مجتمع مدني

بغداد تزدان بثوبها الأحمر احتفالا بعيد الحب / نسائم الوردي

في كل عام، ومع حلول عيد الحب في 14 شباط، تزدان محلات بغداد وشوارعها ومتنزهاتها باللون الأحمر، وتكتظ بعض أماكنها الترفيهية بالمحتفلين، رغم الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي يعيشها الفرد العراقي. فتجد المحال التجارية عارضة الدمى والورود الحمر التي يقبل على شرائها الناس ويهدونها إلى أحبائهم في المناسبة، كدعوة الى ان تعم السعادة بين الجميع، وتدوم الحياة وتستمر في الحب.
يعتبر عيد الحب من المناسبات التي يُحتفى بها في الكثير من أنحاء العالم. وليس هناك اتفاق حول اصول هذا الاحتفال الحقيقية. فالبعض يعده من اقدم الاحتفالات، وهناك من يرى انه يعود الى مهرجان روماني كان يحمل اسم " لوبيركاليا " ويقام منتصف شهر شباط مع بداية فصل الربيع، تمجيدا لإله الخصوبة، ويستمر على مدى ثلاثة أيام.
وفي القرون اللاحقة حوّلت الكنيسة المناسبة الى مهرجان مسيحي يحتفي بذكرى رحيل القديس فالنتاين، حيث كان الإمبراطور الروماني كلايديس الثاني قد حرم على الجنود الزواج حتى لا ينشغلوا عن الحرب. ولكن فالنتاين كان يجري عقود الزواج سرا. وسرعان ما افتضح امره وحكم عليه بالإعدام. غير انه أحب ابنة الامبراطور سرا، ولأنه يحرم على القساوسة والرهبان الزواج، عرض عليه الامبراطور العفو على ان يترك الديانة النصرانية ليتزوج حبيبته، لكنه رفض العرض وآثر النصرانية فنفذ الحكم فيه في الرابع عشر من شباط. هذا ما يقال.
الناشطة والباحثة الاجتماعية ندى اسماعيل عبد الرسول تقول ان لعيد الحب من وجهة نظر علم النفس الاسري، اثرا ايجابيا، "حيث يجدد الزوجان حبهما بالتعبير عنه ببعض العبارات أو الهدايا، ما يعزز ثقة الأطفال بأنفسهم عندما يرون زيادة الحب المتبادل بين والديهم". وتشير الناشطة ندى إلى ان هناك احصائيات تثبت انه في يوم عيد الحب يزداد عدد عروض الزواج، لما لهذا العيد من تأثير عاطفي نفسي في الراغبين بالزواج، "وهذا ما يحتاجه مجتمعنا العراقي الذي يمر بظروف صعبة. فما الضير اذا كان الزوج في جبهات القتال ويتلقى من زوجته تهنئة؟ فمن الطبيعي ان يحتاج كل انسان الى ما يثير في قلبه الحب".
من جهته يرى الشيخ غيث التميمي ان عيد الحب يمثل موعدا يدعو الناس الى تجديد علاقاتهم العاطفية، ويبعث طاقة ايجابية في المجتمعات التي دمرتها الكراهية والحقد والحسد والعنف، "وهي دعوة سنوية الى اعادة قراءة العلاقة الجندرية بين الرجال والنساء، واعتماد الحب كمحور تدور حوله رحى الحياة وترتكز عليه العلاقة العاطفية".
صاحب احد محال الهدايا في بغداد السيد احمد علي مجيد، يقول ان "الجميل في عيد الحب هو ان نشاهد المحال والشوارع مزدانة باللون الاحمر، مشكلة في ذلك كرنفالا يضفي على بغداد مسحة من الجمال والحب، بدل الوان الحزن والحواجز المقيتة التي تشوه وجهها الجميل" .