عقدت الاحزاب الكردية الاربعة، اجتماعا في السليمانية، امس الاربعاء، بغياب الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيما اوضحت رئاسة برلمان إقليم كردستان، امس, أن البرلمان هو "المكان الوحيد" لحسم رئاسة الإقليم، واكدت عزمها على إنهاء "الصراع" السياسي الداخلي بشكل سلمي.

وفي الوقت الذي اعلنت فيه رئاسة إقليم كردستان، امس، توصل رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني مع الأحزاب الكردية غير المشاركة في الاجتماعات الخماسية الى ضرورة الاعتماد على التوافق والابتعاد عن روح التحدي في مسألة رئاسة الإقليم، شدد رئيس الاقليم مسعود البارزاني على انه لن يغادر بـ"انقلاب"، لانه لم يأت بـ"انقلاب".

في غضون ذلك، رجحت الجبهة التركمانية في برلمان إقليم كردستان أن تعقد الاحزاب الكردية، الاحد المقبل، اجتماعا اخيرا حول ازمة الرئاسة.

وقال رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد، في كلمة له لمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، تابعتها "طريق الشعب": إن "البرلمان هو المؤسسة الرئيسة للتشريع والرقابة، والمرجع في حسم القضايا المصيرية"، مؤكدا أنه "سيحافظ على دوره في هذا المجال بروح وطنية وعلى وفق القانون".

وأضاف محمد أن "برلمان إقليم كردستان هو المكان الوحيد لحسم مسألة رئاسة الإقليم"، مؤكدا أن "البرلمان سيبذل جهوده كافة من أجل حسم الصراعات السياسية الداخلية بأسلوب ديمقراطي وسلمي وعدم فسح المجال لتأثير الصراعات السياسية على معنويات البيشمركة".

وعقدت حركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني والإتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية الكردستانية, امس، اجتماعا في السليمانية لبحث مسألة رئاسة إقليم كردستان، في ظل غياب الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود البارزاني.

وذكرت مصادر كردية ان "الاطراف السياسية الاربعة ستناقش اليوم (امس) في مدينة السليمانية نتائج اجتماعاتها مع الحزب الديمقراطي الكردستاني حول مسألة رئاسة اقليم كردستان". واضافت ان "الاطراف السياسية في اقليم كردستان لم تتوصل الى اي اتفاق، ومن المحتمل ان تصدر الاحزاب الكردستانية الاربعة اليوم (امس) بيانا حول اسباب عدم انجاز ذلك". وكان الاجتماع السادس للاحزاب الكردستانية الرئيسة الخمسة (الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، والتغيير، والجماعة الاسلامية، والاتحاد الاسلامي) قد عقد صباح الاثنين الماضي في اربيل، للتوصل إلى توافق بشأن رئاسة اقليم كردستان.

يأتي هذا بعدما عقدت الاطراف الخمسة خمسة اجتماعات، اربعة منها في اربيل، والخامس في السليمانية، بهدف التوصل إلى توافق حول موضوع الرئاسة.

ويمر اقليم كردستان بأزمة تعديل قانون رئاسة الاقليم، في حين لم تتوصل الاحزاب في الاقليم الى توافق سياسي في هذا الخصوص يقضي بإرضاء جميع الاطراف.

قالت رئاسة الإقليم، في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب": إن "رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني عقد اجتماعاً مع عدد من الأحزاب والجهات السياسية في الإقليم لبحث قضايا مهمة"، مبينة أن "الاجتماع ركز على ضرورة إيجاد حلول وطنية ومناسبة بسبب الظروف التي يمر بها الإقليم حالياً". واضافت رئاسة الاقليم أن "المجتمعين أكدوا أن جميع الأحزاب والمكونات سيصبحون أمام مسؤولية تاريخية ومن الضروري الاعتماد على التوافق والأخذ بنظر الاعتبار المصالح العليا للشعب والوطن ومطالب الناس"، مشددين على ضرورة "الابتعاد عن روح التحدي وتسقيط الآخر وتعكير صفو الأمان لأهل كردستان والعمل على حل المشاكل والتقارب مع بعض وعدم إهمال المكونات الأخرى والجهات السياسية".

