تظاهر المئات من عمال بلدية كربلاء، أمس الثلاثاء، احتجاجا على تعاقد الحكومة المحلية مع شركة إماراتية للتنظيف واستقدامها عمالة أجنبية، وهاجموا إدارة المحافظة، وفيما اتهموها بـ"عدم مراعاة" ظروف العمال المعيشية وحملوها مسؤولية تسريحهم من العمل، طالبوا بإلغاء العقد مع الشركة الإماراتية أو اشتراط الإبقاء على العمالة المحلية. وقال أحد عمال التنظيف المتظاهرين ويدعى، غسان عليوي، لوكالة "المدى برس"، إن "المئات من عمال التنظيف خرجوا، (يوم أمس) في تظاهرة في مركز المدينة ليعلنوا رفضهم تعاقد الحكومة المحلية مع شركة إماراتية للقيام بأعمال التنظيف ?لتي ستأتي بعمالة أجنبية بدلا منّا"، مبينا إن "جميع العمال يعملون بصفة أجور يومية وبقدوم تلك الشركة سنكون بلا عمل ولم تراع إدارة كربلاء ظروفنا المعيشية، خاصة نحن لدينا عوائل وأطفال وكثير منّا يسكن بالإيجار". وأكد عليوي، أن "العقد مع الشركة الإماراتية كلف الحكومة أكثر من 11 مليار دينار سنويا في حين كانت تخصيصات أعمال التنظيف وأجورنا جميعا لا تتجاوز 8 مليارات سنويا"،

وتابع عليوي، "كان من الأفضل لحكومة كربلاء أن تدربنا بالمبالغ الفائضة وان تجهزنا بمتطلبات وآليات العمل وتزيد أجورنا بدلا من التعاقد مع شركة من خارج البلاد وجلب العمالة الأجنبية"، محملاً إدارة المحافظة "مسؤولية تسريح عمال التنظيف في المحافظة، لاسيما ان عددنا يصل إلى الـ2700 عامل، وستضطرنا لأن نكون سُراقا من اجل ان نكسب معيشتنا". من جانبه اعرب عامل آخر يدعى موسى جبار، عن استغرابه "من تعاقد حكومة كربلاء مع شركة إماراتية للتنظيف بمبلغ يتجاوز 11 مليار دينار في الوقت الذي تدّعي فيه أن هناك تقشفا وأوقفت المشاريع واهملت الخدمات ولم تعط رواتب الموظفين المؤقتين منذ أربعة أشهر". واوضح جبار، أن "هناك غموضا وعدم وضوح في عملية التعاقد هذه وتسريح العمالة المحلية برغم أن الأموال التي كانت مخصصة لنا زهيدة جدا قياسا بقيمة العقد مع الشركة الإماراتية"، مؤكدا أن "الشركة ستأتي بالعمال البنغلادش بنسبة 50بالمائة وستُسوّف الـ50 في المئة الأخرى بشكل تدريجي وسيكون مصيرنا الطرد من العمل"، مطالبا في الوقت ذاته، حكومة كربلاء "بإلغاء العقد مع الشركة الإماراتية آو الاشتراط عليها عدم تسريح جميع العمال المحليين".

وكانت مديرية بلدية كربلاء، قد أعلنت يوم الاثنين (الـ 6 من آذار 2015 )، عن توقيعها عقداً مع شركة إماراتية للقيام بأعمال التنظيف في المدينة بكلفة أكثر من 11 مليار دينار، وأكدت أنها ستبدأ أعمالها مطلع أيار المقبل بعمالة من خارج البلاد، وفيما عزت إدارة المحافظة استقدام شركة للتنظيف الى"حرصها" على مظهر المدينة، أشارت إلى أن من بنود العقد هو الحفاظ على بقاء العمالة المحلية وأجورهم.