مجتمع مدني

"التيار الديمقراطي": سياقات غير عادلة همشتنا / ناطق محمد

رفض التيار الديمقراطي العراقي وصف الأحزاب المهمشة بالصغيرة، وبيّن أن هذه الأحزاب تعرضت للتهميش وفق سياقات انتخابية غير عادلة، وإنها قادرة على تغيير موازين القوى.
وفيما بيّن ائتلاف دولة القانون أن استخدام نظام "سانت ليغو" مكّن الأحزاب "الصغيرة" من الوصول إلى مجالس المحافظات، ألمح إلى أن الأحزاب "الكبيرة" ستنصاع لـ"الصغيرة" بفضل قوانين انتخابات تضمن مشاركتهم.
وفي حديث مع "طريق الشعب، أمس الأحد، قال كامل مدحت المنسق العام للتيار الديمقراطي، ان "العملية السياسية في العراق غير واضحة المعالم في الوقت الحاضر. كما ان الكتل السياسية التي وصلت للسلطتين التنفيذية والتشريعية من خلال أنظمة انتخابية غير عادلة، وبالتالي تمكنت من تهميش قوى لها تاريخ عريق"، مبينا أن "الكتل المتنفذة لم تبادر حتى الآن الى دعوة الأحزاب "الصغيرة"، لتتيح المجال للقوى الديمقراطية بالمشاركة معها".
ورفض مدحت "تسمية الأحزاب المهمشة بالصغيرة، وهي التي همشت نتيجة سياق انتخابي غير عادل، وهذه الأحزاب لا يمكن ان تنصاع لرغبات الأحزاب التي همشتها، لأن هذه الأحزاب لها تاريخها الخالي من كل بصمات الفساد، وهذه القوى ان استطاعت إبعاد القوى الديمقراطية عن المشاركة، فلن تستطيع ذلك إلى الأبد ، ولا بد لميزان القوى ان يعتدل، بفعل فاعلية هذه الأحزاب"، مشددا على "قدرة الأحزاب على تغيير المعادلة لصالحها".
من جهته، قال إحسان العوادي النائب عن ائتلاف دولة القانون إن "قانون الانتخابات الذي تتم مناقشته حاليا في مجلس النواب، لا أظن أنه ضمانة وبداية أخذ زمام الأمور من قبل الأحزاب القديمة أو الأحزاب الحديثة التشكيل التي ظهرت على الساحة".
وأوضح العوادي في حديث مع "طريق الشعب" أمس، أن "النظام الانتخابي (سانت ليغو) الذي تمت تجربته في انتخابات مجالس المحافظات، أتاح للأحزاب الصغيرة الحصول على بعض المقاعد والوصول إلى مجالس المحافظات، ولكن ليس بالثقل الذي حصلت عليه الأحزاب الكبيرة"، مضيفا ان "قانون الانتخابات النيابية ينحصر تطبيقه بين نظام (سانت ليغو) المعدل و(هوندت)، وهذان النظامان يضمنان اتساع دائرة المشاركة بين الأحزاب القديمة والأحزاب الجديدة، الأمر الذي يكسر احتكار القيادة بين الأحزاب الكبيرة لصالح الأحزاب الصغيرة أو الجديدة النشأة".واعتبر ا?عوادي "مشاركة الأحزاب الصغيرة بادرة جيدة وترسخ الديمقراطية"، لافتا إلى ان "الأحزاب الكبيرة تبقى رافضة لمشاركة الأحزاب الجديدة النشأة، لأنها تريد ان تبقى مسيطرة على الساحة السياسية في العراق".
وأعرب عن اعتقاده أن "الأحزاب الكبيرة ستتماشى بالتالي مع رغبة الأحزاب الصغيرة، وفق رؤى مشتركة يقبل بها جميع الأطراف، وذلك لعدة أسباب منها ان الأحزاب الجديدة النشأة أو الصغيرة أصبحت قوة لا يستهان بها داخل مجلس النواب ومجالس المحافظة"، مبينا ان "الأحزاب الكبيرة ستنصاع للأحزاب الصغيرة حيث ان القانون سيمنح الأحزاب الصغيرة مشاركة جيدة وواسعة".
من جانبه، ذكر مؤيد الطيب المتحدث باسم التحالف الكردستاني انه "في كل ديمقراطيات العالم ائتلاف الكتل الكبيرة هو من يشكل الحكومة، ولكن في أوضاع بلدان مثل العراق الذي فيه مكونات متعددة، لا تستطيع أي جهة سياسية بمفردها أو مكون معين أن يدير حكم البلاد، لذلك في مثل هذه الأوضاع نحتاج إلى حكومات ذات قاعدة عريضة تشترك فيها كل المكونات".
وأكد الطيب، أمس، في تصريح خاص لـ"طريق الشعب "، ان "العراق في هذه المرحلة يحتاج إلى حكومة ذات قاعة عريضة، لا تهمش فيها أي جهة سياسية، من اجل وحدة البلاد وإنجاح العملية السياسية".
وأشار إلى أنه "في حقيقة الأمر لم تكن لدينا كتلة تشكل أغلبية في البرلمان، وفي هذا الحال كلما كانت الحكومة ذات قاعدة عريضة تكون فرص النجاح أكثر من ان تشكل الحكومة من قبل جهة أو جهتين"، مضيفا أن "مشاركة الأحزاب الصغيرة ودعوتها من قبل الأحزاب الكبيرة تتوقف على المرحلة المقبلة، لأن الحكومة في الوقت الحالي مشكّلة، والأطراف المشاركة فيها غير راضين عن دورهم، فالكثير من المشاركين يصرحون علنا بأنهم مهمشون".