مجتمع مدني

النازحون في العراق: من النار إلى النار !

طريق الشعب
كل ما يُقال ويُعلن عن أوضاع النازحين، لا يعكس المعاناة الحقيقية للعوائل التي هربت من نار القتال في مدنها لتجد نفسها في نار الحاجة إلى أبسط مستلزمات العيش.
وتقدر الأمم المتحدة، في بياناتها، عدد النازحين بثلاثة ملايين وربع المليون شخص تقريبا، بينهم أكثر من مليون طفل، يتوزعون بين أكثر من ثلاثة آلاف موقع داخل العراق.
وبحسب مفوضية شؤون اللاجئين الدولية، فأن الأرقام قد تكون أكبر بكثير مما يُعلن نظرا لغياب التوثيق، مشيرة إلى أن مخيم بزيبز يعد أحد أكبر المخيمات، إذ يضم 150 ألفا من محافظة الأنبار إثر منعهم من دخول بغداد. وناشدت الأمم المتحدة الدول المانحة توفير ما يقارب خمسمائة مليون دولار لمساعدة هؤلاء النازحين.
ممثل المفوضية في العراق برونو جيدو، المتواجد في أربيل، قال بأن المشكلة الأساسية التي تواجه المنظمة أنها أمام أزمة كبرى من النازحين العراقيين واللاجئين السوريين.
ويرى أن المشكلة الأخرى هي أن الحرب ما زالت مستمرة، وبالتالي فإن هناك المزيد من النازحين يجب الاستعداد لتلبية احتياجاتهم، وخاصة الفلوجة والحويجة والموصل.
ولدى سؤاله عن استعدادات المنظمة لمواجهة الظروف القاسية في الشتاء، أكد جيدو في تصريح صحفي، أنه تم توزيع ثلثي المواد الشتوية على النازحين وتوفير مواد التدفئة، مشيرا إلى أن عملية التوزيع بدأت في تشرين الثاني الماضي وتنتهي في شباط المقبل.
في غضون ذلك، قال نازحون من سكان الرمادي إنهم حوصروا عدة أيام جراء المواجهات والقصف الذي لا يفرق بين مسلح ومدني.
وأضافوا أن حياتهم في مخيمات النزوح تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
وكانت القوات العراقية، يدعمها الحشد العشائري والحشد الشعبي، قد دخلت نهاية الشهر الماضي أحياء وسط المدينة، وسيطرت قبل أيام على منطقة الصوفية، لينحصر وجود تنظيم الدولة في منطقة السجارية التي تمتد حتى أطراف الرمادي الشرقية.