مجتمع مدني

حقوق السجناء الشيوعيين بين التغييب والتسييب / محمد علي محيي الدين

في رسالة وصلتني من أخ كريم لم يفصح عن اسمه، وجدت الكثير من الشؤون والشجون. معظم ما ورد فيها يتسم بالواقعية والمصداقية، فهو يدعو الى وقفة متأنية ومراجعة حقيقية للكثير من المواقف والقضايا، وفي مقدمتها الحقوق المشروعة للسجناء والمعتقلين السياسيين من الشيوعيين والديمقراطيين، ممن اعتقلوا بعد انقلاب البعث الفاشي في 8 شباط 1963، والذين أحجمت الحكومة العراقية عن أنصافهم، أسوة بأشباه المناضلين أو المزورين ممن منحوا الملايين تحت عنوان السجين السياسي، وهم ليسوا سياسيين أو ناشطين في المجال العام، بل أن بينهم الكثير ممن زور الوقائع للحصول على مكارم الحكومة السخية التي تذهب الى غير مستحقيها، كما هو الحال في الكثير من المجالات. وبالرغم من علمي بأن الشيوعي العراقي لم يقتحم المنايا ويواجه السلطات الغاشمة طمعا في جاه أو مال، أو لغرض آخر، سوى إيمانه الكامل بمبادئ وأهداف وطنية، ولتحقيق أماني وتطلعات العراقيين. إلا أن ذلك لا يعني السكوت عن حق مغصوب وهو الأحق بالنضال. فعندما تمنح الحكومة حقوقا للمزورين والمحتالين أو ممن سجنوا لأسباب لا علاقة لها بالنضال والعمل السياسي، وتتناسى رجال النضال، علينا تذكيرها بهؤلاء المناضلين الذين ناضلوا يوم كان العديد من سادة اليوم في أرحام أمهاتهم.
لقد نبهنا وكتبنا وذكرنا ولمحنا وصرحنا مرات عدة بضرورة الانتباه والاهتمام بالسجناء الشيوعيين، وتسهيل تمشية معاملاتهم، وعدم مطالبتهم بالمعجز من الأدلة، لأن لهؤلاء صبراً قد ينفد، وأن سكوت الحليم لا يعني تمادي اللئيم فـ «للصبر حدود» قاطعني سوادي قائلا: «مثل ما تكول أم كلثوم، «للصبر حدود»، صدك كلشي اله حدود وهم زين ذكرتني قبل چم يوم لكيت واحد من ربعنه العتك چان وياي بسجن الحلة نسميه (جدو) لأن كان أزغرنه بالعمر وصار لقبه هو الماشي ومحد يعرف أسمه الحقيقي، وهو من الأبطال اللي حفروا نفق بسجن الحلة سنة 1967 وشردوا وخلوا طاهر يحيى دايخ، ومؤسسة السجناء ردت طلبه لعدم وجود الأدلة التي تثبت اعتقاله، رفيجنه علي عرمش معروف بتاريخه النضالي أيضا ما ثبت اعتقاله عد المؤسسة رغم الوثايق القدمها، يمعودين والله صارت مهزلة ، ذوله كل الناس تعرفهم مناضلين ومسجونين، ولو تنشدون احجارات السجن چا كالت الكم ذوله مسجونين وانتم تنكرون، بويه خلوا الله بين عيونكم وامشوا عدل تراهي ما دايمه وباچر يلفكم القايش وتصيرون بخبر كان لأن كلشي يدوم اله الظلم ما يدوم وشوفوا الكبلكم وين صاروا!».