مجتمع مدني

ضرورة تلبية مطالب المعلمين المشروعة

عندما نتحدث عن التربية والتعليم، يتضح الدور المهم والخطير للمعلم، نظرا للمركز الاساسي والمهم الذي يحتله ويتصدره في العملية التربوية والتعليمية باعتباره حجر الزاوية في اي اصلاح او تطوير تربوي.
وفي ظل التطورات العلمية والتكنولوجية والانفجار المعرفي لم يعد يكفي ان يتقن المعلم المادة العلمية وان يلقنها للمتعلمين، بل عليه ان يكون قادرا على تجديد معلوماته باستمرار ومتابعة المستجدات العلمية والمهنية وان يكون منفتحا على المعرفة العلمية وعلى المجتمع العالمي.
ولا يتأتى ذلك الا بتوفير الامكانات المادية والمعنوية له، مثلا تسهيل السفر وتخفيض بطاقات الذهاب والاياب للاطلاع على منجزات العلم الحديث وتسهيل استلام القروض المالية الميسرة والسلف وتخفيض الفوائد عنها. اي لا بد من تحسين الظروف الاقتصادية للمعلمين، برفع رواتبهم الاساسية وتحسين وتطبيق سلم الرواتب ودفع المستحقات المتأخرة لهم وتحسين ظروفهم الاجتماعية والمعنوية والمهنية بمنح الاحترام الاجتماعي لهم واعتبار مهنتهم مهنة مرموقة وتوفير الظروف التي ترفع قيمة الذات المهنية لديهم.
كذلك تحسين ظروف عملهم المدرسي بتطوير الامكانات التعليمية للبيئة المدرسية بمختلف عناصرها وايجاد دوافع للنمو المهني لديهم، بحيث يتحمسون للعمل وتصبح مهنة التعليم منافسة للمهن الاخرى.
كذلك توفير السكن الملائم لهم بأسعار مناسبة وتوزيع الاراضي للمعلمين اسوة بالصحفيين والقضاة، وانشاء مسشتفى خاص بالاسرة التعليمية لعلاجهم ومساعدة المعلمين المرضى في السفر الى الخارج لتلقي العلاج اللازم وانشاء صندوق في وزارة التربية لمساعدة المعلمين في حالات المرض والعوز.
ويقع على نقابة المعلمين الدور الاكبر في المطالبة بحقوق المعلمين المشروعة الى جانب تفعيل دورها المطلبي بالضغط على الجهات المسؤولة.
واخيرا نقول اننا اذا ابقينا المعلم يعاني من وضع معيشي ضعيف وتقلقه ضغوط اقتصادية فهل يمكن ان تستمر وجوه الاصلاح؟ الاجابة كلا، لان المعلم هو حجر الزاوية في البناء التعليمي كله.