مجتمع مدني

اهالي الجنوب: مستعدون لاستقبال السوريين / احمد حسن الياسري

في الوقت الذي تستعد فيها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الى شن هجمات عسكرية على سوريا من جهة، وارتفاع حدة الصراع بين الجماعات المسلحة ونظام الأسد في العاصمة دمشق وبعض المدن السورية من جهة أخرى، دفع الكثير من العوائل السورية المتبقية هناك باللجوء إلى البلدان المجاورة لهم.
ويستقبل اقليم كردستان العراق يوميا المئات من العوائل وقام خلال الأيام الماضية ببناء مخيمات إضافة في محافظتي السليمانية واربيل لفك الزخم في بقية المخيمات.
ودعت منظمات المجتمع في كردستان، المحافظات الوسطى والجنوبية إلى استقبال اللاجئين لتخيف الزخم الحاصل في الإقليم.
وقال المواطن زيرفان البارزاني من أهالي السليمانية، في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن "إقليم كردستان يكتظ باللاجئين السوريين، وهناك أعداد كبيرة من السوريين (أطفال ونساء وشيوخ)، يطلبون الأمان في العراق، فعلينا أن لا نقصر معهم وان نمد لهم يد العون، وأنا أدعو أخواني في المحافظات الوسط والجنوب الى ان يقوموا باستقبال هؤلاء الذين لا ذنب لهم غير أنهم ضحايا لصراعات مصالح دولية خبيثة". وردّ أبو محمد شيخ عشيرة في محافظة ذي قار، بان "بيوتنا مفتوحة أمام أبناء شعبنا السوري، وأدعو إلى بناء مخيمات في المحافظات الجنوبية لاستقبا? السوريين الذين يطلبون اللجوء للعراق"، مبينا أن "العراق مرّ بنفس الظروف التي تمر فيها سوريا، لذا فقد أصبح من الصعب تقديم العيش الكريم لهم".
وفي المقابل، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين أن عدد اللاجئين السوريين في كردستان بلغ لغاية الواحد من أيلول الجاري إلى (168585) لاجئا.
وقال مدير عام دائرة شؤون الهجرة ستار نوروز خان في تصريح صحفي انه خلال "الأسبوعين المنصرمين تدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى إقليم كردستان"، موضحا أن "الوكيل الفني في الوزارة وهو رئيس خطة الطوارئ للاجئين السوريين في الوزارة قام بزيارة في الأسبوع الماضي إلى مخيمين في منطقة العبيدي في قضاء القائم بمحافظة الانبار واطلع ميدانيا على الخدمات التي تقدم هناك".
وأشار إلى انه "بحسب توجيهات وزير الهجرة ديندار نجمان شفيق دوسكي، قام الوكيل الأقدم للوزارة اصغر عبد الرزاق الموسوي بزيارة تفقدية لمخيمات اللاجئين السوريين في كردستان واطلع ميدانيا على أحوالهم من حيث نوع الخدمة والمساعدة التي تقدمها الوزارة لهم".
لذا حين بدأ السوريون يتدفقون عبر الحدود هرباً من الحرب المستعرة في بلدهم الى دول الجوار ومنها العراق، استقبلهم العراقيون بأحضان مفتوحة لرد قسط ولو ضئيل من الجميل الى أشقائهم السوريين على إيوائهم أعدادا غفيرة من العراقيين الهاربين من القمع أو الحرب.
وتقدر الأمم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين يبلغ الآن نحو 1.6 مليون لاجئ وما زال العدد آخذا في الازدياد. ويستضيف لبنان والاردن العدد الأكبر من هؤلاء اللاجئين تليهما تركيا ثم العراق. وبحسب ارقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فان عدد اللاجئين السوريين المسجلين في العراق يبلغ نحو 160 الف لاجئ وبالتالي فان العدد الحقيقي يزيد آلافا على هذا الرقم. وتوفر حكومة إقليم كردستان المأوى والمساعدة لغالبية اللاجئين السوريين في العراق فيما يتركز الباقون في محافظة الانبار حيث زاد سكان مخيم القائم?الحدودي غربي المحافظة على 10 آلاف لاجئ قبل أن يبدأ بالتناقص.
ولكن تجربة العراق المرة مع عمليات التسلل عبر الحدود والتنسيق الحاصل بين فرعي تنظيم القاعدة في العراق وسوريا وامتداد التداعيات الإقليمية للنزاع السوري أثارت كلها مخاوف دفعت السلطات العراقية إلى اتخاذ احتياطات أمنية مشددة حول مخيمات اللاجئين السوريين في أراضيها. وأقرت الحكومة العراقية مؤخرا بأنها لن تستقبل بعد الآن مزيدا من اللاجئين لأسباب أمنية ولوجستية.
وقال الوكيل الأقدم لوزارة الهجرة والمهجرين اصغر الموسوي في حديث خاص لاذاعة العراق الحر ان "المخيم المخصص للاجئين السوريين في منطقة القائم قادر على استيعاب اعداد اكبر من اللاجئين، لكن العراق لن يسمح بذلك لعدم قدرته على توفير الحماية الامنية لهم او تقديم الخدمات الغذائية والصحية"، مشيرا الى ان الوضع الأمني في المنطقة يستدعي فرض قيود على حركة اللاجئين السوريين.
وأكد الموسوي ان المسألة لا تتعلق بموقف من قبول اللاجئين او رفضهم بل مرهونة بمحددات تتفهمها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
الى ذلك اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان كلا من العراق والأردن وتركيا بمنع عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يحاولون الفرار من سورية، إما بإغلاق العديد من المعابر الحدودية أو السماح لأعداد محدودة بالدخول الى اراضيها.