مجتمع مدني

ندوة حول العنف ضد المرأة والطفل وزواج القاصرات في كركوك / انتصار الميالي

أقامت دائرة العلاقات الثقافية ( البيت الثقافي ) بالتعاون مع رابطة المرأة العراقية ندوة حول العنف ضد المرأة والطفل وزواج القاصرات بتاريخ 24 /آب/2013 على قاعة البيت الثقافي في كركوك احد تشكيلات وزارة الثقافة بحضور نسوي متميز لعضوات الرابطة من الحويجة والدبس إلى جانب حضور جماهيري لممثلي منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والسياسية وبتغطية إعلامية واسعة.
الندوة تضمنت محاضرة للأستاذة شميران مروكل سكرتيرة رابطة المرأة العراقية تحدثت فيها عن أنواع العنف وأسبابه وتأثيراته مشيرة إلى إن العنف ضد المرأة ( جريمة ) ترتكب في أنحاء مختلفة من العالم فهو انتهاك لمبادئ حقوق الإنسان والعنف ضد المرأة ظاهرة عالمية تتخطى الحدود الإقليمية والعرقية والثقافية والدينية، ثم ركزت الأستاذة شميران على العنف الأسري الذي يعتبر نوعا من أنواع العنف ضد المرأة والطفولة مبينة إن الدراسات التي أجريت في الوطن العربي على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى بعدها الأبناء والبنات والزوج هو المعتدي الأول يأتي بعده الأخ الأكبر أحيانا ولكنه في الأغلب يكون صادرا من الأب بنسبة 99 بالمائة، واتخذ العنف أشكال مختلفة في مجتمعنا منها العنف الجسدي والعنف اللفظي والنفسي والجنسي والتي لها تأثيرات كبيرة على ضحايا العنف وأكدت الأستاذة شميران على جملة من الحلول لهذه الظاهرة وأهمها وجوب تدخل الدولة في فض حالات العنف وتشريع قوانين صارمة وأهمية دور المؤسسات التعليمية في توجيه الوعي وتطوير المناهج التعليمية بما يسهم في نشر الوعي بحقوق المرأة والقضاء على الرؤية الدونية والصورة النمطية للمرأة وتحجيم دورها في المجتمع.
كما تضمنت المحاضرة الجانب القانوني وأهمية تطبيق القوانين التي تحمي المرأة وتعديل الفقرات التي تبيح تعنيف المرأة وتشريع قوانين أخرى تجرم العنف تنسجم مع ماجاء في اتفاقية حقوق الطفل، وإلغاء المادة 41 من الدستور العراقي التي تحاول تجريد النساء من حقوقهن.
وفي محور زواج القاصرات الظاهرة التي باتت تشكل خطرا على الطفلات في العراق، قدمت مروكل نص المادة الخامسة من قانون الأحوال الشخصية ( الطفل هو كل شخص ولد حياً ولم يتم ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة من عمره ) ،وهو تزويج الطفلات الصغيرات أو الفتيات اللواتي لم يبلغن سن الرشد من رجال طاعنين بالسن بسبب الظروف الاقتصادية التي تعاني منه العائلة والتي بسببها يقوم الأب ببيع ابنته ولزواج الطفلات والقاصرات المبكر أضرار كثيرة منها أضرار صحية كالولادة المبكرة التي لها تأثير كبير على زيادة وفيات الأطفال والى زيادة الإجهاض وزيادة الأمراض، بالإضافة للأضرار الاجتماعية مثل تحمل المسؤولية في وقت مبكر وعدم القدرة على رعاية الأطفال بالإضافة إلى المشاكل الزوجية التي تؤدي غالبا إلى الطلاق فضلا عن الأضرار الاقتصادية.
فيما أشار الأستاذ عمار معاون مدير البيت الثقافي في مداخلته أن من أولويات البيت الثقافي تسليط الضوء على جانب العنف والحكومة تتحمل 90% وهي من أعطى للقبيلة والعشيرة مجال أوسع، وليس هناك قانون يحمي المرأة والطفل حتى لو كان هناك قانون مع وجود حكم العشيرة تحدث العديد من حالات القتل العمد ويخرج القاتل مقابل مبلغ صغير، نحن بحاجة إلى قوانين حقيقية تسري على القبيلة والعشيرة كما تسري على الجميع ويتطلب الأمر توحيد الجهود لغرض معالجة الكثير من الآثار السلبية اتجاه المرأة.
وأضافت الناشطة الست الهام مسؤولة اتحاد نساء تركمان العراق... إن حالات الطلاق في كركوك ظاهرة موجودة وتحصل بمعدل 6 حالات يوميا كحد أدنى و( 2 ) منها من القاصرات، وهناك الكثير من الأمور التي تعنف المرأة مثل زواج الكصة بكصة وغيرها.
فيما أكد الأستاذ صبحي رشيد... نعاني من أزمة ثقافة ووعي ويحتاج الأمر منا كيفية الاستفادة من القانون لحماية الحقوق وان تلعب المنظمات دورا في هذا المجال.
وأكدت الأستاذة شميران مروكل في أجابتها على أسئلة الحضور على أهمية تعديل قانون الأحوال الشخصية بما يضمن حقوق المرأة والاستفادة من تجربة إقليم كردستان في قضايا العنف، ومتابعة تطبيق إستراتيجية الحد من العنف الموجه ضد المرأة وحث الجهات ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدني والأعلام للقيام بحملة تثقيفية كبيرة في ميدان نشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع وإشاعة الاحترام للمرأة كمبدأ جوهري واعتماد مبدأ المساواة بين الجنسين للحد من التمييز الجندري في مؤسسات الحكومة.
بعد أنتهاء الندوة توجه الحضور للمشاركة في افتتاح مقر رابطة المرأة العراقية وقص شريط الافتتاح وتخلل الافتتاح توزيع بعض الهدايا للأرامل والمطلقات.