مجتمع مدني

الحديقة المدرسية وضرورة الاهتمام بها

تؤدي الخضرة الى حماية البيئة من التلوث، ما يؤثر على الناحية الصحية للطلبة ,كذلك توفر الافياء وترفع رطوبة الجو وتعدل الحرارة. وما الحدائق المدرسية الا رباط قوي بين الانسان وما يحيط به من عالم يعيش فيه , فلقد شعر الانسان منذ وجوده بحاجته الشديدة الى مكان تهدأ فيه نفسه وتطمئن احاسيسه ويستريح فيه بالتطلع الى جماله ويعوضه الكثير من عناء الدراسة والتتبع.. هذا المكان هو الحديقة المدرسية , ولكن الواقع في مدارسنا عكس ذلك فأنت تجد مساحات كبيرة في المدرسة قد تجمعت فيها الاوساخ والازبال والرحلات المحطمة والكتب التالفة بحيث اثرت على جمالية المدرسة اضافة الى ما تبعثه من روائح كريهة .
ان البيئة المدرسية السليمة تعد من العوامل المساعدة على نجاح العملية التربوية والتعليمية وخلق جيل ناجح يخدم امته ووطنه. لكننا نلاحظ تجاهل المؤسسات التربوية والتعليمية العناية بالحديقة المدرسية وتطويرها, حيث ان الابنية المدرسية مقتصرة على تهيئة الرحلة والسبورة فيما تخلو من وسائل الراحة والمختبرات وساحات اللعب المنظمة والحانوت المدرسي النظيف. وفي النهاية يلجأ الطلبة الى ممرات المدرسة مكانا للاستراحة .
ان الحدائق المدرسية تؤدي دورا مهماً في تربية الطلبة وتوجيههم نحو التعلم واكتساب المهارات التي تمكنهم من التعامل بأيجابية مع متطلبات الحياة وتعقيداتها وتجنبهم السقوط في كثير من الامراض السيكولوجية والاجتماعية. وان علماء النفس يؤكدون " ان الحدائق المدرسية تعد من اهم العوامل التربوية التي تزيد من كسب حب الطلبة للمؤسسات التعليمية واقبالهم عليها وتدخل البهجة في نفوسهم , وان رؤية الاشجار والازهار بصورة مستمرة في البيئة المحيطة تساعد على تنمية العلاقات الاجتماعية وتخفف الازمات النفسية وتسهم في بناء صحة نفسية جيدة للطلبة وكذلك تساعد على تطوير التوعية الفنية والجمالية للطلبة من خلال اطلاق طاقاتهم الابداعية وتهيئ الظروف والبيئة الملائمة في اطار المنظومة التعليمية الشاملة , فالحدائق المدرسية تحرك طاقات الخلق الكامنة في اعماق الطالب وتتيح له فرصة التخيل والقدرة على عرض افكاره بصورة ابداعية .
دعوة الى وزارة التربية الى الاهتمام بالحديقة المدرسية عبر جهازها الاشرافي والتربوي وزيارة المدارس والاطلاع على الواقع البيئي فيها ومحاسبة المديرين عن كل تقصير في هذا الجانب.