة جعلها الله سبب في حماية الجنين حيث بقيت الطلقة فيها وكانت إصابة الجنين سطحية".
وأردف أنه "حتى الجنين ببطن أمه لم ينج من الأذى الذي تتسبب به هذه الممارسات غير المبررة".
من جهتها، اعلنت دائرة صحة الرصافة، عن مقتل شخصين واصابة 44 آخرين في جانب الرصافة اغلبهم من سكنة مدينة الصدر شرق بغداد، كما وذكرت ان عدد المصابين في جانب الكرخ قد بلغ 39 شخصا تفاوتت اصابتهم،جراء فوز المنتخب العراقي على نظيره الايراني".
فيما توعد محافظ بغداد علي التميمي في لقاء متلفز، بالملاحقة القانونية لكل من اطلق النار بدون سبب سواء احتفالات فوز المنتخب او غيرها او الوفاة وسواء كان من منتسبين القوات الامنية ام مواطن عادي
وفي خضم ذلك، قال عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي ان "ما حدث من اطلاق عيارات نارية، جرح فيها العشرات من المواطنين ظاهرة غير حضارية ومتخلفة بالكامل وتجعل مدننا ومواطنينا عرضة للارهاب من جهة وعرضة لهذه الاطلاقات من جهة اخرى
وتابع المطلبي في حديث مع "طريق الشعب " امس "إننا طالبنا الشرطة المحلية في المحافظة ان تحقق في هذا الموضوع ومن قام باطلاق النار بالفعل سواء كان من منتسبين القوات الامنية او من المواطنين العاديين المغرر بهم والذين انجروا وراء هذه الظاهرة والتي راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى".
واشار الى ان " اطلاق النار بهذه الكثافة الكبيرة يعتبر جريمة وحسب القانون فان اطلاق عيار واحد جريمة ويحاسب عليها القانون"، مؤكدا ان "اهالي الضحايا يستطيعون تقديم شكوى ضد من تسبب في اطلاق العيارات النارية وسوف تقوم الشرطة المحلية بدورها بالبحث عنهم وياخذو جزاءهم العادل وفق القانون".
من جهته، رأى المواطن علي احمد من سكنة منطقة مدينة الصدر في حديث مع "طريق الشعب" امس، ان ظاهرة اطلاق العيارات النارية تعتبر ظاهرة سلبية ويمكن للشخص ان يعبر عن فرحه بطرق عديدة تختلف عن اطلاق العيارات النارية".
واضاف: "اصبحنا اليوم لا نميز العيارات التي تطلق ضد الارهاب من العيارت التي تطلق في حالات الوفاة والعيارات التي تطلق في فوز المنتخب العراقي"، لافتا الى "استشهاد شخصين من مدينة الصدر احدهم كان يؤدي صلاة الجماعة وجرح عدد غير قليل من جراء ذلك".
إلى ذلك، اصدر مجموعة من المثقفين والاعلاميين، أمس السبت، بياناً اعتبروا فيه اطلاق العيارات النارية في الاحتفال او الحزن بـ"الجريمة"، مطالبين بالتوقف عن تلك الظاهرة.
وقال الاعلاميون في بيان تلقته "طريق الشعب" أمس، أن "في السنوات الاخيرة تكررت ظاهرة تحول أفراحنا بفوز منتخباتنا بكرة القدم في المباريات الدولية إلى مآسٍ بعشرات الضحايا الأبرياء بين قتلى وجرحى نتيجة اطلاق النار في الهواء".
وناشد الاعلاميون في البيان الذي وقع عليه نحو 100 شخصية إعلامية، المواطنين بـ"التوقف عن تلك الظاهرة الإجرامية، التي تجعل سماءنا تمطر رصاص الموت في مشهد يزيد الوضع الأمني في البلاد ارتباكا، ويصب في صالح العصابات الارهابية والاجرامية، وندعو لنبذ منفذي تلك الممارسة البعيدة عن الروح الرياضية وردعهم بالمحاسبة الشديدة، صوناً للدم العراقي وحفظاً للأرواح البريئة".