مجتمع مدني

في مالمو: يوم الشهيد الشيوعي، عبق الدم وملامح الوطن

فاضل زيارة
قف باجداث الضحايا لاتسِل فوقها دمعا ولا تبكي ارتجالا
وضع الاكليل زهرا يانعا فوق زهر من ضمير يتلألا
كان مساءاً معطراً بالحب والوفاء من اماسي مالمو، تسابق الاصدقاء والرفاق الى المكان، تدفعهم احاسيس شتى، فاليوم هو يوم الشهيد الشيوعي، شهيد الكلمة والموقف، شهيد الامنيات العذبة والثبات والصمود،، شهيد الحزب الشيوعي العراقي، كما هو يوم الحب، انهما معادلتان متجانستان ذات طرفين متوازنين، فكلاهما يبدا بالحب وينتهي بالحب.
حميمية صادقة تتحسسها في وجوه كل من حضر، رفاق شيوعيون، اصدقاء لهم يجمعهم الحب والوفاء لمن هو تاريخ العراق والعراق تاريخه. الشهداء بينهم بابتسامتهم الانيقة، جالسين معهم ويحدثوهم عن الممكن والمستعجل والواجب من خلال فلم رائع يعرض صور الشهداء وباقات ورد تحف بهم مع الموسيقى التي تجسد ارواح الشهداء جميعا ومن خلال الصور التي انتشرت في قاعة الاحتفال لقادة الحزب الميامين.
الشهداء رجال عظام تتجلى عظمتهم لا في طريق الحياة التي اختاروها، بقدر مافي جلدهم ويقينهم لاخر يوم في حياتهم، كانوا نافذي البصر والبصيرة، متعددي الامكانيات، صبورين يعلوا وجوههم وقار من ملك الحقيقة، وكانوا يحملون في دواخلهم قلوبا ثورية لا تكف عن الخفقان، كانوا نبض جميع شعبهم وعقرب من عقارب ساعاته.
صوت عريف الحفل عبر المذياع يعلن بدء الاحتفال بالذكرى مرحبا بالضيوف وفي مقدمتهم ممثلو حزب اليسار السويدي وممثلو منظمات المجتمع المدني بينها الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد، ليعلن بعد ذلك عن وقفة حداد على ارواح الشهداء، شهداء الحزب الشيوعي العراقي الذين اغتالتهم يد الغدر والخيانة في الرابع عشر من شباط 1949 وهم كل من الرفاق يوسف سلمان يوسف ( فهد) وزكي بسيم ( حازم ) وحسين الشبيبي (صارم ) وشهداء الحركة الوطنية.
بعدها جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي في مالمو والتي القاها الرفيق يوسف شيت حيث اكد فيها على ان قادة حزبنا الاماجد اعطوا مثلا رائعا في الصمود والتحدي والبسالة وزخما للشيوعيين لقيادة الجماهير الكادحه ومواصلة ذات الطريق، ليس من اجل امتيازات شخصية او مناصب تستغل لسرقة اموال الشعب، بل ضحوا من اجل حياة سعيدة لشعب العراق، واكد على الصمود والتكاتف والتضامن مع كل العراقيين في ساحات النضال من اجل انهاء مهزلة المحاصصة المقيتة، من اجل نظام مدني ديمقراطي، من اجل وطن حر وشعب سعيد تسوده العدالة الاجتماعية.
يابيرغ هوانه بزفة العشار
وشوباش الشغيله بثورة المعقل
يا اول شيوعي الحرض العمال
عالثوره ورسم اضرابها الاول
شيوعي اول --- شهيد اول -- فدائي اول
لرسمك فوك اسوار العراق اهلال
ما بدل الوانه يوم وتحول
للشهيد حسن العياش قائد اول اضراب عمالي في العراق في تاريخ العراق الحديث الف تحية وتحية.
ثم جاءت كلمة حزب اليسار السويدي التي القتها سوسانه ابيوركن هيم، سكرتير اقليم سكونه لحزب اليسار، اكدت فيها على التلاحم الكبير بين حزبينا في سفر النضال الوطني والاممي وبانهم لم يألوا جهدا في تقديم الدعم وبكافة الوسائل للحزب ولشعب العراق من اجل ان ينال حريته وتطوره الاقتصادي وبناء حكومة وطنية بعيدا عن المحاصصة على ان تاخذ بالشعب العراقي الى بر الامان.
ثم قرا الرفيق طالب كاظم كلمة عوائل الشهداء حيث ورد فيها على ان عوائل الشهداء لازالت وفية بشخوص الزوجات والابناء والاباء للحزب الشيوعي العراقي، لقد بقى الشيوعيون ومضى الطغاة وسيبقى اولادنا واحفادنا يواصلون احتفالاتهم ويثبتون انهم مناضلون وطنيون ، سيبقون زاهرين كالورد لانهم ينهلون من نهر الشعب المتدفق ابدا، ولانهم يتظللون بافياء نخيل الشهداء العالية، وسيبقون هكذا مورقين رغم كل حرائق الموت المدمرة، شكرا للحزب الشيوعي العراقي لاحياء المناسبة ومجدا للشهداء.
