كوبنهاكن: مزهر بن مدلول

في مساء السبت من يوم 7 اذار، وضمن حملة انقذونا لدعم النازحين العراقيين بسبب الارهاب الوحشي، اقام تيار الديمقراطيين العراقيين (العراق يستحق الافضل) وبالاشتراك مع رابطة المراة العراقية في الدنمارك، حفلا عائليا، غنائيا وترفيهيا في كوبنهاكن، وذلك بمناسبة يوم المراة العالمي وعيد نوروز.

ويأتي الحفل هذا في سياق الحملة التي اطلقها التيار من اجل تخفيف معاناة ابناء شعبنا الذين تعرضوا للنزوح والتهجير، حيث سيخصص ريع هذه الفعالية لمساعدتهم، كما ياتي الحفل احياءا للمناسبات الوطنية والعالمية وتعميقا لروابط الاخوة بين ابناء الجالية العراقية.

ابتدأ الحفل الذي حضره جمهور كبير من العراقيين بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء، ثم انشد الحضور نشيد موطني، وبعد ذلك القت السيدة نضال عبد الكريم كلمة رابطة المراة العراقية والتي جاء فيها: ان المراة العراقية اليوم تواجه تحديات هائلة في ظل نظام المحاصصة الطائفية والفساد والارهاب الشرس الذي اجتاح البلاد. كما ان فتياتنا المخطوفات من قبل ارهابي داعش يتعرضن الى القهر اليومي والتعذيب والاعتداء الجسدي، والنساء اللواتي هجرن مع اطفالهن في المخيمات يعانين اشد الالم والمرض والعوز، لذلك علينا جميعا تقع مسؤولية تسخير كافة الجهود من اجل دعمهم ومساعدتهم والوقوف معهم في هذه المحنة.

كما اطلق المشرفون على الحفل نداءا عاجلا من اجل جمع المزيد من التبرعات من اجل مساعدة النازحين داخل الوطن.

هذا وقد احيى الحفل بالاغاني الفلكلورية والموسيقى المعبرة عن تلك المناسبتين كلا من الفنان آشور المهنا والفنان آسو،

وعلى هامش الاحتفال، تحدث بعضهن عن المرأة ودورها في المجتمع وكفاحها الطويل في سبيل حريتها، وعن محنتها الحالية التي تواجهها في ظل الهجمة الارهابية على بلادنا.

فى كل عام حين يهل شهر آذار ينتعش فى الروح فرح، ففى هذا الشهر هناك اكثر من مناسبة، ومن هذه المناسبات هي مناسبة الثامن منه، حيث يتجدد العزم على العمل بجديه من اجل الانتصار لقضية المراءة وخاصة المراءة العراقيه التي تستحق ان تكون كل ايام السنه لها، ولأنني فنانه، تراودني اكثر من فكرة للاحتفال بهذا اليوم، وذلك بتقديم صور ممسرحة عن معاناة النساء فى بلادي وأمهات المفقودين وزوجاتهم وعوائلهم، وتركيز الضوء على معاناة العراقيات النازحات، لهذا أتمنى ان نجعل من هذا اليوم يوما لدعم المراة المظلومة والوقوف بشكل جدي مع النازحات اللواتي وقع عليهن ضيم كبير.

لقد تناقلت وسائل الاعلام قبل يومين خبر جريمة قتل 20 امراة من ابناء الجالية الازيدية، ان ذلك مؤلم جدا، فما يتعرض له ابناء وبنات شعبنا من قهر وظلم شديدين يدفعنا ان نجعل من احتفالنا هذا بيوم المراة العالمي بمثابة وقفة احتاج وصرخة قوية تصل الى مسامع العالم ومنظماته الانسانية لبذل المزيد من الجهود من اجل انقاذ النسوة العراقيات من هذا البطش البربري .

التارخ مليء بالصفحات المشرقة لنضال رابطة المراة العراقية، خاصة خلال الفترة الممتدة بين 1958 و1979، وقدمت رابطتنا العديد من الشهيدات في تصديها للهجمة الغير مسبوقة التي شنها النظام الدكتاتوري ضد المراة المناضلة من اجل حقوقها وحقوق امومتها، ولم يتوقف نضالنا فنحن مازلنا نكافح من اجل ان تحصل المراة على كافة حقوقها كأنسانة وكمساهمة في بناء المجتمع، كما اننا نقف مع كل الخيرين من اجل تقديم العون الى النازحين وخاصة النساء والاطفال.

كان حلمي منذ الصغر ان ادخل الى اكاديمية الفنون الموسيقية، لكن الظروف السياسية الصعبة التي تعرضت لها عائلتي واستشهاد اخي في عام 1978 بسبب معارضتنا لسياسة النظام الصدامي، اضطرتنا الى ان نترك الوطن ونعيش في البلاد الغريبة، وبالنسبة لي اعتبر المرأة هي رمز للفرح، والفرح هو غناء، والغناء ترجمة لمشاعر انسانية صادقة، وكل ذلك يحمله قلب المرأة، ولكن يبقى السؤال كيف تفرح نساءنا وهن يتعرضن الى الاضطهاد في مختلف ميادين حياتهن ؟.

رغم اني ولدت وعشت في الدنمارك، لكنّ شعوري بالانتماء الى العراق يزداد يوم بعد يوم، وخاصة عندما اسمع بهذه الجرائم التي يندى لها الجبين ضد الفتاة العراقية من قبل الارهابيين والمتعصبين، وفي هذه المناسبة ادعو جميع النساء العراقيات الى رفع شعار التحدي من اجل الحصول على حقوقهن كاملة.

اتقدم الى كل نساء العالم والى المراة العراقية بشكل خاص بالتهاني الحارة بمناسبة الثامن من اذار، ويجب ان اذكّر بهذه المناسبة، انّ المراة العراقية صعدت الجبال وحملت البندقية وقاتلت واستشهدت من اجل ان انسانيتها وكرامتها، لذلك يجب ان تعي المراة، بأن عليها ان تقف بقوة في مواجهة التحديات وعلى كافة الاصعدة، كما اني اشيد ببطولة الفتيات اللواتي يحملن السلاح اليوم ويقاتلن جنبا الى جنب مع الرجل ضد ارهابي داعش الذي استباح الممتلكات والاعراض.