مجتمع مدني

دور المدرسة في تحقيق الاستقرار النفسي للطلبة

اصبح العنف واقعاً يومياً في حياتنا، حيث يتعرض العراقيون كل يوم الى انماط ونزاعات مسلحة كالانفجارات والاغتيالات والعبوات الناسفة والخطف والسلب والتهجير، وان جميع هذه المظاهر تهدد الاستقرار النفسي للطلبة في مختلف مراحلهم الدراسية، وقد انعكست هذه الاوضاع غير الطبيعية على طلبتنا واعضاء الهيئات التعليمية ازاء التوتر السائد في المدارس لانها مهددة وتفتقد الى الاستقرار، وكان تأثير هذا العنف والدمار على تفكير طلبتنا وتصرفاتهم.
والعنف كما نعلم موجود في ظل النظام الدكتاتوري السابق الذي اشاع سياسة العنف والاضطهاد والقوة في شخصيات الطلبة وذلك من خلال عسكرة المجتمع واشاعة الشعارات والخطب الرنانة وصور القتل والدم التي سببتها الحروب الكارثية التي ادخلنا النظام السابق بها، وان القطاع التعليمي يواجه تحديات خطيرة نتيجة السياسة التي اعتمدها النظام السابق، حيث قيدت حرية الفكر وقتلت روح الابداع والمبادرة، وان الظروف التي تحيط بطلبتنا داخل المدارس اثناء العملية التربوية والتعليمية تؤثر بشكل كبير على مستوى تحصيلهم العلمي وتؤدي الى التسرب والر?وب، والانقطاع عن الدوام، والاكتظاظ غير المبرر للطلبة داخل الصف، والدوام الثلاثي او المزدوج في المدارس وشيوع ظاهرة التدريس الخصوصي في المدارس بشكل فاضح وخاصة للصفوف المنتهية (الثالث المتوسط والسادس الاعدادي) اضافة الى لجوء المعلمين والمدرسين الى اساليب تدريس قديمة لا تساعد على النمو العقلي واثارة التفكير الابداعي والثقافي للطالب، والتركيز على الامتحانات فقط دون حدوث تطور وتغيير في اساليب الامتحانات اضافة الى انعدام الوسائل والتقنيات التعليمية، وعدم توفر الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية للطلبة الى جانب ?عف العلاقة والتعاون بين المدرسة والبيت، اي بين اولياء امور الطلبة وادارات المدارس وهذه العقبات تؤثر بشكل كبير في تنمية شخصية الطالب ورفع مستواه العلمي وتقلل من دافعية الطلبة على التعلم وبالتالي تؤثر على صحته النفسية وامنهم النفسي، وان هذه المشكلات لها علاقة كبيرة بالاوضاع الامنية المتردية في بلادنا الواجب المحتم على وزارة التربية بذل الجهود المضنية للحد من هذه العقبات ورسم الخطط والبرامج التربوية مع اليونسكو واليونيسيف لوضع السبل الكفيلة بتعزيز دور المدرسة في تحقيق الاستقرار النفسي لدى الطلبة.