اغني لقامات تمتد من عمق الفكرة لحدود الوطن، لشهداء الحزب الشيوعي، لرفاق امتلكوا الاسرار كلها.
حزب ابجديته الاولى ( انسان )
حزب قصيدته الاولى ( وطن )
اغنية وطنية قدمتها فرقة عشتار بقيادة العزيز محفوظ البغدادي بعنوان – مرلي مرلي .
وفي الاستذكار، قدم لنا الرفيق تحسين المنذري شهادة عمن ضحوا من عائلته، مبينا انه بالوعي تتجسد القناعة لرفاقنا فتمكنهم من مواجهة التحديات والصعوبات مهما اشتدت وتنوعت ومنها مواجهة الجلادين، فهنا يصبح التحدي مرتبطا بفكر واهداف، فتكون التضحية ايثارا ووفاء للمبادئ والفكر والالتزام باهداف انسانية نبيله، هكذا كان اخي الشهيد بديع.
ثم جاء دور من قارع النظام الدكتاتوري في ذرى كردستان، الانصار الشيوعيون عبر رابطتهم العتيدة حيث القى كلمة الرابطة الرفيق لؤي الزبيدي، والذي اكد فيها على اننا نحتفل ونجدد العهد للسير على خطى رفاقنا الشهداء، ومنهم نستمد قوتنا وعزيمتنا للتصدي لاعداء العراق، ولن ينسى شعبنا تلك الصور البطولية للشيوعيين وهم يتقدمون الصفوف في المظاهرات والاضرابات والكفاح الثوري بشتى اشكاله من الهور الى ذرى جبال كردستان. مجدا للانصار الشيوعيين الذين كان لهم دورهم المميز في النضال المسلح ضد اعتى نظام دكتاتوري مضحين بحياتهم حيث قدموا المئات من الشهداء من اجل مستقبل افضل لشعبهم ووطنهم.
ثم القى الرفيق الشاعر حميد الموسوي قصيدة بحق الشهداء لاقت صدى كبير بين الحضور ( من ثوب الشهاده اللابسه يخافون ) ونالت استحسانهم حيث جسدت عبق الدم وملامح الوطن فيها.
وكان للصديق محفوظ البغدادي شهادة بحق الشهداء، حيث ادلى بشهادته مدعومة بفلم قصير يثبت فيه دور جواسيس البعث ومنتسبيه في اعترافاتهم من خلال الوسائل التي استخدموها من اجل تغييب واعدام خيرة ابناء الشعب العراقي من الشيوعيين ومنهم ابن اخته.
ثم قدمت فرقة عشتار اغنية وطنية بعنوان يمه يالغالب، حيث ردد الحضور مع الفرقة وصفقوا لها.
في هذه الفقرة من الحفل وزعت الورود الحمراء على كافة من حضر وقد اضفى توزيع الورد رونقا جميلا على الحفل حيث اكد عريف الحفل من خلال التوزيع.اي رونق لجمال العلاقة بين الحب والشهادة، اية روعة حينما يعانق الحب الشهيد الشيوعي ويجلسا معا في احتفالية مشتركة، فحينما استشهد الشيوعي وقف الحب شاهدا على عمق تمسك المناضلين الشيوعيين بالحياة وعشقهم لها، وقف شاهدا على نبل الطريق ونزاهة النضال من اجل مصالح الكادحين من العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر، الكسبة الفقراء، الطلبة والمثقفين، عموم الشعب العراقي الجميل بتاريخه وماثره البطولية .
ثم ارتقى المسرح رفيق قادم من بغداد يمثل منظمة المثقفين للحزب الشيوعي ليدلي بشهادة ارتجالية عن مواقف الشهداء البطولية امام دولاب الموت في العراق.
وفي الختام نقول للشهداء، اذ يشكلون للعراق ظلا ونخيلا باسقا –
نقول مجدا وسلاما --- لنهر الدم والدموع الذي روى تراب بلادنا
نقول مجدا وسلاما ---- للفتية الذين جادوا بانفسهم وتركوا بسمات الحياة على وجوه
وشفاه الاطفال
نقول مجدا وسلاما ---- لمن اضاء لنا الطريق ليبزغ فجر عراق الحرية والمساواة والسيادة والديمقراطية والسلام.
فالف تحية اجلال واكبار لشهداء الحزب الشيوعي العراقي ولعموم الحركة الوطنية
الف تحية لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد وفي مالمو لاحياء هذا الحفل البهي
الف تحية لمن حضر من الرفاق والاصدقاء ولمن ساهم وابدى المشورة والراي كما ابدى العون والمساعدة، والى اللقاء في مناسبات وطنية اخرى.
الاحد 14 / 02 / 2016