مجتمع مدني

"العضاضة" الروسية ترعب النساء في شوارع الموصل

الموصل - وكالات
"العض".. أسلوب جديد يتّبعه تنظيم "داعش" لفرض بعض ما يطلق عليها تسمية "تعاليمه الشرعية"، ويتجسد هذا الأسلوب بقيام امرأة "متخصصة" في التنظيم الإرهابي بـ"عض" من تخالف ارتداء النقاب أو اللباس الشرعي المحدد.
ففي مدينة الموصل المعقل الرئيس لتنظيمات "داعش"، تتعرض النساء ممن تخالف ارتداء النقاب لأخطر "عضة" تواجهها في حياتها من قبل سيدة روسية الجنسية استعان بها التنظيم اخيرا على تطبيق تشريعاته بخصوص تطبيق ارتداء "اللباس الشرعي" للنساء.
وقد أثارت في الآونة الأخيرة هذه المرأة الروسية التي تنتمي لـ"داعش" مخاوف نساء الموصل ثاني كبريات مدن العراق بعد أن فرض التنظيم "العضة" كعقوبة على المخالفات منهن بعدم ارتداء كامل اللباس الشرعي.
"العضاضة" كما يسميها سكان الموصل، تجوب شوارع المدينة برفقة أفراد جهاز "الحسبة" المسؤول عن تطبيق تشريعات "داعش"، وتقوم بتطبيق عقوبة "العض" بحق النساء اللاتي قد تكون إحداهن نسيت أو سهت عن ارتداء النقاب أو انكشف جزء صغير من جسدها من تحت الملابس ما يعرضها للعقوبة، حسبما أوردت وكالة "شفق نيوز"
وتواظب نساء الموصل بناء على أوامر وتعاليم "داعش" على ارتداء النقاب واللباس الشرعي والذي هو عبارة عن عباءة عريضة سوداء اللون طويلة وخالية من أي تطريزات أو زينة، وذلك خشية من بطش التنظيم وتجنبا لعقوباته التي يرى سكان المدينة بأنها "ظالمة ولا تمت للإنسانية بصلة".
"نتفحص ونتأكد من ارتداء النقاب واللباس الشرعي الطويل ونخشى ظهور أي بقعة من اللباس العادي تحته، ونتلفت وراءنا أثناء المشي في الشوارع خشية مواجهة أفراد الحسبة وبرفقتهم العضاضة الروسية"، بهذا ابتدأت أم أحمد السيدة الأربعينية من سكان الموصل كلامها لتصف الإجراءات التي تتبعها مع بناتها الثلاث حين يرغبن الخروج بغية التبضع في أسواق المدينة.
وتضيف "أم احمد" قائلة "نخشى الداعشية الروسية التي عادة ما تكون برفقة عناصر الحسبة في الأسواق، والتي تترقب مع أولئك العناصر مشاهدة أي مخالفة بسيطة في ارتداء النقاب أو اللباس الشرعي لتقوم هذه المرأة بعض المخالفة عضة قوية من أي مكان تطاله من جسدها".
وبحسب وكالة الاناضول التركية الرسمية، فأن الحروب وجبهات القتال التي يخوضها "داعش" حول الموصل وعلى محاور عدة مع قوات البيشمركة والقوات العراقية، لا تشغل التنظيم عن متابعة تطبيق تشريعاته في المدينة التي يعدها عاصمة لـ"دولة الخلافة" التي أعلنها على مناطق سيطرته في كل من سوريا والعراق نهاية حزيران الماضي.
فيما تقول خديجة التي لقبت نفسها بـ"أم تحسين" رافضة كشف اسمها الصريح خوفاً من عقوبة "داعش"، إن "المخاوف من العض لا تقتصر على السيدة الروسية التي تعرف فقط من كلامها باللغة الروسية لأنها منقبة أيضاً، وإنما هناك نسوة عراقيات أيضاً يرافقن عناصر الحسبة للقيام بعض النساء المخالفات لتشريعاته".
أم تحسين وهي من سكان الموصل ويبلغ عمرها 39 عاماً، أضافت بأن عناصر الحسبة التابعين لـ"داعش" يخيّرون النسوة المخالفات في الشارع إما بالجلد (لم تحدد عدد الجلدات المفروضة) أو العض من قبل "العضاضات" اللاتي يكن مرافقات لهم. وأشارت إلى أن "العضاضات" يقمن بعض المخالفات أحياناً من وجوههن بقوة الأمر الذي يترك على وجه أو جسدالمرأة أثراً قد يستغرق زواله أياماً إن لم يكن أسابيع.
يقول أنس الحطاب وهو اسم مستعار اتخذه طبيب ما يزال يعمل في مستشفى الموصل العام، خوفاً من عقاب "داعش"، بأن المستشفى بدأ منذ أسابيع باستقبال حالات "عض" أصيبت بها بعض نسوة المدينة.
وأضاف الحطاب أنه خلال الاسبوع الماضي لوحده استقبل المستشفى الذي يعمل فيه، 13 سيدة مصابة بالعض قلن إنهن تعرضن لعضة من إحدى عناصر "داعش" النسائية اللاتي يرافقن عناصر الحسبة في شوارع الموصل والسبب "مخالفة اللباس الشرعي".
وأضاف الحطاب أن "الإصابات كانت في أنحاء مختلفة من أجساد المصابات، وبعض العضات كانت قوية إلى درجة أنها بحاجة لعدة أيام ومن الممكن أسابيع لكي تزول آثارها إن لم تترك ندبات تستمر لفترة طويلة حيث تسببت بضرر كبير في البشرة أو اللحم الذي تحتها".
ولا تعتبر الموصل المدينة أو المنطقة الوحيدة التي يطبق فيها "داعش" تعاليمه الشرعية وما يتعلق أيضاً بفرض ارتداء اللباس الشرعي على النساء حيث يطبق تلك التعاليم في مناطق أخرى من العراق وسوريا التي يسيطر منذ أكثر من عام على مناطق ومدن كاملة في شرقها وشمالها.