وتابعت رئاسة اقليم كردستان أن "المجتمعين اكدوا أن "استمرارية هذه الأزمة وعدم معالجتها وعدم تنازل الأطراف عن آرائهم في سبيل خدمة المصلحة الوطنية والتوافق الوطني يضر بمكتسبات وآمال الشعب"، مشيرين إلى أن "جميع الأحزاب والأطراف والمواطنين أحرار في التعبير عن رأي حول المشاكل الجوهرية للبلاد".

ولفتت رئاسة الاقليم إلى أن الاجتماع اكد ضرورة "عدم إعطاء الفرصة لتخوين المكونات والأطراف السياسية والناس أو العمل على التقليل من حقوقهم بسبب التوجهات السياسية"، موضحة أن "استمرار الأزمة والعمل على خلق الفراغ وتعطيل التوافق وتصعيد الحرب الإعلامية يضر بحياة شعب كردستان ومكوناتهم وهذا ضد المصالح العليا للإقليم"، داعين في الوقت ذاته إلى "تسخير كل المحاولات للانتهاء من الأزمة الاقتصادية".

ذكر سكرتير حزب "بيت نهرين الديمقراطي"، روميو هكاري، امس، خلال مشاركته في برنامج "حدث اليوم" الذي يقدم من على شاشة واذاعة رووداو الكردية، ذكر أن على البرلمان العودة إلى مكانه الحقيقي، فبرلمان كردستان منقسم اليوم إلى جبهتين، تحضر إحداهما اجتماعات البرلمان بينما تقاطعه الجبهة الاخرى.

وأضاف هكاري أن البارزاني قال خلال الاجتماع: البرلمان فقد شرعيته، لأن أداء البرلمان ورئيسه كان أداءً حزبياً وليس برلمانياً، ولن نذهب إلى هذا البرلمان حتى اختيار دورة تشريعية جديدة، لأنه لم يتمكن من حسم الموضوع وايجاد حل للمشكلة، بمعنى أن الحل كان خارج قبة البرلمان

ووفقا لهكاري، فإن البارزاني اعتبر الجلسة البرلمانية المنعقدة في (23/6/2015) انقلابا لإضعاف دور الحزب الديمقراطي الكردستاني، مضيفا لو صبروا حتى العشرين من آب لم أكن لأسمح بتجاوز سيادة القانون، فأنا من يطالب بسيادة القانون، لكنتُ قد قلتُ لهم حلّوا المسألة، أنا لم أحتل المنصب، ولم آت بانقلاب ولن أغادر بانقلاب.

قال رئيس الجبهة التركمانية في برلمان إقليم كردستان ايدن معروف، لوكالة "السومرية نيوز": إن "البارزاني اجتمع، اليوم (امس) مع الأحزاب السياسية التي رفضت المشاركة في اجتماع الأحزاب الخمسة"، مبينا أن "البارزاني شدد خلال الاجتماع على ضرورة مشاركة جميع الأحزاب السياسية المشاركة في البرلمان وحكومة الإقليم في الاجتماعات لبحث مسألة رئاسة الإقليم". وأضاف أن "مسعود البارزاني أكد أنه لن يتعامل مع الأحزاب الكردية الخمسة نهائيا"، مرجحا في الوقت ذاته أن "يكون اجتماع الأحد المقبل بين الأطراف الخمسة هو الاجتماع الأخير".

وتابع معروف أن "أزمة رئاسة الإقليم ستتعمق في ظل عدم وجود توافق سياسي بين جميع الأطراف"، داعيا الأحزاب الكردية الخمسة إلى "التنازل عن بعض مصالحها خدمة لمصلحة الوطن والمواطنين". يشار الى أن إقليم كردستان يشهد حالياً جدلاً واسعاً حول مسألة رئاسة إقليم كردستان، لاسيما بعد انتهاء ولاية رئيس الإقليم مسعود البارزاني، في (20 آب2015).